حكومة بينيت.. رهينة للتناقضات وقابلة للانهيار

حكومة بينيت.. رهينة للتناقضات وقابلة للانهيار
الإثنين ١٤ يونيو ٢٠٢١ - ٠٣:١٠ بتوقيت غرينتش

يعتقد المتحدث باسم حركة "السلام الآن" آدم كلير أن مسيرة الحكومة الاسرائيلية الجديدة ستكون شائكة لاعتمادها على أغلبية 60 من أعضاء الكنيست، مما يعني أنها ستكون هشة وغير مستقرة وقابلة للانهيار في أي مرحلة.

العالم-الاحتلال

وقال كلير إن على رئيس الحكومة الإسرائيلية بالوكالة يائير لبيد، الاعتماد على احتياط من أصوات القائمة العربية المشتركة، تحسّبا لأي طارئ مستقبلي.

وأوضح كلير، في حديثه للجزيرة، أن قوة حكومة بينيت ولبيد تأتي من خلال قدرتها على إدارة تناقضاتها الفكرية والسياسية، وتوجيه بوصلتها لصالح عدم عودة بنيامين نتنياهو بعد الإطاحة به إلى مقاعد المعارضة، وبعد أن تربع 12 عاما على كرسي رئاسة الوزراء دون منازع.

وردا على سؤال بشأن فرص استمرار الحكومة في ظل التناقض الفكري والسياسي، قال كلير: "رغم التناقضات وهشاشة الحكومة الجديدة وعدم التناغم بين مركباتها، فإنها مرشحة للاستمرار ما دام نتنياهو يتصدر المشهد السياسي بالمعارضة ويقود الليكود، فغيابه أو تنحيه يعني انهيار حكومة التغيير".

واستبعد المتحدث باسم كتلة "السلام الآن"، أن تحدث الحكومة الجديدة اختراقا في السياسات والنهج الذي ثبّته نتنياهو خلال ولاياته المتعاقبة. وقد تستغرق وقتا حتى تظهر بوادر التغيير، سواء في ملفات داخلية مهمة أو حتى في كل ما يتعلق بالصراع الإسرائيلي الفلسطيني.

وشكك كلير في إمكانية التحول الجوهري في السياسة الإسرائيلية تجاه المشروع الاستيطاني والقضية الفلسطينية، لكنه في المقابل رجَّح أن تعتمد الحكومة الجديدة دبلوماسية غير صدامية مع السلطة الفلسطينية، على غرار نهج إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، دون التردد بانتداب مبعوثيها إلى "المقاطعة" برام الله للقاء رئيس السلطة محمود عباس. لكنه يعتقد أن هذا النهج لن يؤسس لتسوية الصراع ولن يفضي لحل الدولتين.

وداخليا، يرى كلير أن الحكومة الجديدة تواجه الكثير من التحديات في القضايا الاجتماعية والاقتصادية والصحية والتربوية والدينية. وستعمل على تقليص الفجوات بين مختلف الشرائح والقطاعات للتقليل من الشرخ الذي حدث بالأساس بسبب تغول الأحزاب الحريدية " المتدينون"، وسعيها لفرض أجندتها وتعاليمها التوراتية على مناحي الحياة المدنية.

ورجّح كلير أن تلجأ الحكومة الجديدة إلى معالجة القضايا الداخلية الحارقة بحذر، وتحديدا ملفات الدين والدولة، ويهودية الدولة. مع السعي للحفاظ على أسس الديمقراطية وعدم تقويضها، والتوصل لتفاهمات بكل ما يتعلق بتجنيد الحريديم، ومشروع الخدمة للعرب كبديل عن التجنيد في الجيش الإسرائيلي، وإعادة النظر في التعامل مع العرب الفلسطينيين داخل الخط الأخضر.

والطرح ذاته يتبناه الحاخام إلياهو كوفمان، الذي قال إن الناخب الإسرائيلي لم يتوقع أن تتشكل مثل هذه الحكومة بعد 4 جولات انتخابية، لكنه يعتقد أن الائتلاف الحكومي الجديد يعكس التناقضات والصراعات الداخلية التي يعيشها المجتمع الإسرائيلي على الأصعدة السياسية والدينية والمجتمعية.

ولذلك، يرى كوفمان أن استقرار واستمرار الحكومة منوط بمدى جاهزية الأحزاب الشريكة بالائتلاف لاستيعاب واحتواء التناقضات ومعالجتها دون الصدام أو الإقصاء لأي تيار.

وأوضح كوفمان أن حكومة بينيت تؤسس لمرحلة جديدة في المشهد السياسي الإسرائيلي وبداية لاصطفافات غير مسبوقة. وهي -باعتقاده- مرحلة لإنهاء الهيمنة والتفرد الشخصي الذي ميز حقبة نتنياهو التي توغّلت فيها الأحزاب الحريدية، وهي تعتبر الخاسر الأكبر في هذا التحول وسط الانشقاق في تيار الصهيونية الدينية الذي انقسم على ذاته ما بين داعم لنتنياهو وبين مؤسس للحكومة الجديدة وترؤسها.

وباعتقاد الحاخام المحسوب على تيار الحريديم، فإن شبح نتنياهو ما زال يخيم على الحكومة الجديدة، وسيواصل مرافقتها خلال مسيرتها. لكنها ستسعى جاهدة لتفكيك الألغام أمامها، بغرض إحداث تغييرات في السياسة الداخلية الدارجة التي كرس نتنياهو فيها سلوك "فرّق تسد"، وأدت إلى تعميق الفجوات بين مختلف الفئات، بتوظيف فزاعة مخاطر الأمن القومي في سبيل البقاء على كرسي رئاسة الوزراء.