هكذا تمت مكافأة 'قرقاش' وزير خارجية الامارات ‘السعودي’!

هكذا تمت مكافأة 'قرقاش' وزير خارجية الامارات ‘السعودي’!
الخميس ١١ فبراير ٢٠٢١ - ٠١:٤٨ بتوقيت غرينتش

تعديل بسيط طرأ على وزارة الخارجية الاماراتية، تم "استبدال" أنور قرقاش، بهذه الكلمات أعلنت وسائل الاعلام الاماراتية التغييرات المفاجئة التي عصفت برأس الدبلوماسية الاماراتية لسنوات طوال.

العالم - كشكول

محمد بن راشد حاكم دبي بدوره تحدث على صفحته الرسمية في تويتر عن تفاصيل التعديل الوزاري، واصفاً إياه بالمصغر. فما أسباب الإطاحة بالرجل المقرب من محمد بن زايد والذي كان ركنا في المشهد السياسي الإماراتي حتى الأيام القليلة الماضية؟

لايخفى على أحد ان قرقاش لطالما اتبع سياسات وألقى بتصريحات بدا فيها وكأنه وزير سعودي لا إماراتي. عندما كان الأمر يتعلق بإيران فإن قرقاش كان أفضل من يظهر حقدا كحقد آل سعود ضد ايران، وحول الإخوان المسلمين والناشطين الاسلاميين كانت سياسة قرقاش نفس السياسة التي اتبعها ولي العهد السعودي محمد بن سلمان من تصفية للناشطين وتأييد مايسميه بن سلمان "الاسلام المعتدل"، وهو ما استُخدم كأرضية لتبرير التطبيع مع الكيان الاسرائيلي والتغاضي عن حقوق الفلسطينيين وأراضيهم المسلوبة بأبشع الطرق الوحشية تحت مسمى "السلام والمحبة"!.

قرقاش كان له دور مهم في الحرب على اليمن واستمرارها وتقسيم هذا البلد ودعم مجموعات متناحرة فيه، والسيطرة على مقدراته، والأهم من ذلك ايصال الصهاينة الى باب المندب عبر السيطرة على جزيرة سوقطرى والسماح للمخابرات الاسرائيلية بالتواجد فيها، فجميع اليمنيين وإن اختلفوا حول مافعله التحالف ببلدهم، اتفقوا على أمر واحد وهو الدور التدميري للإمارات في اليمن، ومافعلته هذه الدولة بمقدرات اليمن حتى أضحى سكانه الأفقر عالميا.

قرقاش الذي تصدر المشهد السياسي الإماراتي وشكل دعامة لسياسات بن سلمان وبن زايد في المنطقة لسنوات مديدة، خاصة وأنه رجل أعمال كبير وله شركاته ونفوذه، أطيح به بمسرحية "لبقة" حيث تم تكريمه وجعله مستشاراً لرئيس الدولة (المختفي لسنوات طوال بالطبع حيث ان محمد بن زايد هو من يدير البلاد على ارض الواقع)، وأما عن أسباب هذا العزل فالأقرب ان يكون ضمن ابتعاد الإمارات رويدا رويدا عن السياسات السعودية خاصة في ما يتعلق بحرب اليمن، وخاصة مع وصول الديمقراطيين وبايدن، حيث ترى السعودية والإمارات انه من الافضل إظهار نوع من المرونة والتخفيف من الانتهاكات في ظل سجلهم الحقوقي الاسود، حيث بدأت السعودية تتراجع ببطء، وافراجها عن لجين الهذلول يوم امس الاربعاء أول حدث في هذا المجال وسبقه تخفيف حكم الاعدام الذي كان صادرا بحق أطفال من المنطقة الشرقية في المملكة.

ومن هنا لاتجد الامارات حرجا في الانسحاب و ربما بعض التغييرات في سياساتها التي نفذتها خلال وجود ترامب في البيت الابيض والتي يبدو التراجع عنها بالنسبة لقرقاش صعباً وربما تغييره قد يحفظ بعض ماء الوجه، لذلك رأينا ان "التعديل المصغر" الذي حدث في وزارة الخارجية الاماراتية لم يشمل قرقاش فحسب بل شمل مساعده زكي نسيبة الذي تحول بدوره لما يسمى "مستشار ثقافي لرئيس الدولة".