ماذا وراء الحرب السيبرانية 'الإسرائيلية المغربية' ضد الجزائر؟

ماذا وراء الحرب السيبرانية 'الإسرائيلية المغربية' ضد الجزائر؟
الثلاثاء ١٦ فبراير ٢٠٢١ - ٠٤:٠٧ بتوقيت غرينتش

جاء في الاخبار ان وزير الاتصال والناطق باسم الحكومة الجزائرية عمار بلحيمر، كشف تفاصيل حرب سيبرانية يقودها كل من الكيان الإسرائيلي والمملكة المغربية ضد بلاده الجزائر.

العالم - كشكول

من خلال الكشف اعلاه يتضح ان تطبيع العلاقات بين الكيان الاسرائيلي والمغرب سرعان ما اثمر حربا من نوع خاص هي الحرب السايبرانية الإلكترونية أو ما تسمى بـ(الحرب الإلكترونية "عبر الإنترنت") وهي شكل من أشكال الحرب غير المعلنة وهي إجراء عسكري يتضمن استخدام الطاقة الكهرومغناطيسية للتحكم في المجال الذي يتميز باستخدام الإلكترونيات والطيف الكهرومغناطيسي لاستخدام بيانات التبادل عبر الأنظمة الشبكية والبنى التحتية المرتبطة بها.

الحرب لسيبرانية.. نبذة مختصرة

وتعتمد الحرب الالكترونية على استخدام الطاقة الكهرومغناطيسية لمهاجمة الإلكترونيات الخاصة بالخصم أو الوصول إلى الطيف الكهرومغناطيسي بقصد تدميره وقدرة العدو على استخدام البيانات عبر أنظمة الشبكة والبنى التحتية المرتبطة بها، حيث تُستخدم العمليات السيبرانية اليوم في النزاعات المسلحة كوسيلة من وسائل الحرب أو سبلها، حتى أن بضع دول أقرَّت علنًا باستخدامها، في وقت يتزايد فيه عديد الدول التي تُطور قدراتها العسكرية السيبرانية، سواء لأغراض هجومية أو دفاعية.

الملاحظ من خلال استخدام الحرب السيبرانية حتى اليوم انها تتسبب في تكلفة اقتصادية كبيرة، وإن كان الجزء الأعظم منها ليس في إطار نزاع مسلح، ولم يتسبب لحسن الحظ في أضرار جوهرية للناس. غير أن هجمات أكثر تعقيدًا نجحت في تعطيل إمدادات خدمات أساسية لسكان مدنيين. ويبدو أن قطاع الرعاية الصحية على وجه الخصوص أكثر عرضة للهجمات السيبرانية ويتأثر كثيرًا بها. كما تأثرت قطاعات أخرى من البنية التحتية المدنية من بينها أنظمة الكهرباء والمياه والصرف الصحي. وتفيد التقارير أن هذه الهجمات تزداد تواترًا، وتتعاظم حدتها بسرعة أكبر من أي توقعات.

عودٌ على بدء

بالعودة الى خبر الحرب السيبرانية المشتركة للكيان الاسرائيلي ووملكة المغرب ضد الجزائر التي كشفها وزير الاتصال والناطق باسم الحكومة الجزائرية عمار بلحيمر، ذكر هذا الاخير أن العمليات السرية في الفضاء السيبراني تتعلق بالجوسسة والتخريب، وكذا التدمير عن طريق الدعاية والمعلومات المغرضة، موضحا خلال حوار نشرته صحيفة "الشروق" الجزائرية أمس الاثنين، حقائق عن الحرب الإلكترونية "الإسرامغربية"، وما تقوم به تل أبيب من أبحاث عسكرية في البرمجيات الهجومية وتطبيقاتها المدنية في الفضاء السيبيراني، والتي يتم بيعها للدول التي ترغب في التجسس على مواطنيها وكذا للدول المتنازعة، وفي مقدمتها المغرب، وان هذه العمليات يتم تنفيذها بقصد تقويض أسس السلطة من خلال مهاجمتها وتشويه سمعتها في مجال القيم وتجريدها من الشرعية.

وسعيا إلى التصدي لمثل هذه الاختراقات وكافة المخاطر والتهديدات التي يحملها العالم السيبرياني، أكد الوزير أن الجزائر تعمل بجد على مواجهة هذه الظاهرة، لاسيما من خلال إنتاج محتوى وطني نوعي على المواقع الإلكترونية الإعلامية والأرضيات العلمية، ويشمل هذا المسعى أيضا تأمين الشبكة تكريسا لسيادة الدولة على مجال الرقمنة.

