رغم تحذيرات فلسطينية.. الاحتلال يستعد لـ"مسيرة الأعلام"

رغم تحذيرات فلسطينية.. الاحتلال يستعد لـ
الإثنين ١٤ يونيو ٢٠٢١ - ٠٦:٥٥ بتوقيت غرينتش

صادق وزير ما يسمى الأمن الداخلي في الحكومة الاسرائيلية الجديدة، على ما يسمى "مسيرة الأعلام" للمستوطنين في القدس المحتلة، رغم تحذيرات فصائل المقاومة والخارجية الفلسطينية، والدعوة للنفير العام، فيما قررت شرطة الاحتلال، تعزيز قواتها في المدينة لحماية المستوطنين.

العالم-تقارير

وبحسب وسائل اعلام، فقد جاء قرار وزير ما يسمى الأمن الداخلي الإسرائيلي، عمار بارليف، بعد مشاورات مع قيادة الشرطة والجيش والمخابرات، بحيث تبقى المسيرة في موعدها المقرر غدا الثلاثاء والتي تصل إلى باب العمود إحدى بوابات بلدة القدس القديمة، والذي سيتم إغلاقه أمام الفلسطينيين.

وكانت الحكومة السابقة برئاسة بنيامين نتنياهو قد غيرت الشهر الماضي مسار هذه المسيرة التي يعتبرها الفلسطينيون استفزازية، والتي يحتفل فيها الصهاينة بذكرى احتلال مدينة القدس.

وقد صدرت الأوامر للشرطة والأجهزة الأمنية الإسرائيلية برفع جاهزيتها وحشد تعزيزات على جانبي الخط الأخضر والقدس المحتلة وتعزيز منظومة القبة الحديدية تحسبا لانفجار الموقف وإطلاق الفصائل الفلسطينية صواريخ من غزة.

وقالت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية، إن شرطة الاحتلال ستنتشر في منطقة باب العمود، إلى جانب نشر عناصر سريين بلباس مدني لمنع أي مواجهات عنيفة بين المستوطنين والفلسطينيين الذين يستعدون لمواجهة المسيرة.

وكان المفتش العام لشرطة الاحتلال، يعقوب شبتاي، قد عقد الإثنين، جلسة تقييم للأوضاع عشية تنظيم المسيرة، وذلك بمشاركة كبار الضباط في الشرطة، على أن تقدم التوصيات والتقييمات إلى وزير ما يسمى الأمن الداخلي عمار بارليف.

من جهتها، حذرت الأمم المتحدة من هشاشة اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه بين الفلسطينيين والإسرائيليين فجر 21 مايو/أيار الماضي، داعية إلى ضبط النفس.

وعلق فرحان حق نائب المتحدث باسم الأمم المتحدة على المسيرة بالتأكيد على ضرورة امتناع الأطراف عن الاستفزازات، محذرا من أن وقف اطلاق النار بين إسرائيل وغزة هش و"لذا نحاول أن نفعل ما في وسعنا لتعزيزه".

وفي هذا السياق، حذرت وزارة الخارجية الفلسطينية من مغبة تنظيم المستوطنين للمسيرة الاستفزازية ومخاطرها على الجهود المبذولة لتثبيت التهدئة ووقف العدوان الإسرائيلي، وقالت إنها تشكل امتدادا لعدوان الاحتلال المتواصل ضد القدس وسكانها.

وأضاف البيان أن الحكومة الإسرائيلية الجديدة في اختبار حقيقي أمام العالم فيما يتعلق بموقفها من القضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني.

وبعد إلغاء المسيرة أول مرة في العاشر من مايو/أيار الماضي، ومجددا الخميس الماضي، سعى نتنياهو إلى السماح بتنظيمها قبل تصويت أمس، وفق اتفاق محدد بين الشرطة والمنظمين، وتسبّب إصرار نتنياهو على تنظيم المسيرة في اتهامه من قبل خصومه بتأجيج الوضع واتباع سياسة "الأرض المحروقة".

ومن المقرر أن تتضمن المسيرة رقصة بالأعلام الإسرائيلية في ساحة باب العمودد، إحدى بوابات بلدة القدس القديمة.

من جهتها، دعت حركة المقاومة الإسلامة (حماس) للنفير والرباط في المسجد الأقصى والبلدة القديمة بمدينة القدس المحتلة، لتفويت الفرصة على المستوطنين في تنظيم مسيرة الأعلام.

وطالبت الحركة أهالي القدس للتصدي لمحاولات الاحتلال فرض إرادته وتغيير معالم مدينة القدس، ونادت بأن يكون يوم الثلاثاء يوم نفير ورباط بالمسجد الأقصى، ويوم غضب وتحدّ للاحتلال.

