العالم-فلسطين المحتلة
وأضافت غيلي كوهين في مقالها، أنه "قبل 12 يوما من الانتخابات الإسرائيلية، عادة ما يكون الوقت مناسبا لنزهة خارجية لكسب المزيد من الأصوات، وما كان تحت الرادار، فجأة بات مكشوفا، وهذه الرحلة السرية المقررة إلى الإمارات، وجدت طريقها إلى العناوين الرئيسية، لكن الخطوة الأخيرة كانت غير عادية حقا، وتمثلت بأزمة متفاقمة مع الأردن".
وأكدت أن "الخبر الحكومي الإسرائيلي خرج بصيغة أن الأردنيين لا يسمحون لرئيس الحكومة بنيامين نتنياهو بالإقلاع إلى الإمارات، والتحليق فوق أراضيهم، كي يدفعوه ثمن عدم إتمام زيارة الأمير الأردني حسين بن عبد الله للحرم القدسي، التي ألغيت في اليوم التالي، رغم أن أدق التفاصيل كانت منسقة: من يرافقه في الحرم، كيف يؤمن موكبه، الشرطة نشرت نقاط تفتيش استعدادا لاستقبال الأمير في القدس".
وأشارت إلى أن "المسألة الأكثر إثارة للحيرة، تمثلت بالخلافات حول الوفد الأمني المرافق للأمير الأردني، حيث يقوم الرجال الأردنيون بتحويل مسارهم الرسمي في "إسرائيل"، مع أنه لو قدمت تل أبيب بعض التنازلات، لأمكنها ذلك، وعندما تكون هناك خلافات، يمكنك المجادلة بشأنها، ومنع حدوث انفجار هائل بين تل أبيب وعمان، لكن الحقيقة أن العلاقات مع الأردن وصلت إلى نقطة الغليان منذ وقت طويل".
وأوضحت أن "أحداث البوابات الإلكترونية في الحرم القدسي في تموز/يوليو 2017، بلغت ذروتها بإطلاق النار على حارس الأمن في السفارة الإسرائيلية في عمان، وما زالت تترك آثارها حتى هذه اللحظة، لاسيما عناق نتنياهو لمن أطلقوا النار، وقتلوا مدنيين أردنيين، واعتبرته السلطات الأردنية سلوكا لا يجب فعله، رغم اعتذار إسرائيل، ودفعها تعويضات، لكن هذه ليست فقط الأضرار التي لحقت بعلاقاتهما".
وأضافت أن "إشارة أخرى للأزمة بين البلدين أتت بعد حوالي عام، في إعلان الأردن في أكتوبر 2018، أنها لا تمدد شرط عقد إيجار المناطق الحدودية بينهما، وأثبتت 25 سنة من السلام أنه لا يزال هناك شيء للعمل عليه في العلاقات، وبناء على الطلب، فقد عادت هذه الجيوب للسيطرة الأردنية الكاملة".
ونقل عن وزير الحرب بيني غانتس خلال لقائه في مؤتمر رؤساء المستوطنات الإقليمية، أن "التدهور في العلاقات مع الأردن فشل لحكومة نتنياهو طوال 15 عاما، الخلاف الاستراتيجي في العلاقات بين "إسرائيل" والأردن، على وجه التحديد بسبب نتنياهو، كبير جدا، لدرجة أننا دفعنا ثمن "حساء" لم يكن علينا دفع ثمنه".
وأكدت أن "العقوبة الأردنية على هذه الخطوة غير مسبوقة، فالدولة التي أبرمنا معها اتفاقية سلام منذ 1994 لم توافق على مسار رحلة نتنياهو، والطائرة التي كان من المفترض أن تقله إلى وجهتها، مرسلة على وجه التحديد من أبو ظبي، وتنتظر في عمان، والأردنيون، كما يقال في إسرائيل، لم يسمحوا له بالإقلاع، وفقط بعد الظهر، بعد النشر الإسرائيلي، حصل على الموافقة التي طال انتظارها".
وأشارت إلى أن "الطائرة التي أرسلها محمد بن زايد عادت بالفعل خطواتها إلى الإمارات، وتم تأجيل اجتماع نتنياهو معه إلى موعد آخر، مما يؤكد أن هناك أزمة حقيقية مع الأردن، رغم أن التنسيق الأمني رائع، لكن بخلاف ذلك، لم يحدث شيء حقا، فما العجب أن الانتقام الأردني لم ينتظر حتى يومنا هذا!".
وختمت أنه "من المحتمل أن تنتظر رحلة نتنياهو لأبو ظبي بعد الانتخابات، حتى بعد إرسال رئيس الموساد يوسي كوهين لإقناع الإمارات باستقباله الآن، لكنها دخان أبيض للأزمة الحقيقية والقائمة بين إسرائيل والأردن، ولذلك ربما يجب إرسال كوهين، رجل المهمات الخاصة لنتنياهو، لمكان آخر يحتاج للتدخل الإسرائيلي، خاصة إلى الأردن، لأن كل ما تبقى الآن هو صنع السلام مع بلد نعيش معه سلاما منذ أكثر من 26 عاما".