ونشرت الوكالة نموذجا لشركة تتخذ مقرا لها في إحدى البنايات الشاهقة في أبوظبي وتقدم عروضا احتيالية لبيع لقاحات كوفيد-19.
وتدير الأوكرانية ناتاليا موزاليفا وزوجها المجري استفان بيرجر صالة لعرض الأعمال الفنية ووكالة عقارية وشركة لخدمات حقول النفط.
والآن اتجه الزوجان إلى نشاط جديد يتمثل في بيع لقاحات كوفيد-19 في أوروبا بحسب ما كشفت الوكالة العالمية.
فقد كتبت موزاليفا اقتراحا وأرسلته إلى السفير التشيكي لدى الإمارات العربية المتحدة بتاريخ 24 فبراير شباط تعرض فيه شراء وبيع ما لا يقل عن مليون جرعة من لقاح كوفيشيلد الذي تنتجه شركة الأدوية الإنجليزية السويدية أسترا زينيكا لصالح جمهورية التشيك.
وقالت في الاقتراح إن اللقاحات سيتولى توريدها شريك لم تذكر اسمه من مصانع أسترا زينيكا في بريطانيا والهند وإن التسليم سيتم خلال 45 يوما من استلام الثمن.
السلطات الإمارات تتكتم على الفضيحة
ورغم أن الحكومة التشيكية لم تقبل هذا العرض فقد خرج للنور في الثالث من مارس آذار عندما قال رئيس الوزراء أندريه بابيش في مؤتمر صحفي إنه لن يدعم “السوق السوداء” وذكر موزاليفا بالإسم.
وقالت موزاليفا عند الاتصال بها على هاتفها المحمول إنه لم يتم إبرام صفقة لكنها امتنعت عن الخوض في هذا الأمر.
وبعد أن كشفت الحكومة التشيكية عن هذا العرض على الملأ قالت أسترا زينيكا إنه يجب ألا تكون هناك صفقات عن طريق القطاع الخاص لبيع اللقاح أو لتوزيعه في أوروبا.
ولم يرد المكتب الإعلامي لحكومة أبوظبي عندما سئل عما إذا كانت السلطات على علم بالعرض الذي قدمته موزاليفا أو ما إذا كانت السلطات قد أجرت تحقيقا في الأمر.
وتوفر رسالة البريد الإلكتروني التي أرسلتها موزاليفا ولم يسبق نشر أي شيء عن تفاصيلها فرصة أخرى للتعرف على كيفية محاولة أفراد من القطاع الخاص في الإمارات الاستفادة ماديا من عرض بيع كميات من اللقاح لدول وسط النقص العالمي في المعروض منها وانتشار الإصابات.
رسالة احتيال
صيغت رسالة البريد الإلكتروني التي كتبتها موزاليفا بعبارات متكلفة باللغة الإنجليزية واحتوت على أخطاء في استخدام علامات الترقيم.
وقالت متحدثة باسم وزارة الخارجية في براغ “السفارة اعتبرت أن العرض يحظى بمصداقية أيضا لأنها تلقت إشارات إيجابية (عن العرض) من قيادة السفارة المجرية”.
قدمت موزاليفا العرض بصفتها المدير المالي لشركة مسجلة في أبوظبي باسم شركة الاستخراج المعزز الشرق الأوسط.
وتغطي رخصة الشركة خدمات النفط والغاز والتجارة العامة والاتجار في الشاي والأدوية البديلة والمكملات الغذائية وذلك وفقا لما ورد في سجل الشركات الذي لم ترد فيه تفاصيل عن أصحاب الشركة.
وطلبت موزاليفا أن تدفع السلطات التشيكية المبلغ بالكامل مقدما مقابل ضمان من بنك دبي التجاري أو بنك أبوظبي الأول أو دفع مقدم يبلغ 25 في المئة والباقي عند التسليم. ولم يرد أي من البنكين على طلبات للتعليق.
ويطابق عنوان الصندوق البريدي بأبوظبي الذي ذكرته موزاليفا للشركة عنوان قاعة لعرض الأعمال الفنية تعرض فيها أساسا أعمال أوكرانية وهو أيضا عنوان وكالة عقارية.
ويدير الوكالة زوجها بيرجر وفقا لما قاله اثنان من العاملين بالوكالة أحدهما ترك العمل فيها.
وأضافت موزاليفا عنوان البريد الإلكتروني لبيرجر في الرسالة كما ورد اسمه على أنه من سيستقبل رسالة نوايا أرسلتها تطلب فيها من السلطات التشيكية توقيعها للحصول على اللقاحات.
وقد عانت جمهورية التشيك بشدة من الجائحة إذ أن عدد الوفيات فيها من جراء الإصابة بكوفيد-19 هو أعلى عدد في العالم بالنسبة لعدد السكان وفقا لموقع “أور ورلد إن داتا” (عالمنا بالبيانات).
وقال بابيش في معرض شرح فيه أسباب رفض الحكومة التشيكية للعرض في المؤتمر الصحفي الذي عقد في الثالث من مارس آذار إن الحكومة تعهدت بشراء لقاح أسترا زينيكا من الشركة مباشرة.
وذكر أن العرض الذي قدم من أبوظبي مبالغ فيه.
وأضاف “إذا كان العرض 22 دولارا للجرعة من لقاح أسترا زينيكا وبوسعنا الشراء بسعر 2.50 دولار تقريبا فلا يمكنني أن آخذه على محمل الجد”.