تفاصيل الهجوم السايبراني الاسرائيلي المغربي ضد الجزائر

أوضح الوزير عمار بلحيمر أن مجموعة (NSO) الالكترونية الإسرائيلية وهي "أكبر شركة مراقبة إسرائيلية أسسها عام 2010 كل من عمري لافي وشاليفهوليو، وهما من خريجي ما يعرف بوحدة الجوسسة الإسرائيلية العسكرية 8200"، قامت في تنفيذ اختراقاتها باستخدام برنامج التجسس المسمى "Pegasus" الذي استخدم بالمناسبة (ضد المدافعين عن حقوق الإنسان والمحامين والزعماء الدينيين والصحفيين وعمال الإغاثة)، كما "منحت المجموعة رخصة استخدام هذا البرنامج لعشرات الحكومات، لاسيما منها الأنظمة التي لا تتمتع بسمعة طيبة في مجال احترام حقوق الإنسان، مثل المغرب"، حسب قول الوزير بلحمير.

وأشار في السياق إلى قضية "واتس آب" التي رفعتها شركة "فيسبوك" أمام محكمة كاليفورنيا ضد مجموعة (NSO)، واوضح ايضا وبموجب هذه الدعوى فإن "WhatsApp" يتهم (NSO) بتنفيذ هجمات سيبريانية استهدفت الهواتف المحمولة لأكثر من 1400 مستخدم في 20 دولة.

وتظل بعض التكنولوجيات الأكثر سرية التي أنتجها مطورون في الكيان الإسرائيلي أكثر قربا بنسخها العسكرية الأصلية، وهذا هو حال أحد البرمجيات الهجومية التي يتم بيعها للدول التي ترغب في التجسس على مواطنيها وكذا للدول المتنازعة، وللشركات الخاصة التي تأمل في الحصول على ميزة أو تفوق على منافسيها أو ضمان حسن استغلال زبائنها والتأثير عليهم وتوجيه خياراتهم التجارية.

اهتمام اسرائيلي مشدد بالجوسسة..

تُعتبر إسرائيل من الدول الأولى في المنطقة التي بدأت تولي حرب المعلومات والحرب السيبرانية اهتماماً خاصاً. ويعود اهتمام الجيش الإسرائيلي بالمجال السيبراني إلى سنة 2009 حين اعتبره حيزاً عملانياً جديداً ومهماً. وفي سنة 2015 أعلن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي تأسيس سلاح رابع في الجيش الإسرائيلي، إلى جانب سلاح الجو والبر والبحر، هو سلاح السيبر.

يعالج هذا الكتاب موضوع تطور مفهوم الحرب السيبرانية في إسرائيل، ودورها في العقيدة العسكرية للجيش الإسرائيلي، وذلك استناداً إلى دراسات وأبحاث كتبها خبراء إسرائيليون بهذا المجال، ونشرتها مراكز أبحاث إسرائيلية، أو مجلات عسكرية متخصصة.

لماذا؟

السؤال المطروح امام هذه الظاهرة العدوانية ضد الجزائر هو لماذا يتم استهداف هذا البلد المسلم بالذات في الوقت الحالي؟ وللإجابة على هذا السؤال نستطلع ولو على سبيل المثال وليس الحصر مطالعة آراء بعض الجزائريين الاحرار حزبيين واعلاميين.

يقول رئيس حزب "جبهة الجزائر الجديدة" جمال بن عبد السلام، ان الجزائر تدفع ثمن مواقفها الوطنية والعربية وأبرزها رفض التطبيع والهرولة نحوه وان هناك أحداثا تجري في المنطقة "تستهدف أمن الجزائر" بسبب مواقفها، فيما يرى الصحفي الجزائري عبد السلام سكية، ان مسألة التطبيع تعتبر "فاحشة" وكبيرة من الكبائر في الجزائر على المستويين الرسمي والشعبي، وان موقف الجزائر (الرافض لتطبيع) كان منفردا بين الدول العربية، أما على المستوى الشعبي، فلا تجد جزائريا يفكر في قيام السلطة (الجزائرية) بخطوة نحو التطبيع.

وفي السياق تقول الصحفية إيمان عويمر، ان رفض الجزائر للتطبيع مُتوقع ومسنود بمواقف تاريخية، وان الموقف أزعج الدول المطبعة، التي ترى في الموقف الجزائري استهدافا لها على ما يبدو، وان من غير المستبعد أن يخلق هذا الموقف صداعا للجزائر ويعكر علاقاتها الدبلوماسية مع بعض الدول.

موقف الرئاسة الجزائرية

الملاحظ انه وإثر قيام دول عربية مؤخرا بتطبيع العلاقات مع الكيان الإسرائيلي، جددت الجزائر موقفها الثابت الداعم للقضية الفلسطينية والرافض للانخراط في هذا المسعى، وهو موقف يرى مختصون أنه متوقع وله خلفية تاريخية، ففي 20 أيلول/سبتمبر الماضي، قال الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، "نرى أن هناك نوعا من الهرولة نحو التطبيع ونحن لن نشارك فيها ولن نباركها"، مضيفا في مقابلة تلفزيونية مع وسائل إعلام محلية، أن "القضية الفلسطينية بالنسبة للجزائريين مقدسة وأم القضايا وحلها لا يكون إلا بقيام دولة فلسطين وعاصمتها القدس وبحدود عام 1967".

السيد ابو ايمان