حصري للعالم..

هذا ما كشفه المرشح مهر عليزادة عن التحديات التي تواجه سياسة ايران الخارجية

السبت ١٢ يونيو ٢٠٢١ - ٠٤:٠٩ بتوقيت غرينتش

أكد المرشح للانتخابات الرئاسية الايرانية محسن مهر علیزادة، أن أبرز التحدّیات والفرص التي تواجه الجمهورية الاسلامية الايرانية علی الصعید العالمي تتمثّل في الحظر الإقتصادي الظالم الذي فرضته أمریکا علی ایران بدون أيّ قانون أو دلیل وعملت علی قطع معاملاتنا المصرفیة مع العالم ما أدّی إلی ایجاد تأثیر سلبي علی نظامنا الإقتصادي.

العالم - خاص بالعالم

المرشح محسن مهر علیزاده ومن خلال مشاركته في برنامج قناة العالم المخصص للانتخابات الايرانية، والذي يعرض تحت عنوان "وجهاً لوجه"، رد على الأسئلة المتعلقة بالسياسة الخارجية.

السؤال الأوّل: ما هي برأیکم التحدّیات والفرص أمام ایران علی الصعید العالمي؟

محسن مهر علیزاده: وأنا بدوري أحیّیکم ومشاهدیکم الأعزّاء متمنّیاً لکم النجاح والتوفیق، اهمّ تحد یواجهنا في الوقت الحاضر یتمثّل في الحظر الإقتصادي الظالم الذي فرضته أمریکا علی ایران بدون أيّ قانون أو دلیل وعملت علی قطع معاملاتنا المصرفیة مع العالم ما أدّی إلی ایجاد تأثیر سلبي علی نظامنا الإقتصادي.

ولکن مع وجود کلّ هذه الضغوط إلا أنّه لدینا فرص ممتازة في بلادنا من ضمنها القوی البشریة الشابّة والمتخصّصة مع وجود طاقات علمیة وصناعیة عالیة مقارنة بدول المنطقة إلی جانب موقع بلادنا الجغرافي في المنطقة من حیث البعدین السیاسي والإقتصادي وتمتّعنا بقدرات دفاعیة مناسبة تمکّننا من الدفاع عن إستقلالنا ووحدة أراضي بلادنا، إضافة إلی توفّر القیم العقائدیة والفکریة السامیة من جانب، ومن جانب آخر توفّر إحتیاطات المناجم والمعادن والنفط والمصادر الطبیعیة الأخری الضروریة لتطویر البلاد.

السؤال الثاني: منذ أكثر من 3 أشهر بدأت إيران بمفاوضات مع الدول الأوروبية في فيينا حول موضوع الاتفاق النووي الايراني وتهدف تلك المفاوضات الى رفع الحظر المفروض على ايران، وإلى إحياء الاتفاق النووي، حتى هذه اللحظة لم تخرج هذه المفاوضات بنتيجة واضحة، إذا نجحتم في هذه الانتخابات ماهي سياساتكم وبرامجكم في هذا الملف، وفي حال رفض الولايات المتحدة الامريكية ورفضت رفع الحظر المفروض على إيران، كيف ستتعاملون مع هذا الملف؟

محسن مهر علیزاده: یجب علینا الإستمرار في مفاوضات إتّفاقیة خطّة العمل المشترك وسنعمل علی هذا الأمر، کما سنعمل علی خلق الظروف المواتیة في العالم بهدف إنجاح الإتّفاقیة المذکورة آنفاً وتثبیتها، من وجهة نظري الشخصیة وعلی عکس ما حصل في السابق حینما قام رئیس جمهوریة أمریکا في خطوة خرقاء کاملة، وجّهت ضربة لسمعة أمریکا في العالم من جهة، ومن جانب آخر أوجدت هذه الخطوة مشکلات ومضایقات لایران، بإمکاني القول أنّ سمعة أمریکا بین الشعوب المظلومة في العالم انخفضت إلی الحضیض بوتیرة کبیرة بسبب عدم إلتزام هذه الدولة بالمواثیق والعهود الدولیة.

