'العدو اللدود'.. أزمة جديدة تهدد مستقبل 'جونسون' السياسي

'العدو اللدود'.. أزمة جديدة تهدد مستقبل 'جونسون' السياسي
الأحد ٢٣ مايو ٢٠٢١ - ٠٧:٢٨ بتوقيت غرينتش

على الرغم من النجاحات الأخيرة التي حققتها حكومة رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون فيما يخص جائحة كورونا وخطة التطعيم الناجحة، إلا أن الدراما والتحديات السياسية مستمرة في مسيرة جونسون.

العالم - اوروبا

ومن المتوقع أن يكشف دومينيك كامينغز كبير مساعدي جونسون السابق، والذي تحول إلى ألد أعدائه، عن أسرار حكومية بما فيها أخطاء وعثرات رافقت بداية الجائحة.

وستتجه الأنظار إلى قصر وستمنستر يوم الأربعاء، حيث سيواجه كامينغز أسئلة من أعضاء البرلمان في تحقيق برلماني حول كيفية تعامل جونسون وفريقه مع جائحة كورونا في بدايتها.

وحققت حكومة جونسون خلال فترة تواجد كامينغز على رأس منصبه، أكبر انتصارين سياسيين، هما خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وانتصار جونسون الساحق في انتخابات 2019.

ووصفت شبكة سي إن إن الأمريكية كامينغز بأنه أحد أكثر الشخصيات إثارة للجدل التي دخلت السياسة البريطانية على الإطلاق، وأصبح أسلوبه القتالي سمة مميزة في حكومة جونسون.

العدو اللدود

وأضافت الشبكة أن العديد من السياسيين المحافظين حذروا جونسون من ضم كامينغز للحكومة لعدة أسباب لعل أهمها أنه لم يكن محافظاً، وقد أعرب علناً عن ازدرائه لأعضاء الحزب، ولكن بسبب إيمان جونسون بعبقرية كامينغز تجاهل تلك النصيحة.

واستقال كامينغز من حكومة جونسون في نوفمبر الماضي، ويوم الثلاثاء الماضي نشر تغريدة ثم قام بحذفها لاحقاً قال فيها إنه كان يمتلك النسخة الوحيدة من وثيقة تتضمن أسلوب تعامل الحكومة مع الجائحة، وفي تغريدات أخرى نشرها في نفس الوقت تقريباً، أشاد كامينغز بقيمة عمليات الإغلاق الصارمة التي ساعدت في منع العديد من وفيات كورونا.

وجاءت تصريحات كامينغز بعدما نشرت العديد من وسائل الإعلام البريطانية قصصاً زعمت أن جونسون قال إنه يفضل ترك الجثث تتراكم بالآلاف بدلاً من فرض إغلاق وطني آخر في أكتوبر 2020.

ومن ناحية أخرى يزعم حزب العمال المعارض أن تقاعس حكومة جونسون بفرض الإغلاق تسبب في المزيد من الإصابات والوفيات.

وقال متحدث باسم الحزب لشبكة السي إن إن، إن نهج جونسون تسبب في إصابة المزيد من الناس بالمرض، وتبع ذلك عمليات إغلاق أعمق وأطول، ما تسبب بعد ذلك في إلحاق ضرر أكبر بالاقتصاد.

واتفق العديد من علماء الأوبئة على أن بريطانيا كانت تعاني تدهوراً اقتصادياً سيئاً للغاية حتى بالمقارنة مع الاقتصادات الكبرى الأخرى.

ويعتقد الكثيرون أن كامينغز كان مصدر تصريح جونسون الذي يتعلق بتراكم الجثث في حين ينفي هذا الادعاء.

وهاجم كامينغز بشكل علني جونسون وأعضاء دائرته الداخلية بما فيهم خطيبة جونسون كاري سيموندز، والتي يزعم أنها كانت شخصية رئيسية في الصراع السياسي في داونينغ ستريت (مقر الحكومة)، ما أدى إلى رحيل كامينغز عن الحكومة.

قلق في داونينغ ستريت

ويشعر بعض المسؤولين في داونينغ ستريت بالقلق من وجود تسجيلات صوتيه بحوزة كامينغز، لجونسون يدلي بها بأمور غير لائقة كالتعليقات حول الأفراد أو السياسات.

وبالإضافة إلى ذلك هناك مخاوف من أن كامينغز قد يلاحق جونسون وأشخاصاً آخرين من حوله في قضايا تتجاوز تعامل الحكومة مع الوباء.

وكان كامينغز قد زعم الشهر الماضي أن جونسون حاول استخدام أموال التبرع المقدمة من حزب المحافظين لدفع تكاليف تجديد شقته في داونينغ ستريت، وأضاف أنه أخبر جونسون بأن أفعاله كانت غير أخلاقية وغير قانونية، ومن شبه المؤكد أنه خالف القواعد الخاصة.

الرجل الأقل شعبية في البلاد

أفادت الشبكة بأن كامينغز لم يصبح مشهوراً بسبب عمله على خروج بريطانيا من الاتحاد، أو أي إنجاز سياسي آخر، ولكن بسبب فضحية كسره لقيود كورونا، حيث غادر كامينغز مع زوجته وطفله متجاهلاً فترة الإغلاق الوطني بعد إصابته بكورونا.

وبعد انتشار الخبر عقد كامينغز مؤتمراً صحفياً كان خلاله متعجرفاً ولم يقدم أي اعتذار، وطالب الكثيرون حينها بإقالته بعد خرق القواعد.

ووفقاً لـ«بين بيج» من شركة IPSOS Mori للأبحاث العامة، أصبح الناس يرون كامينغز أنه رجل غير محبوب ومفتقد للمصداقية بعد كسره لقيود الإغلاق.

وقال وزير في حكومة جونسون للشبكة، إنه يعتقد أن كامينغز من أقل الأشخاص شعبية في البلاد، وأكد أن أحد الأشياء التي سيستقصي عنها هي ما إذا كان لدى كامينغز أي معلومات جديدة تشير إلى أن حلفاءه المتبقين في الحكومة قد قاموا بتسريبها.

وتقول مصادر حكومية رفيعة المستوى إن الاستياء المستمر بين جونسون وكامينغز هو نهاية حزينة لشراكة كانت ناجحة للغاية.

وقالت السي إن إن، إنه من غير المرجح أن يكون لأدلة كامينغز تأثير مادي كبير حين يدلي بها، ولكن يمكن أن تلعب دوراً أكبر في وقت ما في المستقبل.