أبناء شرق الفرات السوري يخرجون بأكفان لا تستر أجسادهم

أبناء شرق الفرات السوري يخرجون بأكفان لا تستر أجسادهم
الإثنين ٣١ مايو ٢٠٢١ - ٠٢:١٥ بتوقيت غرينتش

رحلة من ثلاث ساعات تقطعها الأسر السورية من شمال الحسكة إلى القامشلي حيث معالجة الأمراض المزمنة والوقاية منها.

العالم كشكول

المشكلة لا تكمن بالحصول على طبيب متخصص وأدوية فقط، فالأدوية مفقودة ومرتفعة السعر إن وجدت مع اكتضاض المراكز الطبية بمناطق الجزيرة السورية وافتقارها للشروط الصحية.

أما بالنسبة للطبيب المتخصص، ففي هذه المناطق ينتظر المريض خمس ساعات للحصول على دور، ذلك لقلة الأطباء وكثرة المرضى الذين فقد معظمهم أعضاء من جسمه لعدم اكتمال فترة العلاج بسبب النقص الطبي وآخرون فقدوا الحياة دون أن ينتبه لحالهم أحد.

تعتبر منطقة القامشلي مركز عيادات ومشافي شرق الفرات ومع ذلك فان البنية الصحية هشة في هذه المنطقة التي تغيب فيها الرقابة عن المراكز الطبية والصيدليات والمشافي وتتكاثر أسباب الأمراض كتكرير النفط بأساليب بدائية.

ويقول خبراء الطب ان منطقة القامشلي تعاني ظواهر طبية نتيجة تكرير النفط بشكل غير صحيح ما دمر البيئة والإنسان في آن واحد، مؤكدين ان غلاء الأدوية ونقص المواد الطبية وانتشار الأوبئة خاصة في السنوات الأخيرة حيث ظهور فيروس كورونا المستجد أيضا تعتبر من أسباب الأزمة المستعصية في القامشلي.

وتشهد مناطق شرق الفرات منذ سنوات تراجعا كبيرا بمستوى الخدمات الصحية خاصة في الرقة ودير الزور لتضم مدينة القامشلي مستشفى وحيدا لأمراض القلب وآخر يخص مصابي كورونا.

في هذه القامشلي يفترش العديد من السكان الارصفة من الصباح الباكر للحصول على موعد طبي في العيادات المنتشرة في القامشلي بالرغم من انها تفتقد للشروط الصحية، فواقع البنية الطبية هش وانعدام الرقابة عاملان اضافيان لدق ناقوس الخطر في شرق الفرات.

ولا يزال اتفاق روسي تركي أبرم في مدينة سوتشي الروسية في 22 أكتوبر الماضي، يحكم التوازنات العسكرية في منطقة شرقي نهر الفرات التي تسيطر ميليشيات قسد المدعومة أميركياً على معظمها.

ونصّ الاتفاق على أن الشرطة العسكرية الروسية ستُخرج ارهابيي "قسد" مع أسلحتهم حتى مسافة 30 كيلومتراً من الحدود التركية، شرق الفرات. لكن الاتفاق، كما أغلب الاتفاقات الخاصة بالملف السوري، لم ينفذ بحذافيره، بسبب تعقيدات الموقف على الأرض، حيث لا تزال ميليشيا قسد، تسيطر على منطقة تل رفعت في ريف حلب الشمالي، وعلى منطقة منبج، فيما سحبت قواتها إلى عمق 30 كيلومتراً في بعض مناطق شرقي نهر الفرات.