خبير: العلاقات التركية الاسرائيلية قديمة وتصريح اردوغان هدفه الحدود البحرية

الثلاثاء ٢٩ ديسمبر ٢٠٢٠ - ٠٦:٣٤ بتوقيت غرينتش

اكد الخبير في الشؤون التركية محمد نور الدين ان العلاقات بين تركيا والكيان الاسرائيلي قديمة، واشار الى ان الرئيس التركي رجب طيب اردوغان هدفه من خلال تصريحه الاخير ترسيم الحدود الاقتصادية البحرية.

العالم - خاص بالعالم

وقال نور الدين في برنامج "مع الحدث" على شاشة قناة العالم: العلاقات التركية الاسرائيلية هي "ابدية" تقريبا، هي علاقات بدأت في عام 1949 كإعتراف دبلوماسي، واليوم يمر عليها 71 عام، وهذه العلاقة عرفت حقبات ذهبية وتوترات وشهدت صعودا ونزولا، حالها حال أي علاقة، ولكن العلاقة مستمرة ولم تتغير طبيعتها كعلاقات تحالفية استراتيجية ثابتة بينهما.

واضاف: عندما كان الكيان الاسرائيلي يفتش بالمصباح عن بلد عربي او اسلامي يعترف به او لا يعتبره عدوا، كانت تركيا منذ اللحظة الاولى الى جانب هذا الكيان، وكان تتعاون بشكل وثيق معه استخباراتيا وعسكريا واقتصاديا وما الى ذلك، وهذا هو أحد اسباب القوة التي كانت تتمتع بها "اسرائيل" ولا تزال والتي بواسطتها تمكنت من الحاق الهزائم المتتالية بالعرب الواحدة تلو الاخرى.

وتابع نور الدين: هناك قناعة شبه ثابتة لدى الحكومات المتعاقبة او النظام السياسي في تركيا ان العلاقات مع "اسرائيل" يجب ان تبقى علاقات استراتيجية تصب في مصلحة الامن القومي التركي، ويلتقي في ذلك العلمانيون في تركيا منذ اعترافهم بالكيان الاسرائيلي وحتى عهد اردوغان (الاسلامي) الذي في حكمه تستمر هذه العلاقات على احسن وجه ممكن.

واردف: اذن يلتقي الطرفان العلماني و"الاسلامي" بتركيا على هذا الامر وهذه مسألة مزعجة، بالوقت الذي تشير فيه استطلاعات الرأي الشعبية بتركيا الى ان "اسرائيل" والولايات المتحدة يقعان في المرتبة الاولى والثانية لجهة ان الشعب التركي يراهما عدوتين لتركيا بنسب عالية بين 70 و 80 بالمئة.

وبخصوص تصريح اردوغان الاخير بشأن الكيان الاسرائيلي، اعرب نور الدين عن اعتقاده: ان هذا التصريح ليس بداية، بل انه محطة في سياق بدأ عام 2016 بإتفاق 27 حزيران/ يونيو وهو اتفاق تطبيع، "اسرائيل" اعتذرت لتركيا ودفعت تعويض لضحايا سفينة مرمرة 2010، وبنفس الوقت تركيا تخلت بموجب هذا الاتفاق عن شرط رفع الحصار عن قطاع غزة، اذن هناك تنازل تركي كبير جدا في ذلك الاتفاق.

ورأى ان اردوغان هدفه الاساسي من هذا الموقف الاخير هو توقيع اتفاقية تحديد حدود المنطقة الاقتصادية المحصورة بين تركيا و"اسرائيل" بالبحر، ومثل هذا الاتفاق يخفف من التوتر بين تركيا و"اسرائيل" بشكل متوسط، ويكون على حساب قبرص واليونان، لان هذا المنطقة حتما ستأكل من المنطقة الاقتصادية لقبرص اليونانية واليونان.

واعتبر الخبير بالشأن التركي أن مثل هذا التطبيع سيكون رسالة مهمة جدا في هذه اللحظة عشية وصول بايدن الى البيت الابيض.