ولکن مع ذهاب السیّد ترامب ومجیئ السیّد بایدن إلی السلطة مع المواقف التي سیتّخذونها وتصحیح الإجراء نأمل أن یعودوا مرّة أخری ویستمرّوا في مسار الإتّفاقیة النوویة، ولو أصرّوا علی هذا الموقف فانّ ایران ستبقی علی موقفها معتمدة علی قدراتها وقدرات أفراد الشعب وخاصّة الشباب، ومن خلال السیاسة التي ستتّبعها حکومتي والتي أطلقتُ علیها إسم" الإقتصاد الإجتماعي" لدینا سیاسة محدّدة للتطورّ الإقتصادي مع دعم ومساندة الشعب وإلغاء الإحتکارات وخلق المنافسة بین المنتجین وإلغاء البیروقراطیة وتسهیل عملیة الإنتاج والإستفادة من العلاقات مع الدوّل الجارة، سوف نتمکّن من القضاء علی أيّ تأثیر لأنواع الحظر الإقتصادي المفروضة علی ایران.

السؤال الثالث: ماهي الأولویة القصوی في أجندة سیاستکم الخارجیة؟ بکلمات أخری ماهي الإجراءات أو الخطوات المهمّة والفوریة التي ستتّخذها بخصوص السیاسة الخارجیة بمجرّد تشکیل حکومتك؟

محسن مهر علیزاده: تتمثّل أولویة عملنا في السیاسة الخارجیة القیام بتطبیق سیاسة خارجیة محورها التطویر. نحن نستند علی مبدأ الحفاظ علی مصالحنا الوطنیة والعمل علی النأي بأنفسنا عن أيّ توتّر في العالم یستهدف الجمهوریة الإسلامیة في ایران، بالطبع نحن لم نعمل علی ایجاد أيّ توتّر وهؤلاء الذین یقومون بهذه الأعمال سوف نسعی للوقوف أمامهم، کما سنعمل علی إقامة علاقات تتّسم بالصداقة مع دول العالم. أمّا فیما یخصّ ما سنبدأ به فوراً فهو العمل بجدّیة لإستمرار المفاوضات الخاصّة بإتّفاقیة خطّة العمل المشترك لفتح الطریق للتطوّر الإقتصادي أمام بلادنا وتوسعة وتطویر هذا القطاع أکثر من ذي قبل.

السؤال الرابع: دول أعضاء مجلس التعاون في الخليج الفارسي هي الدول الست الجارة الجنوبية لإيران ونظرا لاختلافلا السياسات في هذه الدول ماهي برامجكم لتوسعة وتعزيز العلاقات مع تلك الدول؟

محسن مهر علیزاده: أغلب أعضاء مجلس التعاون في الخلیج الفارسي لدیها علاقات جیّدة مع ایران، تتّسم علاقات بعض هذه الدول مع ایران بالضعف إلی حدّ ما، شخصیاً أعتقد أنّها متأثّرة ببعض الایحاءات والتحریضات من هنا وهناك ماسبّب بإضعاف العلاقات.

أعتقد أنّه من خلال تفهّم وإدراك مفهوم المصالح المشترکة من قبل الدول الست الإسلامیة الواقعة علی الشاطئ الجنوبي للخلیج الفارسي وایران، وأنّ النموّ الإقتصادي لهذه الدول یکمن في الوصول إلی سوق تعداد سکانها 84 ملیون نسمة، بالمناسبة لیست ایران فقط، نحن لانتحدّث عن 84 ملیون انسان فحسب، بل نضیف إلی هذا العدد سکّان خمس عشرة دولة مجاورة لنا حیث أنّ ایران تُعتبر بوّابة الدخول لهذه الدول، علی هذا الأساس فأنّ النمو الإقتصادي وحتّی السیاسي أیضاً للدول المطلّة علی الشاطئ الجنوبي للخلیج الفارسي مع دول العالم ودول المنطقة یکمن في التعاون مع ایران.

