لبنان.. حراك حكومي يقوده بري

لبنان.. حراك حكومي يقوده بري
الخميس ٠١ أبريل ٢٠٢١ - ١١:٣٠ بتوقيت غرينتش

تترقب الأوساط السياسية تبلور المبادرة التي أطلقها رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري من أجل تأليف الحكومة ووضعها بين يدي القوى السياسيّة كافة، فيما تنتظر عين التينة نضوج الظروف الملائمة واستكمال عناصر المبادرة للإعلان عنها. 

العالم - لبنان

أكدت مصادر متابعة للملف الحكوميّ أن شهر نيسان هو آخر فرص الإنقاذ، في ظل كل المعطيات التي تشير الى حجم التعقيدات التي سيحملها عبوره من دون حل حكوميّ، فسلفة الكهرباء تكون قد دخلت الشهر الثاني والأخير من فرص تفادي العتمة، وسعر الصرف سيطال سقف الـ 20 ألف ليرة بسهولة مع غياب الأفق السياسي لحلحلة، والشارع سيكون أمام مخاطر سيولة عالية تهدّد بالفوضى، والمؤشرات الأمنية المقلقة تقول بخطر خروج الأمور عن السيطرة مع تفاقم الفقر من جهة، ووجود مشاريع مخابراتيّة للعبث بالأمن وتأجيج المناخات الطائفية والمذهبية، وأخذ البلد نحو مخاطر الفتن الأهلية.

وقالت المصادر إن التقارير التي رفعت لجميع المعنيين بالملف الحكومي داخلياً وخارجياً تتقاطع عند هذه النقطة، سارعوا لحلحة قبل نهاية شهر نيسان، وأن هذا التحذير حاضر بقوة في المقاربات الجديدة التي التقط إشاراتها رئيس مجلس النواب نبيه بري، وعبر عنها في خطابه التحذيري الذي شبّه فيه لبنان بسفينة تايتانيك آيلة للغرق، والمقاربات الجديدة داخلية وخارجية، عبرت عنها مواقف لبكركي والنائب السابق وليد جنبلاط، وحملتها حركة السفراء وفي طليعتهم السفيرة الأميركية، وما حمله المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم العائد من باريس.

وتقول المصادر عطفاً على ما نشرته “البناء” أمس، عن صيغة متدرجة لولادة المبادرة خطوة خطوة، وعن مضمون المبادرة القائمة على صيغة حكومية من 24 وزيراً، أن التعاون بين الرئيس بري وقيادة حزب الله يتخذ هذه المرة شكلاً مباشراً حيث ينخرط الحزب في العمل لإنجاح المبادرة. وهذا ما يوفر للمبادرة التي تتقدم بحذر وتروٍّ، فرصة التأثير المتوازن على طرفي المعادلة الرئيسية المعنية بتشكيل الحكومة، رئيس الجمهورية من جهة، والرئيس المكلّف من جهة موازية، ووصفت المصادر تفاؤل الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في كلمته أمس بوجود مساعٍ جادة لحل الأزمة الحكوميّة بالدعم المعنوي للمبادرة، التي قد تتظهّر عملية نضوجها من خلال زيارة رئيس مجلس النواب لرئيس الجمهورية.

السيد نصرالله كان قد قارب الملف الحكوميّ بالتأكيد على وجود فرص داخلية للحل، وهو ما سبق وقاله سابقاً وأكده الرئيس بري مراراً، وتحدّث نصرالله عن سياق دولي وإقليمي إيجابي يحكم العالم والمنطقة، ويستدعي الثقة بأن الأمور إلى الأفضل، مشيراً إلى الأفول الأميركي، وتصاعد عناصر نموّ وحضور محور المقاومة، مستعيداً المعطيات التي تشير الى سقوط صفقة ترامب والارتباك “الإسرائيلي”، والى سقوط كل محاولات فرض حلول تتجاهل الوقائع الجديدة في المنطقة، من إيران الى اليمن، حيث لا حل من دون فك الحصار.
المصدر:البناء