كما دعت حركة الجهاد الإسلامي الفلسطينيين إلى المرابطة في ساحات المسجد الأقصى والنفير العام في المناطق الفلسطينية كافة وداخل الخط الأخضر من أجل مواجهة تصعيد خطير يمس أقدس المقدسات وعدوان يستهدف العرب والمسلمين.

وأكدت الجهاد الإسلامي سعي حكومة الاحتلال لتنفيذ مخططات الاستيطان والتهويد وفرض سيطرتها على القدس وتنفيذ مزيد من الجرائم والتطهير العرقي بحقّ المقدسيين.

من جهتها، دعت حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) الشعب الفلسطيني للتصدي للمسيرة، وقالت في بيان إن "مدينة القدس خط أحمر، وإن للشعب الفلسطيني إرادة صلبة، وإصرارا على مقاومة الاحتلال وإفشال مخططاته الاستعمارية".

وأضافت "ندعو شعبنا الفلسطيني، وكوادر الحركة للتصدي لمسيرة المستوطنين في القدس، الثلاثاء، والوقوف صفا واحدا للدفاع عن المقدسات الإسلامية والمسيحية".

بدورها، قالت كتائب الشهيد أبو علي مصطفى، الجناح المسلح للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، في بيان، إن "محاولات الاستفزاز المستمرة من قبل قادة العدو وقطعان مستوطنيه، لعب بالنار، وتجاوز خطير لا يمكن السكوت عنه، لذا نحذر من استمرار ذلك والتفكير بإقامة ما تسمى مسيرة الأعلام، أو غيرها من المظاهر الاستفزازية".

وأضافت في بيانها "لن نقول سوى إن لكم في معركة سيف القدس عبرة، فاعتبروا قبل فوات الأوان"، في إشارة للمواجهة المسلحة التي جرت مؤخرا، وأطلقت فيها الفصائل المسلحة وابلا من الصواريخ على إسرائيل.

هذا وأطلقت حركات وطنية ونشطاء فلسطينيون في الداخل المحتل دعوات لشد الرحال والزحف نحو مدينة القدس والمسجد الأقصى يوم الثلاثاء للتصدي لمسيرة المستوطنين.

ودعت حركتا "أبناء البلد" و"كفاح الفلسطينيين في الداخل المحتل" إلى الزحف لمدينة القدس وخاصّة المسجد الأقصى يوم الثلاثاء بدءا من الساعة السادسة والنصف صباحاً، وذلك دفاعًا عن المقدّسات الفلسطينيّة والأحياء المقدسيّة المهدّدة بالمصادرة وطرد سكّانها.

وتحت عنوان "عالقدس رايحين" وتزامنا مع مسيرة الأعلام، فقد دعا الحراك الفحماوي الموحد للمشاركة في الجولة المقدسية من باب العمود مرورا بأزقة البلدة القديمة وصولا إلى المسجد الأقصى وإقامة الصلاة ردا على مسيرة الإعلام المزمع تنفيذها من قبل المجموعات الاستيطانية.

وحدد الحراك الساعة الثانية بعد الظهر لانطلاق الحافلات من حي الكينا باتجاه مدينة القدس ودعا الجميع إلى المشاركة في الحملة والفعالية الرافضة لمخططات الاحتلال والمستوطنين.

وكان مسؤولون وأحزاب فلسطينية قد حذروا من تبعات السماح بهذه المسيرة، محمّلين الحكومة الإسرائيلية مسؤولية تداعياتها.

وفي هذا السياق، دعت رابطة علماء المسلمين الفلسطينيين إلى النفير العام في البلدة القديمة بمدينة القدس المحتلة، وقالت الرابطة: "ندعو أهلنا في القدس والداخل الفلسطيني إلى النفير العام والتواجد في البلدة القديمة لحمايتها من العدوان السافر الذي تشكله هذه المسيرة والتصدي لها بكل قوة".

وأضافت أن مسؤولية الدفاع العملي الميداني عن القدس ومقدساتها في وجه هذه المسيرة تقع على عاتق المسلمين جميعا في أقطار الأرض ومعهم المقدسيون والفلسطينيون في الضفة وغزة وفلسطينيو الداخل وكل من يستطيع الوصول إليها.

وتابعت أن إصرار المستوطنين المتطرفين على إقامة مسيرة الكراهية والعنصرية في هذا التوقيت بالذات، يحمل أهدافا سياسية تسعى الحكومة الصهيونية لتحقيقها، خاصة فيما يتعلق بتشكيل الحكومة الجديدة للاحتلال.