لماذا تكثفت التحركات الاقليمية والدولية مع احتدام معركة مأرب؟

الجمعة ٢٦ فبراير ٢٠٢١ - ٠١:١٤ بتوقيت غرينتش

اكد الاعلامي اليمني حميد رزق، ان التوجه الجديد لادارة بايدن حول مساعي وقف العدوان السعودي الاماراتي على اليمن، يبدو انه قد اعطى للامم المتحدة ولمبعوثها غريفيث مساحة للتحرك افضل مما كان عليه الامر في عهد ترامب.

وقال رزق في حديث لقناة العالم خلال برنامج "مع الحدث": ان تعيين واشنطن مبعوثا امريكيا لليمن يأتي في سياق سحب البساط من تحت اقدام المبعوث الأممي الى اليمن مارتن غريفيث، الامر الذي جعل جولات غريفيث مكوكية لا تحدث الفارق المطلوب على الارض وفي جهود احلال المسار السياسي في اليمن.

واوضح رزق، ان غريفيث مازالت ضعيفا ومحكوماً بالانحياز الى دول التحالف العربي بقيادة السعودية ضد اليمن، معتبراً تحركه الاخير بانه يتزامن مع احتدام المعارك لتحرير مدينة مأرب وسط تسارع الانهيارات في صفوف مرتزقة السعودية.

ولفت رزق الى ان السعودية عندما تقصف وتقتل وتدمر لا نسمع من غريفيث ولو ادنى ادانة لجرائمها، ولكن التحرك الاممي الاخير يبدو انهم قلقين على مصير المرتزقة في مأرب ويبدو ان السعودية قلقة ايضاً نتيجة انفلات الوضع وسحب البساط من تحت سيطرتها في المحافظات الشمالية اليمنية.

واكد رزق ان التحركات الامريكية والاممية والسعودية الاخيرة تجري على قدم وساق لايقاف تسارع الانهيارات في صفوف المرتزقة ووقف تقدم الجيش اليمني واللجان الشعبية لتحريرها، معتبراً ان مأرب تعتبر نقطة مهمة سواء للسعودية وللامريكيين وكل الجهود الدولية.

وعزا سبب قيام ادارة بايدن باختيار مبعوث خاص لها لليمن من اجل احتواء تنامي قوة انصار الله وشركائها في الداخل، ووقف تقدمها والحد من تحقيق مكاسب على الارض، ويأتي ايضاً من اجل الحد من خسائر السعودية واخراجها من اليمن بأقل الخسائر الممكنة بعد تورطها نتيجة تغيير مسار الحرب، بعدما انتقل اليمن من موقع تلقي الضربات الى موقع المبادرة والهجوم.

واكد رزق ان الاهتمام الامريكي بوقف الحرب ليست له خلفية انسانية او الحرص على ايقاف النزيف في اليمن والكارثة الانسانية كما يروج، وانما ادارة بايدن لاتزال تحمل نفس الاهداف الامريكية ولكن الوسيلة والاسلوب اختلفت، فيما كان ترامب يقوم باسلوب الضغط العسكري ودعم التحالف السعودي المباشر، بايدن يريد ان يحتوي المسألة بالمسار السياسي ليحقق نفس الاهداف.

من جانبه، اكد عضو المكتب السياسي لحركة انصار الله محمد البخيتي، ان القوات اليمنية المشتركة تتقدم بشكل مستمر على حساب قوى العدوان ومرتزقتها، واصفاً معركة مأرب بأنها مهمة جداً بسبب تواجد قيادة العدوان في اليمن، واهميتها التاريخية والاستراتيجية واحتوائها على حقول النفط والغاز.

وقال البخيتي: ان حركة انصار الله تتكتم حالياً على مجريات معركة مأرب، الا بعد حسمها، وهذا ما جرى خلال المعارك الاخرى كمعركة نهم والجوف وغيرها. واعتبرها بالمعركة الفاصلة لان الطرفين يحشد لها واضاف، انها نتائج المعركة ستؤثر على مجمل المعارك التي يخوضها الشعب اليمني، مشيراً الى ان التقدم مستمر لصالح الجيش اليمني ولجانه الشعبية.

ولفت البخيتي الى ان اليمن مستهدف من قبل العدوان وخاصة الهضبة اليمنية وسكانها المقاومين، وبرز ذلك في مشروع ما يسمى "الاقاليم" في مؤتمر الحوار الوطني، واكد ان الادارة الامريكية تراهن حالياً على قضية الحصار وقامت بمنع دخول المشتقات النفطية الى اليمن الامر الذي ادى بالكثير من القبائل اليمنية دعم عملية تحرير مأرب لمواجهة تحالف العدوان.

بدوره، اعتبر الناشط السياسي عايش السندي، التحرك المفاجئ للمجتمع الدولي واعرابه عن قلقه من معركة مأرب، يأتي في سياق سياسة المخادعة والتضليل الاعلامي لما يجري على الارض.

وقال السندي: ان اليمن ومنذ ست سنوات يتعرض لعدوان غاشم وحصار بري وبحري وجوي، وان المبعوث الاممي مارتن غريفيث قد شاهد بأم عينيه اثار القصف والدمار والحصار والكارثة الانسانية ولكنه لم يندد او يطالب بايقاف الغارات الجوية، وعندما بدأ الجيش اليمني واللجان الشعبية بالتوجه لتحرير مدينة مأرب من مرتزقة العدوان وتحرير ثروات النفط اليمنية، بدأ يثير القلق الدولي.

واوضح السندي، ان المبعوث الاممي السابق جمال بن عمر، تفاجئ عندما شاهد حجم الدمار والغارات الجوية السعودية المكثفة من شرفة نافذته عندما كان متواجداً في صنعاء، وصرح بان الغارات الجوية والعدوان الخارجي هو من افسد العملية السياسية في اليمن.

واشار السندي الى انه كانت في السابق مفاوضات لالاتفاق على خارطة سياسية لليمن، لكن العدوان الخارجي هو من افشلها.

يمكنكم متابعة الحلقة كاملة عبر الرابط التالي:
https://www.alalamtv.net/news/5459713