العالم - الأميركيتان
وفي حوار مع قناة العالم الإخبارية لبرنامج "مع الحدث" قال حسن منيمنة بشأن الرئيس الأميركي الخاسر دونالد ترامب: نحن أمام شخصية صبيانية تتصرف وكأنها تستطيع أن تصوغ الواقع من خلال إعلان وقائع لا أساس لها من الصحة.
وأضاف: نستطيع أن نتوقع أنه سوف لن يهنىء بايدن، بل نستطيع أن نتوقع أنه سوف لن يذهب إلى حفل تنصيب بايدن ربما، إن لم يطلعه حكماء الحزب الجمهوري -وهم وفقا لما رأيناه منهم خلال الأعوام الـ4 الماضية عاجزون تماما عن ذلك- فنحن أمام حالة فريدة وشاذة في السياسة الأميركية.
وأوضح حسن منيمنة قائلا: نحن ليس أمام انقسام سياسي وحسب بل أمام انفصام ثقافي في الولايات المتحدة، فترامب فشل في الانتخابات ولكن ترامب وما يمثله شخصيا وما قد ارتاده على مستوى نصف المجتمع الأميركي تقريبا لا زال قائما، ولابد للرئيس المنتخب بايدن من أن يأخذ هذه المسألة بعين الاعتبار.
وبين أنه: نحن أمام مجتمع منقسم، ولأسباب عدة ليس بمقدور بايدن أن يكون الشخص الجامع رغم انه أعلن الرغبة في ذلك، فمن شأنه أن يخفف من حدة النبرة والخطاب الذي أثاره ترامب وسعى بمطلق جهده لكي يستفيد منه في المرحلة الماضية.
ونوه إلى أن ما قد حصل في هذه الانتخابات ليس أن المواطن الأميركي قد رفض ترامب بل هناك ثمة ترجيح لعودة الخطاب الهادىء، وأضاف: ترامب كشخصية صدامية مطلوب منه أن يتنح قليلا، وهذه بمصلحة الجمهوريين كذلك وليس الديموقراطيين فقط.. أن يتنح عن هذه الإثارات كي تتمكن البلاد من النهوض مجددا، وهذا ليس انتصارا لبايدن بل هو انتصار للديموقراطية الأميركية.
وحذر من أن ترامب سوف يحاول استثارة الشارع والشغب والصدامات، وبين أن: ترامب قد ارتاد موجة الانفصام وليس هو المسؤول عن التسبب بها، أي أن من يؤيد ترامب للتو يعتبر بأن أن الجانب الآخر فاسد، فهو مستعد أن يصغي ويتحمس لترامب، ولكن الولاء ليس لترامب بل لفكرة أن الجانب الآخر فاسد.
ونوه إلى أنه لاشك من أن السياسة الأميركية سوف تشهد تبدلا هاما في المرحلة المقبلة ولكنه سيكون تبدلا في الأسلوب وليس بالمضمون، مبينا: لسنا مع عودة إلى استمرار سياسة أوباما أو متابعة لما كان عليه أوباما، فالأعوام الماضية أرست وقائع جديدة على الأرض.
وأضاف: نستطيع أن نتوقع مثلا من الرئيس المنتخب بايدن عندما يتولى الرئاسة أن يقول نحن مع العودة إلى الاتفاق مع إيران ولكن.. والتفاصيل سوف تدخل في "ولكن"، من قبيل إدراج أمور أو التزامات إضافية أو مواقف معينة.
وفيما يتلق بالتعويل على المنظومة الدولية قال حسن منيمنة يمكن التوقع من بايدن المزيد، من قبيل العودة إلى منظمة الصحة العالمية أو العودة إلى تأييد دور الأمم المتحدة في أكثر من ملف، كما يتوقع منه لغة أقل حدة ولكن ربما أكثر إنتاجا، لأن ترامب استعمل اللغة الصدامية مع الصين ولكنه لم يحقق.
للمزيد إليكم الفيديو المرفق