حماس أفشلت أهداف حرب غزة الاخيرة وكشفت ثغرات استخبارية خطيرة

حماس أفشلت أهداف حرب غزة الاخيرة وكشفت ثغرات استخبارية خطيرة
الإثنين ٢٤ مايو ٢٠٢١ - ٠٧:٥٨ بتوقيت غرينتش

يُواصِل الإعلام العبريّ، الذي يعتمِد على مصادر رفيعةٍ في المؤسسة الأمنيّة الإسرائيليّة، نشر "الغسيل الوسِخ" حول العدوان الأخير على قطاع غزّة، وفي هذا السياق قال خبير عسكري إسرائيليّ إنّ الشعور السائد في الرأي العام لدى الاحتلال هو الحزن، عقب الكشف عن وابل الثغرات الاستخباراتية في رصد منظومة صواريخ غزة، "ما يتطلب من الجيش والمؤسسة العسكرية الإدراك بأن الوقت قد حان للقيام بمراجعةٍ كاملةٍ لأدائه، وسيكون القرار مطلوبًا بشأن سؤالٍ واحدٍ، كيف يجب أنْ يرد الجيش على الإطلاق التالي".

العالم-مقالات وتحليلات

وقال أمير بوحبوط، الخبير العسكريّ المُخضرم في مقالٍ نشره بموقع (WALLA) الإخباريّ-العبريّ، قال إنّ “حرب غزة انتهت بشعورٍ كبيرٍ من الحموضة في الجمهور الإسرائيلي، بسبب الإحساس بعدم التناسق بين عمليات الجيش وما يشعر به الجمهور من قدرة حماس على التسبب بآلاف الحفر الثقيلة في تل أبيب وغوش دان والمنطقة الجنوبية والنقب الغربي، بسبب الفجوة الاستخباراتية التي عانى منها الجيش الإسرائيلي”.

وأوضح أنّ “المخابرات لم تكن على علمٍ بأماكن قاذفات الصواريخ الفلسطينية، ما حدا بأوساطٍ أمنيّةٍ واستخباريةٍ للقول صراحة إنّ هذا المجال تم إهماله، لذلك فإنّ الجيش قد فشل، رغم أنّ نداف أرغمان رئيس جهاز الأمن العام- (الشباك)، حذَّر من جهود حماس الشديدة في تكثيف قدراتها الصاروخية، لأنّه في بداية العملية قدّم الجيش معطيات تُحذِّر من احتمال حدوث تدهورٍ أمنيٍّ، لذلك ألغى كوخافي رحلته للولايات المتحدة”.

وتابع بأنّ “مصادر في هيئة الأركان العامّة زعمت أنّ المعلومات حول إطلاق الصواريخ الستة باتجاه القدس كانت متأخرةً للغاية، وغير واضحة بما فيه الكفاية، ولم تأتِ بأفضل طريقةٍ ممكنةٍ، لكنّ الجيش كان عليه أنْ ينتظر يومًا واحدًا على الأقل في الجو وعلى الأرض، وفي تشكيلاتٍ أخرى من أجل الردّ بقسوةٍ وفقًا لتوجيهات المستوى السياسي، وربّما لو بذل الجيش جهودًا كبيرةً لمواجهة المعركة، لحقق إنجازات أفضل فيها”.

وأوضح الخبير العسكريّ الإسرائيليّ، نقلاً عن المصادر ذاتها، أنّ “أهداف الحرب التي أمرت بها القيادة السياسية الإسرائيلية كانت غامضةً وعامّةً للغاية، مثل: تحقيق هدوء طويل الأمد، وحدّدّ الجيش لنفسه أهدافًا واضحةً للهجوم، بما في ذلك القدرات الأساسية لحماس، كالأسلحة، والصواريخ، والطائرات دون طيار، والمركبات الجوية غير المأهولة، ومواقع القيادة والسيطرة، والقدرات السيبرانية، القوة البرية والبحرية الخاصة لحماس، واغتيال نشطاء، بمن فيهم مسؤولون كبار، لكن الجيش ترك العديد من علامات الاستفهام بعد انتهاء الحرب”.

وأكّد أنه “في مجال الإعلام، تركت الحكومة الإسرائيلية، كعادتها، المسرح للجيش، الذي ردّ ببطءٍ وبصعوبةٍ، دون إستراتيجية واضحة، لأنّ هذا لم يكُن بالضرورة دوره، لذلك تمّ توجيه انتقادات لاذعة للجيش من الغرب بشكلٍ عامٍّ، والولايات المتحدة بشكلٍ خاصٍّ، ورغم المعلومات الاستخباراتية عن شنّ حربٍ إلكترونيّةٍ ضدّ الجيش الإسرائيليّ، لكن جاء الردّ، وألحق ضررًا بإسرائيل”.

وخلُص الخبير العسكريّ الإسرائيليّ إلى القول إنّ “المستوى السياسيّ والجيش الإسرائيليّ عليهما أنْ يُفكِّرا في إنهاء آليات الصراع الحالي مع حماس، وأولها استئناف التهدئة معها، لأنّ حماس مهتمة بعملية إعادة تأهيل سريعة لقدراتها، فيما تُصِّر حماس على إنجاز المشاريع الكبيرة، واشتراط تحويل الأموال من المانحين بحلّ قضية الأسرى والمفقودين، رغم أنّ ذلك قد يحمِل إمكانية لأنْ تنقلب الساعة الرملية رأسًا على عقب للحملة المستقبلية مع حماس”، على حدّ تعبير الخبير، الذي اعتمد كما أسلفنا على مصادر رفيعة المُستوى في المُستوى الأمنيّ الإسرائيليّ.

المصدر: رأي اليوم- الكاتب: زهير أندراوس