أعتقد أنّ تطوّر العلاقات الدبلوماسیة مع هذه الدول وتذکیرها بنقاط القوّة المشترکة بیننا والتأکید علیها، وکما أسلفتُ في معرض ردّي علی السؤال السابق، أنّه من خلال ایجاد حل لمشکلة "إف ایه تي إف" سوف ینتج من هذا الأمر إقامة علاقات مریحة أکثر، أو بمعنی آخر، عدم وضع علامات إستفهام علی العلاقات الإقتصادیة سوف نتمکّن من إقامة أفضل العلاقات الإقتصادیة مع الدول الجارّة، شخصیاً أنا مهتمّ کثیراً بهذا الموضوع ، ومن حیث أنّنا دول إسلامیة لانرغب في مشاهدة أيّ تحریض من أيّ جهة کانت، لهذا أعتقد أنّ بإمکاننا أن نصبح متّحدین جیّدین.

السؤال الخامس:ماهي التحدّیات أمام ایران لتطویر روابطها مع الشرق؟ وماهي خطّتك أو ما هو برنامجك لتوسعة وتطویر هذه العلاقات؟

محسن مهر علیزاده: لحسن الحظّ لاتوجد أمامنا تحدّیات مهمّة وأساسیة في علاقاتنا مع الشرق، وفي الوقت الراهن فانّ علاقاتنا قائمة علی الثقة مع الدول التي تتعامل معنا. شخصیاً أعتقد أنّ هذه العلاقات في المستقبل یجب أن تقوم وتتطوّر وتستمر وفقاً لمصالحنا الوطنیة ومصالح دول الشرق الوطنیة أیضاً.

من ناحیة مواضیع البعد الثقافي والبعد الإقتصادي وفي المستقبل المعرفة التقنیة والصناعیة لدینا علاقات جیّدة مع الشرق ، وقد لمسنا ذلك خلال السنوات القلیلة المنصرمة.

نحن یجب علینا التحرّك وفقاً لسیسة الجمهوریة الإسلامیة في ایران والقائمة علی مبدأ "لاشرقیة ولاغربیة"، أو بمعنی آخر نظرة إلی الشرق ونظرة إلی الغرب، حیثما توجد مصالحنا الوطنیة سوف نقیم علاقات مع هذه الدول.

السؤال السادس: ماهي مكانة محور المقاومة في سياستكم الخارجية، بمعنى اذا جلستم على سدة الرئاسة هل ستطرأ تغيرات في علاقة ايران مع محور المقاومة؟

محسن مهر علیزاده: عملیاً سبّبت المقاومة في المنطقة في الحیلولة دون نفوذ وإنتشار عدم الأمن في المنطقة، کما وقفت أمام نفوذ الأجانب في المنطقة، وهو أمر یستحقّ الثناء والتقدیر من هذا البعد. وایران وفقاً لسیاساتها کانت ولاتزال تدافع عن محور المقاومة وتدعمها، بالطبع هذا الدعم للمسلمین الموجودین في المنطقة ینطلق من مفهوم شرعي ودیني بالنسبة لنا نحن الایرانیین، وطالما لم یستتب الأمن في المنطقة سیستمر هذا الدعم والمساندة.

ولکن مایبدو في هذا المسار هو وجوب إدخال الإتّجاهات الإقتصادیة والتطوّر التکنولوجي والتقني والإقتصادي في هذه العلاقات بالتدریج، کي نتمکن من رفع مستوی القدرات الإقتصادیة لمحور المقاومة والشعب الفلسطیني العزیز، إلی جانب توسعة وتطویر العلاقات غیر العسکریة. بالتأکِد أنّ لغة الدبلوماسیة في المنطقة یمکنها أن تصبح فعّالة ومؤثّرة وستکون کذلك، وإلی أن یستتب الأمن هناك وتُقطع أقدام الأجانب، بالتأکید سیستمر تواجد ایران إلی جانب شعوب المنطقة ومحور المقاومة.

