هل ينجح بوريل في إخراج الإتفاق النووي من عنق الزجاجة؟

هل ينجح بوريل في إخراج الإتفاق النووي من عنق الزجاجة؟
الأحد ٢١ فبراير ٢٠٢١ - ١١:٤٠ بتوقيت غرينتش

يعول البعض، على الاقتراح الذي تقدم به منسق السياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي جوزيب بوريل، بعقد اجتماع غير رسمي لأعضاء الاتفاق النووي 4+1  مع امريكا وايران، لإخراج الاتفاق النووي من عنق الزجاجة، الذي حشر فيها بسبب انسحاب الرئيس الامريكي السابق دونالد ترامب من الاتفاق وفرضه حظرا غير مسبوق على ايران، وبسبب محاولات الرئيس الحالي جو بايدن، استغلال تركة ترامب، من اجل الضغط على ايران، وفرض شروطه عليها.

العالم كشكول

ايران، التي لم ترد على الاقتراح بعد وتعكف الان على دراسته بالتشاور مع روسيا والصين، ترى ان عودة امريكا الى الاتفاق النووي لا تتطلب اجتماعا، وأن السبيل الوحيد امامها هو رفع العقوبات الامريكية التي فرضها ترامب على ايران بالتوطؤ مع الاوروبيين، والتي يحاول بايدن استغلالها لتحقيق اهداف عجز سلفه ترامب عن تحقيقها رغم جنونه وبلطجيته.

ايران ومن اجل وضع النقاط على حروف جدول اعمال الاجتماع، في حال انعقاده، اعلنت ان امريكا ليست عضوا في مجموعة 4+1، ولا يحق لها الحديث باسم هذه المجموعة، وشرط عودتها الى المجموعة والتحدث باسمها، هو رفع الحظر، الذي لم تفرضه امريكا على ايران فحسب، بل فرضته على جميع اعضاء المجموعة الذين ارادوا الالتزام بالقانون الدولي واحترام تواقيعهم والتزاماتهم الدولية، فعاقبتهم .

بات واضحا ان لا معنى لعودة واشنطن الى الاتفاق النووي، من دون التحقق من جديتها والتثبت من انها لا ترواغ وتخادع، كما هو ديدنها، بهدف شق صف باقي اعضاء المجموعة، لتحقيق اهدافها التي باتت مكشوفة. فمن السذاجة الثقة بامريكا ، بعد التجربة المرة التي مر بها جميع اعضاء الاتفاق النووي في عهدي ترامب وبايدن، بعد ان تبين وبشكل سافر انها لا تلتزم بما تتعهد به، ولا تتحرج حتى عن التنصل من توقيعها، وتنتهك القرارات الدولية ومنها القرار 2231 الصادر عن مجلس الامن، دون ادنى احترام لدورها ومكانتها على الصعيد الدولي باعتبارها "دولة كبرى"!!.

ايران وضعت حدودا لهذا الاجتماع في حال انعقاده، وهي حدود ستمثل خارطة طريق لانجاحه، فهو لن يشهد اي مفاوضات لتغيير الاتفاق الحالي، ولن يكون منطلقا لتوسيعه ليشمل قضايا اخرى، او اعضاء اخرين، كما يسعى الى ذلك بعض اعضائه المراوغين. وامام المجتمعين برنامج عمل من بند واحد، وهو ايجاد طريق لعودة العضو المتمرد الى الاتفاق، والذي حاول تفجيره من الداخل، وهدد كل من اراد الالتزام به بعقوبات لا تبقي ولاتذر. بينما نراه اليوم، يأتي وبكل صلافة، ليضع الشروط امام ايران من اجل عودته الى الاتفاق، وهي شروط مستنسخة بشكل باهت عن شروط ترامب المعتوه ورفيق دربه الثرثار الفاشل بومبيو، والتي ذهبت معهما الى مزبلة التاريخ والى الابد.