"اغبى" صفقة يمررها ابن سلمان للوصول للعرش!

الجمعة ٠٢ أبريل ٢٠٢١ - ٠٥:٠٢ بتوقيت غرينتش

النظام السعودي أول المطبعين السريين مع الصهاينة منذ سنين، يبحث عن طريق للتطبيع العلني، هذا ما تكشف عنه تصريحات وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان الذي قال إن التطبيع مع كيان الاحتلال الإسرائيلي سيحقق فوائد اقتصادية واجتماعية وامنية هائلة للمنطقة، على حد تعبيره.

العالم - كشكول

وخلال مقابلة مع قناة "سي ان ان" الاميركية قال فرحان إن التطبيع لا يمكن أن ينجح إلا بمعالجة القضية الفلسطينية، وإقامة دولة فلسطينية على حدود عام الف وتسعمئة وسبعة وستين. ونفى فرحان معرفته بوجود صفقة تطبيع وشيكة بين بلاده وتل ابيب. وسبق وان اعلن وزير الخارجية السعودي بداية العام الجاري أن التطبيع مع الاحتلال مرهون بتحقيق التسوية، واقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية على حد قوله.

ورغم تاكيد السعودية المستمر في تصريحات مختلفة لمسؤولين كبار في الدولة، على اشتراط إمكانية التطبيع مع كيان الاحتلال بالتوصل إلى اتفاق مع الفلسطينيين، الا ان ذلك لا ينبع من الايمان بالقضية الفلسطينية بل يرجع لحسابات اخرى لها والدليل الاول على ذلك هو دعمها التام لتوقيع اتفاق التطبيع بين كيان الاحتلال والامارات والبحرين والمغرب التي تنازلت عن هذا المبدء، لتنال عن جداره لقب عراب اتفاقية العار. لكن مع تلك التصريحات التي تغازل فيها السعودية كيان الاحتلال، يبقى السؤال لماذا تأجل الاعلان الرسمي عن التطبيع.

حيث يطمع الصهاينة بأن يقود الكشف عن اللقاءات والتنسيق المشترك إلى تسريع مسار الإعلان عن التطبيع الرسمي، لتخرج فضائح التطبيع عبر الإعلام الاسرائيلي، في سياسة تتعمد تسريع عملية الإعلان عن علاقات سرية مفتوحة منذ عقود، اذ سبق أن قال مسؤولون إسرائيليون ومصادر مطلعة في نوفمبر 2020 إن نتنياهو اجتمع سرا بابن سلمان، كما ان السعودية اعلنت منحها حقوق التحليق فوق أراضيها لكيان الاحتلال ، كما سمحت لفريق سباق إسرائيلي بالمشاركة في رالي داكار مؤخراً.

وبالرغم من وجود الدلائل على نية السعودية الجدية لاعلانها التحاقها بقطار التطبيع إلا أن الرغبة السعودية لها حسابات اخرى، ويبدو ان هناك عوامل رئيسية في التاجيل السعودي في الانضمام الى الدول المطبعة مع الكيان الاسرائيلي، العامل الاول هو التوجس من الغضب الشعبي في السعودية والذي سيقوض اسس النظام الملكي ونقل السلطة في الظروف الحساسة الراهنة التي تمر بها السعودية والعامل الثاني يكمن في خشية من رد الفعل في العالم الاسلامي خصوصا تجاه ما ادعاه الملك السعودي من الخدمة للحرمين الشريفين ومشروع السلام في اطار " تشكيل دولتين " لتسوية القضية الفلسطينية على هذا الاساس وبذلك فان الترحيب بتطبيع العلاقات هو بمعنى الرضوخ والاعتراف بفشل السياسة والمشروع الذي قدمته السعودية وبذلك تكون ادارت ظهرها لمبادرتها.

هو ما دفع المبعوث الأميركي السابق للشرق الأوسط جيسون غرينبلات إلى التأكيد، في مقابلة أجرتها معه وكالة أنباء اليهود "JNS"، أن السعودية في طريقها لإعلان التطبيع، "لكن يجب منحها مساحة للتحرك بوتيرتها الخاصة" التي تفرضها الاعتبارات الخاصة بمكانتها بالنسبة إلى العالم الإسلامي.

كما ان ولي العهد السعودي محمد بن سلمان تراجع عن اتفاق للتطبيع مع كيان الاحتلال ابان حكم الرئيس الامريكي السابق ترامب، بهدف مساومة الرئيس الأمريكي الجديد جو بايدن عليها، بعد تنصيبه وتقديم اتفاق التطبيع كهدية لبايدن، على امل ان يغلق بوساطته ملفات الفساد والقضايا التي كبدت بن سلمان أموال هائلة للتستر عليها منذ تولية ولاية العهد منها جريمة قتل الصحفى السعودي جمال خاشقجي في قنصلية بلاده باسطنبول وعدوانها على اليمن وايضا ليستخدمها كورقة ضغط يحارب بها معارضيه في الداخل والخارج.

وبذلك فان التطبيع بين كيان الاحتلال والسعودية يلوح في الأفق بالفعل، ويبقى الاعلان عنه مسالة وقت تعتمد على تحقيق المصالح للطرفين وخصوصا الامير السعودي الذي ضرب بعرض الحائط القضية الفلسطينية والمقدسات الدينية ليدفعها ثمن باهظ جدا مقابل مجرد وصوله واعتلائه كرسي العرش.