"التصعيد العسكري" أم "الحراك السياسي".. أيّهما سيصنع التحوّل في الملف اليمني؟

الأربعاء ١٧ فبراير ٢٠٢١ - ٠٤:٥١ بتوقيت غرينتش

تتسارع التطورات في الملف اليمني، بصورة قد تفرز واقعاً جديداً وتحولاً مهماً -يرى كثيرون- أنه سيكون لصالح صنعاء بالنظر لكونها نجحت في إدارة ملف الحرب لحسابها ولما حققت من تفوق ميداني وعسكري بات يؤتي ثماره ولو بشكل جزئي.

العالم - قضية اليوم

المواقف الدولية الإيجابية الأخيرة تعد واحدة من هذه الثمار الناتجة عن صمود اليمنيين ونجاح صنعاء سياسياً وعسكرياً، وأقصد بذلك قرار البرلمان الأوروبي بشأن وقف الحرب على اليمن ودعوته إلى تسوية سياسية وسحب جميع القوات الأجنبية، وما سبقها من قرارات أمريكية وإيطالية تتعلق بإيقاف مبيعات الأسلحة للنظامين السعودي والإماراتي، وكذلك مراجعة واشنطن لسياساتها من الأزمة اليمنية وايقاف دعمها للأعمال العسكرية وإلغاء تصنيفها لحركة أنصار الله ضمن "قائمة المنظمات الإرهابية"، وهي التطورات التي تنظر إليها القوى في صنعاء أنها توجه دولي إيجابي وأنها امتداد لانتصار القضية اليمنية وحالة الصمود العظيمة، ولا بد من إجل اثبات جدية هذا التوجه أن تعقبها إجراءات ملموسة من شأنها إيقاف الحرب ورفع الحصار، إذ لا معنى ولا قيمة -برأي القوى السياسية- لأي مواقف إيجابية ما دامت لا تُنفذ على الأرض وعلى هيئة خطوات عملية تقود إلى سلام حقيقي.

الحراك الدبلوماسي والدولي من أجل حلحلة الأزمة اليمنية سياسياً، رافقه تصعيد في الملف العسكري تعيده القوى في صنعاء إلى تعمد التحالف السعودي لإشعال الوضع عسكرياً بهدف تحقيق أي انتصار عسكري يخدم موقفه في أي مفاوضات قادمة، وهو الأمر الذي اضطر قوات صنعاء إلى تصعيد عسكري موازي بشن سلسلة هجمات على المطارات السعودية وتنفيذ عمليات نوعية في جبهة مأرب أحرزت على إثرها تقدماً كبيراً في هذه الجبهة المستمرة والمشتعلة.

التصعيد العسكري المماثل من صنعاء بررته قواتها المسلحة بأنه في إطار الرد الطبيعي والمشروع على التصعيد العسكري للتحالف السعودي وغاراته المستمرة وحصاره المتواصل على اليمنيين، وتشترط صنعاء إيقاف ضرباتها الجوية وعملياتها العسكرية مقابل إيقاف السعودية وتحالفها لحصار المطارات والموانيء وقصف المناطق اليمنية، فيما فسر مهتمون بالشأن العسكري بأن الهجوم اليمني المتواصل على السعودية يؤشر على دخول صنعاء مرحلة جديدة من العمل العسكري ضد الرياض وتوسيع بنك أهدافها، خاصة مع التحذيرات التي أطلقتها بالابتعاد عن المواقع التي تُستخدم لأغراض عسكرية في المملكة، ما يدلل على استراتيجية عسكرية تنتهجها صنعاء لفرض معادلة ردع جديدة تمنحها نقاط القوة قبل الدخول في أي تسوية سياسية مرتقبة، لأنه -برأي البعض- أن من شأن هذا التفوق العسكري لصنعاء أن يفرض تغيّراً كبيراً في معادلة الحرب، وقد يمثل ضغطاً اضافياً ربما يعجل في وقف الحرب على اليمن الممتدة منذ قرابة ٦ سنوات.
علي الذهب