شاهد .. نخاله: القضية الفلسطينية كانت قضية مركزية بالنسبة للشهيد سليماني

الجمعة ٠١ يناير ٢٠٢١ - ٠٦:٢١ بتوقيت غرينتش

قال الأمين العالم لحركة الجهاد الإسلامي بأن الشهيد قاسم سليماني منذ استلامه لملف القدس كان حاضراً في الملف الفلسطيني مؤكداً بان الشهيد كان يتابع وضع المقاتلين بدقة خاصة في فلسطين المحتلة.

العالم - خاص العالم

وقال نخالة خلال مقابلة خاصة مع قناة العالم الإخبارية:"أثناء العمل تعرفنا عليه معرفة جيدة عبر سنوات طويلة، أنا أذكر أنني عرفته منذ أكثر من عشرين عاما منذ استلم ملف قوات القدس، وهو حاضر في الملف الفلسطيني، وهو أيضا يتابع كل حيثيات الملف الفلسطيني والقضية الفلسطينية، وكان يعتبر القضية الفلسطينية القضية المركزية للأمة الإسلامية، وهذا امتداد لموقف الجمهورية الإسلامية وليس اجتهاد شخصي من الحاج قاسم، لكن هو أيضا أثبت خلال العشرين عاما الماضية أنه خير من يمثل الجمهورية الإسلامية في هذا الموقف، وبدون شك أن الأشخاص لهم دور مهم وبارز. هو كرجل ذو شخصية استراتيجية ولديه قناعة كبيرة بالقضية الفلسطينية والتهديد الذي تشكله إسرائيل كعدو مركزي لهذه الأمة والمنطقة، وقناعته بضرورة تحرير القدس قناعة اعتقادية. كل هذه كانت عوامل دفعته أو كانت عاملا أساسيا في أدائه في الساحة الفلسطينية وعلاقته مع كافة قوی المقاومة.

وتابع نخالة قائلاً:"في إحدی المرات كنا مسافرين وكان بجانبي يجلس في الطائرة. حالة الحضور في الطائرة كانت بشكل حيث كان كل أخواننا في الحرس، طريقة معاملته معهم أو تعامله معهم كانت ودودة بدرجة كبيرة جدا، لدرجة أنه لفت انتباهي أن أحد الإخوة الضباط أعتقد وهو رجل كبير بالسن كانت ابنته معه. فجأة تناول الحاج قاسم سوارا من حقيبته وطلب الأخ وبنته وأهداها السوار، حتی أنا لفت انتباهي، فقلت له كيف تستطيع أن تكون جاهزا لكل المناسبات. هو كان مع كل إخوانه ومعنا يحرص علی اقتناء هدايا، إن كان خاتما أو سبحة، إلی آخره، فلذلك أنظر مدی الانتباه والاهتمام والجهوزية، لدرجة أنه يكون خاطر علی باله أنه في لحظة من اللحظات يلتقی بهذه المناسبة، ولاحقا فهمت منه أن هذه البنت متزوجة حديثا وهو كان في باله أن يهديها فكانت المناسبة أن يلتقيها في الطائرة مع والدها وكانت فرصة.. هذا جانب إنساني قل ما تجده لدی قادة همهم اليومي الميدان، خاصة أن هناك جبهات كثيرة تسكن قلبه ويتابع يوميا. نحن استفدنا من رحلة الطائرة بالحديث عن الملف الفلسطيني والهموم التي تواجه حالة المقاومة رغم أنه بالعادة نلتقيه دائما، لكن في السنة الأخيرة كانت أيضا اهتماماته تتوزع علی عدة مواقع، لكن في فترة من الفترات كان الهم الفلسطيني يشغل كل وقته واهتمامه، بحيث لايمر أسبوع دون أن نلتقي، إن كان في دمشق أو في بيروت أو في طهران. لاحقا قلت هذه اللقاءات وتباعدت المسافات نتيجة تعدد الجبهات وحضوره الدائم، وأنا لا أشك أبدا أنه كان 90 بالمئة من وقته يقضيه في جبهات القتال و10 بالمئة يقضيه في المكاتب أو شؤون الإدارة".