السؤال السابع : جمیع الإدارات التي تناوبت علی السلطة في أمریکا بعد إنتصار الثورة الإسلامیة قامت بزیادة الضغط علی ایران کلّ واحدة علی طریقتها، ماهو برنامجکم لمواجهة هذه الضغوط المتزایدة من أمریکا علی ایران؟

محسن مهر علیزاده: للأسف کما تفضّلتم هذا هو الواقع، تناوب الحزبان علی الحکم في أمریکا کما تناوب أفراد مختلفون وفي تعبیر واحد یمارسون الضغط علی ایران، وقد کانوا متّفقي القول. بالطبع تفاوتت الضغوط من الوتیرة العالیة جدّاً والبعیدة عن أيّ منطق، والضغوط الأقلّ وطأة ولکن غیر منطقیة أیضاً، الطریق الوحید أمامنا یتمثّل في شعارنا منذ بدایة إنتصار الثورة ولایزال وهو الإستقلال والحریة والجمهوریة الإسلامیة.

نحن لو قمنا بتنظیم برامجنا وفقاً لإستقلال بلادنا في الأبعاد المختلفة، وإعتمدنا علی قدرات شعبنا في التأکید علی إستقلال بلادنا، علی الأخصّ في المجالات الإقتصادیة، للعلم فأنّ المشکلة الرئیسة لدینا تتمثّل في الإقتصاد، لاتنسوا أنّ القسم الأکبر من هذه المشکلات الإقتصادیة ناجم من أنواع الحظر الإقتصادي الظالمة من قبل أمریکا ما أدّی إلی ایجاد هذا الضغط علینا.

بدایة سوف نسعی إلی إفهام العالم أنّ هذا التصرّف لایمت إلی العدالة بصلة وهو بعید جدّاً عنها، أن تقوم دولة تتمتّع بالقوّة بممارسة البلطجة أینما ترید.

لذلك، مع العودة إلی إتّفاقیة خطّة العمل المشترك وإلغاء أنواع الحظر الإقتصادي سوف یُرفع الجزء الخاصّ من الضغوط الناجمة من الحظر علی إقتصادنا، ولکن الجزء الآخر والمهم هو أنّنا سنفتح الطریق في البلاد أمام التطوّر الإقتصادي من خلال برامج صحیحة ودقیقة، ونعمل علی إزدهار القدرات والطاقات الإقتصادیة وبهذا العمل سنقلل تأثیر الحظر الإقتصادي إلی أدنی مستوی ممکن، ولو لم یکن إلی الصفر سیکون إلی أقلّ حدّ ممکن.

السؤال الثامن : ما هي سياساتكم الخارجية إزاء مواطن القدرة الاقليمية لإيران، ونعني القوة الصاروخية الايرانية ومحور المقاومة والنفوذ في المنطقة، كيفر ستقومون بتوظيف هذه الطاقات والقدرات؟

محسن مهر علیزاده: کلّ دولة وایران لسیت إستثناء في هذا المجال، فهي الدولة القویّة القادرة في المنطقة شغلها الشاغل إستتاب الأن في المنطقة والدولة التي لاتتحمّل رؤیة أيّ ظلم موجّه لأيّ مسلم في جوارها ، وبشکل أساسي لاترغب مشاهدة أقدام الأجانب في المنطقة بصفتهم محرّکي ومشجّعي إنعدام الأمن، کما أنّ لدیها قدرات دفاعیة في أبعاد مختلفة سواء البعد العسکري أم السیاسي ومجالات ضروریة أخری، بالرغم من أنّني أفضّل القدرة الإقتصادیة والإجتماعیة والتضامن الداخلي علی ماسبق ذکره، فخبرتي في العمل أینعت وازدادت في هذا المجال.

