بومبيو.. ببغاء نتنياهو الذي مازال يُثرثر

بومبيو.. ببغاء نتنياهو الذي مازال يُثرثر
الإثنين ٢٢ فبراير ٢٠٢١ - ١٠:٠٩ بتوقيت غرينتش

وزير الخارجية الامريكي السابق الصهيوني مايك بومبيو، وبشهادة الصحافة والنخب الامريكية، يعتبر أفشل وزير خارجية مر على تاريخ امريكا، وهذا الحكم الذي اصدرته الصحافة والنخب الامريكية على بومبيو، لم يأت من فراغ ، فالرجل حول امريكا الى مادة للتندر، في تعامله مع ايران والصين وروسيا.

العالم كشكول

المجال الوحيد الذي افلح فيه بومبيو هو نفس مجال سيده ترامب، مجال خدمة "إسرائيل"، عبر نقل العلاقة الوثيقة بين بعض دول الخليج الفارسي، مع"اسرائيل" من السر الى العلن، وكذلك حلب هذه الدول، كما تُحلب الابقار، خدمة لامريكا والصهيونية العالمية.

من اكثر المجالات التي كشفت غباء وبلادة وسفه عنصر الامن الفاشل السابق، والسياسي الافشل اللاحق بومبيو، كان ايران. فالرجل ومنذ ان استلم منصب وزير الخارجية، انطلق كالثور الهائج، وفق مخطط املاه عليه نتنياهو، حيث جند كل امكانيات امريكا العسكرية والسياسية والاقتصادية، من اجل تحقيق اهداف "اسرائيل"، لمواجهة الجمهورية الاسلامية في ايران.

ليس هناك من لا يذكر الشروط الـ12 التي وضعها بومبيو لايران، من اجل التوصل الى اتفاق نووي جديد، وهي شروط لطالما كررها نتنياهو، والتي كانت تعني استسلام ايران دون قيد او شرط امام امريكا و"اسرائيل"، بعد تجريدها من كل عناصر قوتها، وهي شروط اعتبرها الامريكيون انفسهم، انها عبارة عن بيان لاستسلام ايران، وغير واقعية وبعيدة كل البعد عن الحقائق على الارض. بدليل ان رئيسه ترامب اعلن وفي اكثر من مرة انه على استعداد ان يتفاوض مع ايران دون شروط مسبقة، وهو اعلان جاء كالصفعة على وجه بومبيو الوقح.

نفس بومبيو هذا، وبعد عام او اكثر من اعلانه تلك الشروط، اعلن ان امريكا على استعداد للتفاوض مع ايران للوصول الى ااتفاق نووي جديد، من دون اي شروط!!. الامر الذي اعتبرته الصحافة الامريكية، اعترافا واضحا وصريحا، بتهافت شروطه وبعدم واقعيتها، وقبل كل هذا وذاك اعتراف بفشل سياسته ازاء ايران والتي جند كل امكانيات امريكا لها، فالرجل "بلّ ورقة شروطه وشرب ميتها"!!، واخذ يضرب اخماسا باسداس، كما كان حال سيده ترامب، الذي تسمّر امام الهاتف طوال اربع سنوات ينتظر من يتصل به من طهران، حتى تحول شعره الاصفر الى ابيض.

اليوم يخرج رجل الامن الفاشل والدبلوماسي الافشل على الناس عبر قناة "نيوز ماكس" الأمريكية، من اجل تعميم فشله في مواجهة ايران، على ادارة الرئيس الامريكي الجديد بايدن، التي تحاول ان تخرج امريكا من حالة الشلل والفشل، التي ادخلها فيها ببغاء نتنياهو، عبر الاشارة الى مُنجزه الوحيد، وهو جمعه بعض ملوك وامراء ومشايخ الخليج الفارسي مع المأزوم والمهزوم نتنياهو، في تحالف بائس ضد ايران، حيث خاطب بايدن بشكل غير مباشر قائلا: "لقد أنشأنا تحالفا مهما من بعض دول الخليج (الفارسي) و"إسرائيل" للضغط على إيران.. يجب أن تستمر الولايات المتحدة في أن تكون جزءا من هذا التحالف".

الجانب المهم في ثرثرة بومبيو الجديدة، هو تكراره لهجمات ترامب على بايدن، ووصفه بـ"النعسان" و"الضعيف" و "العجوز" و "الغبي" ، ولكن باسلوب اخر، وذلك عندما قال ان : "أمريكا الضعيفة لن تؤدي إلا إلى تشجيع إيران، وإيذاء الشعب الأمريكي". فهذا الاسلوب في التعامل مع بايدن، من قبل ترامب واعضاء ادارته والجمهوريين بشكل عام، يبدو انه نجح في التأثير على بايدن، الذي تنصل من كل وعوده الانتخابية في العودة الى الاتفاق النووي، بعد ان وصف انسحاب ترامب من الاتفاق بانه كان خطا كبيرا، من اجل الظهور بمظهر "اليقظ" و"القوي" والذكي"، وهي صفات لطالما جردته منه ادارة ترامب، وما تخبط بايدن الان في التعامل مع الاتفاق النووي، الا من تداعيات هذ التأثير الذي وقع تحته ، فالرجل يحاول ان يظهر بمظهر الرئيس الذي لا يقدم تنازلتت لايران، وعلى ايران ان تبدأ الخطوة الاولى.

من الواضح ان بومبيو، يعلم علم اليقين ان عودة بايدن الى الاتفاق النووي، ستكشف اكثر للراي العام الامريكي حجم الورطة التي ورطت ادارة ترامب وشخص بومبيو امريكا فيها، والتي جند الاخير كل امكانياتها لمصلحة "اسرائيل"، متجاهلا بالكامل مصلحة بلاده ، لذلك نراه يرتعد من مجرد التفكير في احتمال ان تعود امريكا للاتفاق النووي، وهو ما يدفعه الى استخدام ادبيات سيده ترامب في مخاطبة بايدن، عندما يتحدث عن "امريكا ضعيفة"، فـ"امريكا القوية"، من وجهة نظر بومبيو، هي امريكا المخادعة والكاذبة والناكثة للعهود والمعزولة عن اقرب حلفائها الاوروبيين، والمخطوفة من قبل "اسرائيل"، والمُستغلة من قبل ابن زايد وابن سلمان.