وأضاف نخاله:"كنا نستشعر أهمية هذا الرجل من رؤيته وقدرته علی التحليل الاستراتيجي في المنطقة، وأيضا إحساسه وانتماءه لفلسطين والقدس. كان بدون شك دائما يسأل عن المجاهدين ويهتم بهم ويسأل حتی عن أسماء كثيرة هو يحفظها من الشعب الفلسطيني وأفراد المقاومة، وكان يهتم ويلتقي بكل شخصية فلسطينية في المقاومة، ويسأل عن الفلسطينيين وحياتهم و شؤونهم الداخلية وأوضاع المقاومة والمقاومين حتی في شؤونهم الحياتية، لذلك أنت تشعر دائما بأنه قريب. وأيضا قريب لغاية أنه يدعوك إلی البيت عندما تذهب إلی طهران بحيث تتناول الطعام عند أسرته ،وكما ذكر إخواننا هذا قليل ما يفعله الآخرون مع الفلسطينيين ومع إخواننا في حزب الله. لا أعلم كيف كان مع الآخرين لكن كان يشعر كل إخوانه بحجم اهتمامه بالفلسطينيين وعلاقته الشخصية التي كان يحرص عليها دائما كأنه يشعر الاخرين كأن الشخص المقابل هو الشخص الوحيد الذي يحضی باهتمامه، وهذا قليل ما تجده لدی قادة في موقعه، يعني أنت تتحدث عن رجل ربما من الأشخاص الأوائل المعدودين في الجمهورية الإسلامية، عدی عن دوره في المقاومة وفي كل الجبهات، لكن أيضا أهمية هذا الشخص في رؤيته الاستراتيجية كما قلت وحديثه عندما تجلس معه في التحليل السياسي في الرؤية وفي إدراكه لطبيعة جغرافيا المنطقة ككل، في النفوذ الأميركي وكيف يمكن أن نواجه أميركا أيضا كيف يمكن أن نواجه النفوذ الصهيوني في المنطقة.. علی كل الجبهات هو دائما حاضر الذهن وأيضا يعي تماما كلما يجري في المنطقة لذلك كان حريصا علی أن يعزز وضع المقاومة الفلسطينية، وهو بذل جهدا كبيرا وجهدا مميزا في تدريب المجاهدين الفلسطينيين، وسعی بكل جهد بتزويد المجاهدين الفلسطينيين بالأسلحة".

وأوضح نخاله:"نستطيع أن نقول إن الميزة، أي ما تميز بها الحاج.. ممكن أن تقول إن دولة كالجمهورية الإسلامية تساعد المجاهدين في فلسطين بإمكانيات مادية ومساعدات إنسانية، لكن أيضا جزء مهم من هذا الاهتمام كان هو يولي للجانب العسكري وتدريب المقاتلين وأن يكتسبوا خبرة قتالية وتصنيعية في التسليح، وأنا أعتبر بإشرافه لم تبخل الجمهورية الإسلامية علی مساعدة المجاهدين الفلسطينيين.

بكل التفاصيل المملة حتی.. أحيانا يلاحق كل الأشياء، حتی في طعام المجاهدين في معسكرات التدريب كان يهتم، وأيضا في مستوی التدريب، نوعية التدريب، أيضا عندما نتحدث عن فلسطينيين ليسوا بأخصائيين في الصناعة لكن يهتم حتی لوكان عندهم أي قدر لكي يخضعوا لدورات مكثفة حتی يكتسبوا قدرة علی تصنيع الصواريخ وتصنيع العبوات وتصنيع هذه الأسلحة التي تحتاج ربما إلی سنوات طويلة وإلی مهندسين وشؤون أكاديمية. بالتأكيد ما نشاهده من إمكانيات موجودة الآن في غزة تستطيع أن تواجه إسرائيل في أوقات طويلة من الحرب لم تأت هذه الخبرة من عبث ولكن أتت نتيجة جهد كبير بذله الحاج قاسم من أجل أن يصل المقاتلين لهذا الهدف.".

وقال نخاله:" لا يوجد شيء بدون أوامر مباشرة منه ومتابعة، أين وصلوا.. ما هي النتائج.. وكان يتابع كل هذا، فضلا عن الخطوة الاستراتيجية التي بدأت في الأصل بإيصال الصواريخ والأسلحة لقطاع غزة، وهذا أمر كان شبه معجزة ومكلف جدا علی المستوی الفني والأمني والإمكانيات، لكن هذا حصل، وهو بذل شخصيا علی المستوی الشخصي، جهد شخصي، سافر لدول ووضع خطط ووضع قواعد لإيصال هذا السلاح، وبالفعل وصل هذا السلاح، وأنا أقول إن الصواريخ التي أوصلها إلی قطاع غزة هي التي تم افتتاح قصف تل أبيب بها، يعني أستطيع أن أقول كان للحاج قاسم دورا أساسيا في أن يجرؤ الفلسطينيين في قصف عاصمة الكيان الصهيوني، ومن تلك النقطة بدأ تطوير الأسلحة داخل فلسطين وأصبح الفلسطينيون الآن يصنعون كافة الصواريخ أيضا نتيجة الخبرة التي اكتسبوها بقرارات الحاج قاسم.. هذا شأن كبير ومهم ولعب دور في تعزيز المقاومة بدون شك".

للمزيد من التفاصيل شاهدوا الفيديو المرفق ..