الى رافائيل غروسي.. شكراً لحرصك على إحياء الإتفاق النووي الأن؟

الى رافائيل غروسي.. شكراً لحرصك على إحياء الإتفاق النووي الأن؟
الإثنين ١١ يناير ٢٠٢١ - ٠٤:٣٦ بتوقيت غرينتش

أكد رافائيل غروسي المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية إن إحياء الاتفاق النووي بين ايران ومجموعة 5+1،  يجب أن يتم خلال الأسابيع القليلة المقبلة، مضيفا اثناء مقابلة في إطار مؤتمر "رويترز نيكست" اليوم الاثنين، "إن إيران تسير بسرعة نحو الوصول لتخصيب اليورانيوم، وقد تصل لنسبة 20% خلال أسابيع.. من الواضح أنه ليس لدينا شهور طويلة. أمامنا أسابيع على الأرجح".

العالم كشكول

رغم اننا لم نشهد مثل هذا الحرص من مدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي، من قبل، على الاتفاق النووي، رغم محاولات الرئيس الامريكي دونالد ترامب، قتله عبر الانسحاب منه، وتهديد باقي اعضاء الاتفاق من مغبة البقاء فيه، وفرض عقوبات غير مسبوقة على ايران، التي حرمتها حتى من الغذاء والدواء، الا اننا نتوجه بالشكر الجزيل الى غروسي!!، على هذا الاهتمام بإحياء الاتفاق النووي، وان كان متأخرا!!.

رغم شكرنا لغروسي على ما ابداه من اهتمام بالاتفاق النوي، الا اننا كنا نتمنى ان يبدي ولو قدرا قليلا من هذا الاهتمام بالاتفاق، خلال السنوات الماضية، عندما كان الاتفاق يختنق تحت اقدام امريكا، التي كانت تضغط على باقي اعضاء الاتفاق لطعنه بهدف قتله ودفن جثته والتخلص منه الى الابد، ولكن للاسف كان غروسي مهتما فقط بمراقبة التزام ايران بالاتفاق!!، الذي كان يلفظ انفاسه الاخيرة بيد امريكا، لتسجيل كل شاردة وواردة في منشأتها النووية، عبر مفتشيه.

يبدو ان غروسي نسي او تناسى ان "الالتزام" بالاتفاق النووي هو التزام متبادل، من قبل جميع الاطراف ببنود الاتفاق النووي، وليس محصورا بايران فقط، فالرجل لم يحرك ساكنا ازاء انتهاكات امريكا والجانب الاوروبي ، للاتفاق، ولم يشعر بأي اهتمام او حرص على انقاذه، بينما كان يرى الاتفاق يلفظ انفاسه الاخيرة بضغط من امريكا وبتواطؤ من الاوروبيين.

غروسي لم يستشعر اهمية الاتفاق الا بعد ان اعلنت ايران عن اجراءات تهدف من خلالها الزام باقي الاطراف الاخرى بالاتفاق، كما هي ملتزمة به، بشهادة 15 تقريرا صادرا عن الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وهي اجراءات أقرها مجلس الشورى الاسلامي في نوفمبر تشرين الثاني، تلزم الحكومة بوقف عمليات التفتيش التي تجريها الوكالة الدولية ، في المواقع النووية الإيرانية ورفع مستوى تخصيب اليورانيوم عن النسبة المحددة في الاتفاق النووي، في حال لم تفي باقي اعضاء الاتفاق بالتزاماتها وترفع الحظر الامريكي الظالم عن ايران.

اخيرا، مهما كانت الدوافع التي تقف وراء حرص غروسي على الاتفاق النووي، الا انه حرصه جاء ليؤكد حقيقة مُرّة، وهي ان المجتمع الدولي، لا يحترم الا الاقوياء، اما الضعفاء فلا نصيب لهم في شيء، وان كل من يحترم القوانين والمعاهدات والاتفاقيات الدولية، يُنظر اليه من المنظار الامريكي الغربي، على انه ضعيف، حتى لو ايدت المنظمات الدولية، التزام هذا الطرف بما هو منصوص عليه في هذه المعاهدات والاتفاقيات الدولية. لذلك على المجتمع الدولي ان يسمع منذ الان خطابا مختلفا، قادما من طهران، وهو خطاب التحدي.. الالتزام مقابل الالتزام، ونقطة على السطر.