شتان بين هدم وهدم

"إسرائيل" هدمت البيوت.. المقاومة هدمت "الشخصية الصهيونية"!

الأربعاء ١٩ مايو ٢٠٢١ - ٠٨:٠٧ بتوقيت غرينتش

المتابع للاعلام والصحافة في الكيان الاسرائيلي هذه الايام، يرى توجها واضحا فيها، بدأ ينتقد مغامرات رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو وجنرالاته، بعد "نجاحهم" وبشكل لافت، في توحيد الفلسطينيين، بعد ان اعتادت "إسرائيل"، التعامل معهم على أنهم شعب منقسم ومن دون عمود فقري، وان "اسرائيل" خسرت معركة الوعي امام المقاومة الفلسطينية المحاصرة داخل غزة.

العالم كشكول

هذا التوجه في الاعلام والصحافة "الاسرائيلية"، هو في الحقيقة وصف حال الكيان الاسرائيلي، بعد مرور 73 عاما على النكبة وزراعة هذا الكيان في قلب العالم الاسلامي. وهو وصف يكشف عن انحدار كبير لهذا الكيان نحو الهاوية، التي كان يظن انه بات في مأمن منها، بعد ان تمكن من محاصرة المقاومة في غزة، وتجويع شعبها، والتنسيق الامني مع السلطة الفلسطينية، والتطبيع مع عرب الردة، والانحياز الكامل والتبني الواضح للسياسة الاسرائيلية بحذافيرها من قبل امريكا، والحرب النفسية التي يشنها الاعلام التابع للرجعية العربية وعلى راسها السعودية والامارات، ليل نهار على الشعب الفلسطيني.

الكيان الاسرائيلي، بعد 73 عاما، "نجح"، في العدوان الذي يشنه هذه الايام على غزة، في تأكيد طبيعته الاجرامية المتوحشة، والتي عادت ما تتبلور في هدم البيوت وقتل الاطفال والنساء وارعابهم، بينما نجحت المقاومة في غزة في هدم اليأس في الشخصية الفلسطينية، وهدم الاسوار الوهمية التي صنعها الساسة الاسرائيليين والامريكيين، بين ابناء الشعب الفلسطيني، من اجل الاستفراد بهم مجموعة تلو المجموعة.

طائرات ومدفعية "اسرائيل" هدمت بيوت الفلسطينيين، دون ان تمس شعرة من "الشخصية الفلسطينية"، الرافضة للاحتلال والمتمسكة بحقها. الا ان صواريخ المقاومة في غزة هدمت وهزمت "الشخصية الصهيونية"، التي كانت تعتقد قبل هذا التاريخ، انها باتت صاحبة الحل والعقد في فلسطين، ون القضية الفلسطينية اضحت شيئا من الماضي.

"الشخصية الصهيونية"، التي تم انفاق اموال هائلة، وازهاق ارواح طاهرة، وسلب ارض مقدسة، وتشريد الملايين من البشر، لبنائها في فلسطين، باتت اليوم مهشمة متصدعة مرعوبة، بقوة صواريخ المقاومة، التي عجزت كل ترسانات الاسلحة الامريكية والاسرائيلية من اعتراضها، للحيلولة دون اصابة "الشخصية الصهيونية"، التي باتت تشعر ولاول مرة، انها في خطر وانها ليست في ارضها، وعليها الرحيل عاجلا ام آجلا.

من السابق لاوانه الحديث عن تاثيرات صواريخ المقاومة، في بناء الشخصية الفلسطينية وهدم "الشخصية الصهيونية"، وكذلك تاثيراتها على توحيد الصف الفلسطيني وهدم اسوار الوهم التي كانت تقسمه، فهذه التاثيرات سوف تظهر مع مرور الوقت، وبشكل واضح لا لبس فيه، وفي مقدمة هذه التأثيرات، ان الدم الفلسطني لن يكون رخيصا بعد اليوم، كما ان مقدساته لن تكون عرضة لتدنيس قطعان المستوطنين وقوات الاحتلال كلما ارادوا ذلك.