شباب سوريون يصفون التكاليف الباهظة للحرب على بلادهم خلال عقد+فيديو

الأربعاء ١٠ مارس ٢٠٢١ - ٠٤:٠٦ بتوقيت غرينتش

مع دخول الحرب في سوريا عقدها الثاني، تسلط دراسة استقصائية، أجريت بتكليف من اللجنة الدولية للصليب الأحمر، الضوء على التكاليف الفادحة التي تكبدها الشباب السوري.

العالم - سوريا

وفي دراسة استقصائية للصليب الاحمر شارك فيها 1400 سوري في الفئة العمرية من 18 إلى 25 عامًا في سورية ولبنان وألمانيا. وفي البلدان الثلاثة جميعا، تحدث الشباب عن أسر تمزق شملها وصداقات انقطعت أواصرها، وصعوبات اقتصادية هائلة وقلق كبير، وطموحات آلت إلى الإحباط، وإنجازات ضائعة، وأعباء نفسية عميقة نتيجة لسنوات من العنف والاضطراب المتواصلين بلا هوادة.

ويقول رامي البالغ من العمر 29 عاماً، الذي غادر مسقط رأسه حماة وانتقل إلى حلب خلال الحرب، إن قرار المغادرة قرار لن ينساه أبداً.

ويضيف قائلاً: "لقد غيّرت هذه الحرب حياتي تماماً. وتغيّر مكان سكني وطموحاتي وكل خططي. وحتى إنني غيّرت تخصصي الجامعي. وكان لزاماً عليّ أن أجد ظروفاً أفضل في ظل هذه الظروف السيئة."

وتأتي الفرص الاقتصادية والوظائف على رأس قائمة أكثر الاحتياجات إلحاحاً لدى الشباب السوري، تليها الرعاية الصحية والتعليم والدعم النفسي. وقد تضررت النساء بشكل خاص من الناحية الاقتصادية، حيث يفيد نحو 30 في المائة من المشاركات في سورية أنهن لا يحصلن على أي دخل لإعالة أسرهن. ويشير الشباب السوري في لبنان إلى أن المساعدة الإنسانية تأتي ضمن أهم الاحتياجات.

ويقول أحمد الذي يعود أصله إلى مدينة حمص ويعيش في لبنان إن وضعه آخذ في التدهور يوماً بعد يوم.

ويضيف قائلاً: "كنت أملك قدراً أكبر من المال عندما كان عمري 10 أعوام مقارنة بالوقت الحاضر وقد بلغت من العمر 24 عاماً. وليس بحوزتي أي شيء من ممتلكاتي الشخصية التي كنت أملكها في بلدي. فقد كان لدي خزانة ملابس ومكتب وجهاز حاسوب".

وعاشت إيمان شبلي البالغة من العمر 26 عاماً في لبنان مع أسرتها لعدة سنوات قبل أن تنتقل إلى برشلونة للدراسة.

وتقول: "بدأت من الصفر. وقال لي الناس من حولي إنه من الصعب العثور على فرصة عمل بسبب المشاكل الاقتصادية والحالة التي يفرضها فيروس كورونا."

وأما تأثير الحرب على الصحة النفسية، فهو واضح أيضاً. ففي الاثني عشر شهراً الماضية، عانى الشباب في سورية من اضطرابات النوم (54 في المائة) والقلق (73 في المائة) والاكتئاب (58 في المائة) والشعور بالعزلة (46 في المائة) والإحباط (62 في المائة) والحزن (69 في المائة) بسبب النزاع. وذكر الشباب السوري في جميع البلدان الثلاثة أن الحصول على الدعم النفسي من أهم احتياجاتهم.

وبالنسبة إلى السيد رامي الذي أصبح الآن فناناً يبيع تصاميمه في معرضه الخاص في المدينة التي اتخذها موطناً له، فإن التأثير النفسي أسوأ جزء من الحرب.

ويقول: "أنا لا أعاني من أي إصابات جسدية. وبالنسبة إلي، فإن الضرر النفسي والعاطفي كان هو الجزء الأصعب. وقد حاولت التغلب عليه لكنه ترك علي آثاره. وسيرافقني هذا الجرح مدى الحياة".

ورغم كل شيء، أعرب أغلب الشباب السوري المشارك في الدراسة الاستقصائية عن تفاؤله بشأن المستقبل. وآمالهم وطموحاتهم للعقد المقبل معترف بها عالمياً وهي: الأمان والاستقرار، وإتاحة فرصة لتكوين عائلة والحصول على وظيفة بأجر جيد، وتوفير خدمات رعاية صحية وخدمات ميسورة التكلفة ويسهل الحصول عليها، وإنهاء الاضطرابات والنزاع.