ولکن بالتأکید من أجل إعطاء دفعة لأهدافنا الإقتصادیة والحفاظ علی الأمن في المنطقة ومنع تسلل فکر العبث بالأمن وإنعدامه فیها، یجب علینا الإستفادة من جمیع الأدوات الدفاعیة المتوفّرة لدینا إلی أن یستتب الأمن في المنطقة.

السؤال التاسع :ماهي التحدّیات التي تواجه ایران في مجال توسعة علاقاتها مع دول أمریکا اللاتینیة؟ وماهي خطتکم وبرنامجکم لتوسعة العلاقات مع هذه الدول؟

محسن مهر علیزاده: فیما یخصّ العلاقات بین ایران ودول قارّة أمریکا اللاتینیة، یعود الموضوع أیضاً إلی التهدید والاجبار اللذین تفرضهما أمریکا إضافة إلی الحظر الظالم الذي فرضته وقطع المعاملات المصرفیة بین ایران ومختلف الدول.

لحسن الحظ لدینا علاقات سیاسیة جیّدة مع دول أمریکا اللاتینیة وتفاهم علی العدید من القضایا في مختلف المجالات، ومن بُعد مواجهة عجز الأسواق بیننا لدینا قدرات جیّدة.

یجب علینا الترکیز بشکل رئیسي في علاقاتنا مع هذه الدول علی المواضیع السیاسیة والإقتصادیة، بطبيعة الحال، يجب بالتأكيد تقليص مسألة العقوبات إلى حد كبير، وأن تُحلّ قضیّة "إف ایه تي إف" داخل البلاد، وحینها یصبح بإمکاننا الإستمرار في العمل والتعاون في تطویر العلاقات السیاسیة والإقتصادیة مع هذه الدول في إطار من العلاقات المتبادلة والحفاظ علی المصالح الوطنیة.

السؤال العاشر: في الآونة الأخيرة قامت بعض الدول العربية بتطبيع علاقاتها مع الكيان الصهيوني، كيف تنظرون الى عملية التطبيع، وما هي سياساتكم وخططكم لمواجهة اساليب العدائية التي يوجهها الكيان الصهيوني تجاه ايران؟

محسن مهر علیزاده تُعتبر مواجهة التطرّف وتوسعة العلاقات الإقتصادیة بین ایران والدول العربیة المطلّة علی الشاطئ الجنوبي للخلیج الفارسي أفضل حلّ کي لاتتمکّن اسرائیل من التواجد في المنطقة. تستفید اسرائیل من التطرّف في المنطقة إلی جانب الضعف الإقتصادي ومتطلّباته فیها، بینما تقوم بتوسعة ونشر سیاساتها المکیافیلیة في المنطقة.

بالطبع من وجهة نظري الشخصیة فأنّ ماضي الصهیونیة في قتل المسلمین والقتل بصفة عامّة وقتل الأطفال والإبادة وتخریب حیاة المسلمین لن یمکّنها من الحصول علی موضع قدم في أيّ بقعة من بقاع الدول الإسلامیة بشکل دائم، کما أعتقد أنّ هذا الحضور مؤقّت وغیر ثابت.

شخصیاً أنا علی ثقة من أنّه من خلال توضیح المسائل بین شعوب المنطقة لن تتمکّن "اسرائیل" من الإستمرار في تواجدها في المنطقة. أمّا فیما یخصّ سیاستي مع هذه الدول أری أنّه مع توسعة العلاقات السیاسیة والإقتصادیة المناسبة سوف تشعر الدول الجارّة بعدم الحاجة لحضور دولة کانت ولاتزال عدوّة للمسلمین في المنطقة.

