حين تذبح فلسطين بالقطنة 

حين تذبح فلسطين بالقطنة 
الإثنين ١٤ ديسمبر ٢٠٢٠ - ٠٧:٢٥ بتوقيت غرينتش

الخبر واعرابه 

العالم - الخبر واعرابه

الخبر:

التطبيع مع الكيان الصهيوني وان كان انطلاقته من الامارات الا انه لم يقتصر عليها ما يقير الكثير من الهواجس حيال مستقبل هذه المؤامرة الدنيئة .

الاعراب:

-نظرة فاحصة على ما يوصف بمشروع التطبيع مع الكيان الصهيوني تكشف ان هذه الخطوة وان حطمت مقاومة تمتد لسبعة عقود ، ولكن الامير غير المتوقع هو تورط اصدقاء واوفياء الامس للقضية الفلسطينية في سباق لا ينتج عنه سوى النيل من وحدة العالم الاسلامي لتکون بذلك کمجیر ام عامر .

-في اطار مشروع التطبيع الامريكي ، يركز الامريكان والصهاينة على نقاط ضعف البلدان لارغام حكامها على الحضور الى طاولة المفاوضات وعقد الصفقات . وببالغ الاسف يبدو ان كل بلد من البلدان المستهدفة له ثمنه وهو مستعد للتوقيع على اتفاق التطبيع حتى في مقابل تقديم وعد بدفع ذلك الثمن . فالاول حصل على وعد بالحصول على مقاتلات ، والاخر على وعد بتوسيع اراضيه في خطوة تتعارض مع جميع القوانين الدولية والثالث يرة نفسه خارج قائمة الارهاب و .. والامر الذي لا لبس فيه هو ان القاسم المشترك لهذه البلدان هو اذعانهم وخنوعهم وعجزهم في مواجهة امريكا والكيان الصهيوني وحصولهم على ضمانة للبقاء في الحكم والسلطة .

-اما الجوب على سؤال ان حكام هذه البلدان هل هم مخولون من قبل شعوبهم للمشاركة في هذه المفاوضات وعقد الصفقات ام لا ؟ ان لم يكن سلبيا من الاساس فلا اقل من انه لا يوجد ما يؤيد ذلك . ولكن رغم ذلك والامر الاكيد هو ان مسالة التطبيع مع الكيان الصهيوني من قبل حكام بعض الدول بات امرا واقعا ويبدو انه يصبح اكثر خطورة يوما بعد آخر .

-مؤامرة التطبيع بدات مع دول صغيرة نفوسها قليلة وفي نفس الوقت متساهلة في مبادئها بدون موافقة شعبية ، وتواصلت من خلال دول حكوماتها عميلة بالكامل ، وفي المحطة الاخيرة اعلنت بان توجهها الجديد هو عقد صفقات الارض . واما في خصوص الدول الاخرى التي ابدت رغبتها او تبديه ، فما هو التوجه الذي سيتم اعتماده او المقترح الذي سيتم طرحه على طاولة المفاوضات ولا يكون متوقعا فهو ما يجب ان ننتظر ونراه في المستقبل .

-ما يثير الحفيظة ايضا في هذا المشروع هو المساحة الجغرافية التي تغطيها مؤامرة التطبيع . ففي حين ان هذا المخطط انطلق من مشايخ في الخليج الفارسي ، ومن ثم انتقل الى الشرق الأوسط وبعد ذلك ظهر في شمال افريقيا ، نرى الان بان الكيان الصهيوني يتابع هذا المخطط في المناطق البعيدة مثل دولة بوتان .

-النقطة المثيرة للاهتمام وبالطبع المحزنة في هذا الموضوع هي التصريحات الرسمية التي يطلقها بعض المتشدقين بالدفاع عن القضية الفلسطينية ، والذين رغم ابداء تحفظهم حيال القضية الفلسطينية يرون بان مسالة التطبيع شان داخلي ولا يحق لمليار ونصف المليار مسلم الوفيين للقضية الفلسطينية بان يبدون رأيهم بهذا الشان . وزير الخارجية التركي وخلال لقائه الاخير مع نظيره المغربي اماط اللثام عن هذا التوجه الجديد اعلاميا ، حيث قال ان كل بلد حر بان يقيم العلاقات مع اي جهة كانت . رغم ان جاووش اوغلو اكمل توجهه بالايضاح من خلال قوله بان هذا الاتفاق يجب الا يؤدي للمساس بحقوق الشعب الفلسطيني ، لكن الحقيقة هي ان الجزء الاول من تصريح الوزير التركي كان غريبا وخطيرا الى درجة انه جعل من الجزء الثاني منه مجرد مجاملة دبلوماسية .

-والذي يحز في النفس اكثر من ذلك هو الخبر الذي تم تناقله من مصادر عدة والذي يفيد بان رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس حظر على المؤسسات والمسؤولين التابعين للسلطة ابداء رأي او رد فعل حيال مسالة تطبيع سائر الدول مع الكيان الصهيوني . هذا في حين انه وفي خطوة لا تخطر على البال اعادت السلطة الفلسطينية تنسيقها الامني مع الكيان الصهيوني والذي كان قد شهد فتورا بعد الاعلان عن صفقة القرن .

-في مثل هذه الظروف ، السؤال الذي يطرح نفسه هو ، ان الدول المشاركة في سباق التطبيع مع الكيان الصهيوني ، بناء على اي منطق سياسي وضعت جميع بيوضها في سلة ترامب الخاسر في الانتخابات وكذلك نتنياهو المتورط بازمات عديدة ؟ الرئيس الامريكي لن يكون ضيفا في البيت الابيض سوى لعدة اسابيع فقط ، ونتنياهو وفي افضل الحالات سيحكم الكيان الاسرائيلي لعدة اشهر فقط .