شاهد: التقارب التركي المصري.. على حساب من؟

الخميس ١٥ أبريل ٢٠٢١ - ٠٤:٣٦ بتوقيت غرينتش

عهد جديد من العلاقات بين البلدين.. تسعى كل من أنقرة والقاهرة للدفع باتجاه تسريع وتيرة تأمين مناخ ملائم لحل الخلافات، وفي سبيل ذلك؛ أعلن وزير الخارجية التركي مولود جاويش اوغلو ان بلاده سترسل وفدا بقيادة نائب وزير الخارجية إلى مصر، مطلع الشهر المقبل؛ في إطار مساع لإصلاح العلاقات المتوترة مع القاهرة منذ سنوات.

العالم - خاص بالعالم

وأكد مولود تشاوش أوغلو - وزير الخارجية التركي:"عقب دعوة من مصر إلى تركيا، سيذهب وفد إلى هناك في بداية أيار/مايو، سنناقش علنا سبل تطبيع علاقاتنا. الأجواء بيننا نضجت والاجتماعات، يمكن أن تتواصل؛ امل بأن نتمكن من تحسين العلاقات".

الجانب المصري ألمح في وقت سابق إلى ضرورة ان تكون أفعال تركيا متسقة مع المبادئ المصرية حتى يمكن تطبيع العلاقات. وكان من رسائل وبوادر حسن النية؛ مطالبة أنقرة قنوات تلفزيونية معارضة للنظام المصري تعمل من تركيا؛ بتخفيف انتقاداتها للقاهرة؛ في أول خطوة ملموسة لتهدئة التوتر.

تقارب العلاقات بين القوتين الإقليميتين قد يكون له أثره في أنحاء منطقة البحر المتوسط، فقد دعمت كل من الدولتين طرفا مختلفا في الصراع الليبي وعقدتا اتفاقات متعارضة لترسيم الحدود البحرية مع دول ساحلية أخرى.

في هذه الأثناء تسعى أنقرة إلى الخروج من عزلتها الدبلوماسية في شرق المتوسط حيث أدى اكتشاف احتياطات كبيرة من الغاز الطبيعي في السنوات الأخيرة إلى تقاسم بين الدول الواقعة على البحر شعرت تركيا بأنها استبعدت منه.

وبهذا المعنى؛ فإن أنقرة تمد يدها من خلال الانفتاح على مصر، وينطبق الشيء نفسه على القاهرة فيما يتعلق بتركيا.

ورغم أن الطرفين يحاولات إيجاد نقاط مشتركة في مصالحهما؛ إلا أن تبادل الرسائل الإيجابية بين مصر وتركيا لا يعني أن التقارب المحتمل بينهما لن يواجه عقبات للتغلب عليها.

ولأن المبدأ المعتمد في السياسة يقول ألا عداوة دائمة ولا صداقة دائمة ولكن مصلحة دائمة، فإن اللجوء إلى حلول وسط ترضي الطرفين تكون مخرجا للأزمات.

وفي هذا يذهب محللون إلى زاوية أبعد في عمق الأزمة؛ حيث يطرحون تساؤلات حول إمكانية أن تضحي أنقرة بعلاقتها بإخوان مصر بسبب مصالحها الخاصة.