السؤال الحادي عشر: مقارنة بالمنافسین العالمیین والإقلیمیین، لا تملك ایران حصّة کبیرة من العلاقات مع دول قارّة أفریقیا. ماهو برنامجکم القابل للقیاس بهدف توسعة العلاقات مع قارّة أفریقیا المشهورة بأرض الفرص؟

محسن مهر علیزاده: خلال العقد أو العقدین المنصرمین، وبسبب المشکلات الإقتصادیة التي کنّا نعاني منها لم نتمکّن من الذهاب إلی خارج ایران کثیراً، وحینما کنا نعقد العزم علی الذهاب کنّا نتوجّه إلی الدول الجارّة بسبب أسواقها القریبة منّا، فحجم التعاون الإقتصادي الذي کان بالإمکان الحصول علیه لم یتجاوز هذا الحدّ وکان محصوراً في هذا المنطقة.

لکنّني أعتقد مع هذه السیاسات التي تملکها حکومتي، أي حکومة "الإقتصاد الإجتماعي"، سوف تتمکّن من زیادة الإنتاج والإمکانیات الإقتصادیة وتکون فعّالة ونشطة إلی حدّ أنّ الأسواق الاقلیمیة لن تکون بالضرورة أسواقنا المحدودة ومن هنا سنتّجه إلی دول أخری من ضمنها بالتحدید الدول الأفریقیة.

ولکن من حیث أنّ أسواق الدول الأفریقیة هي حدیثة بالنسبة لنا، أعتقد أنّه علینا الوضع في الحسبان تشجیع خاصّ لتجّارنا کي یتعرّفوا علی هذه الأسواق ولتخفیف وطأة المجازفة التي سیتحمّلونها بدخولهم هذه الأسواق لأوّل مرّة، شخصیاً أعتقد بوجوب تحدید تشجیع خاصّ لعملیات التصدیر للدول الأفریقیة وحتّی للإستثمار في هذه الدول للصناعیین والتجّار من ایران، کي نتمکّن من فتح الطریق والتواجد في هذه القارّة.

بالتأکید سوف یساعد هذا التعاون في رفع مستوی المعرفة والصناعة في تلك الدول إلی جانب نقل کلّ ما هو جدید من التکنولوجیا إلیها وزیادة قدرة وطاقات التصدیر لبلادنا.

السؤال الثاني عشر: نعلم أن لإران حدودا مع 15 دولة بالبر والبحر ماهي خططكم وبرامجكم لتطوير العلاقات مع هذه الدول، وفي الجانب الاقتصادي هل هنالك رقم ترصدونه لحجم التبادلات التجارية مع هذه البلدان؟

محسن مهر علیزاده:یتمثّل برنامجي في أنّه من خلال منح الأولویة للمواضیع الإقتصادیة نقوم بتوسعة العلاقات السیاسیة والإقتصادیة مع الدول الجارّة لایران، إلی جانب منح التجّار من الطرفین تشجیع وتسهیلات في عملیات التصدیر والإستیراد في المنطقة. یمکن لایران أن تتحوّل إلی مرکز لعملیات النقل والطاقة في المنطقة، وعلی الجانب الآخر، وجود ما بین 400 إلی 500 ملیون نسمة في الدول الجارّة بإمکان هذا العدد أن یکون سعة جیّدة لسوق ایران.

بإمکان الخلافات السطحیة المتعلّقة بالقضایا الإقتصادیة والصناعیة والتکنولوجیة أن تشکّل احتمالاً جیّداً لخلق تدفق اقتصادي مناسب في سياق علاقات جيدة من التعاون الثنائي مع مختلف البلدان. ما قمت به شخصیاً من عملیات حسابیة یمکنني أن أصل حجم المبادلات مع الدول الجارّة لایران في السنوات الأربع من عمر حکومتي إلی 200 ملیار یورو.

هذا الرقم من وجهة نظري یمکن الوصول إلیه وفقاً لما هو موجود لدینا والتوقّع من خلال توسعة العلاقات مع هذه الدول. ولکن عسی أن نمضي في هذا الطریق ولاتظهر لنا مضایقات الآخرین من ضمنها موضوع الحظر الإقتصادي، حینئذ یمکن للرقم الذي أسلفته لکم أن یصبح أکثر من هذا.

التفاصيل في الفيديو المرفق ...