العالم - سوريا
ورأى الكاتب نامان كارل توماس هابتوم في مقالة نشرها موقع “ناشيونال انترست” أن غياب السفارات الأوروبية في دمشق في وقت تتسابق فيه دول اخرى على إعادة فتح سفاراتها هناك، مسميًا دولاً مثل الامارات والكويت والبحرين.
الكاتب الذي يتولى منصب نائب رئيس منتدى الشرق الأوسط وشمال افريقيا في جامعة “كامبريدج”، ذكر أن العديد من الأطراف الأوروبية ترغب في إعادة إقامة العلاقات الدبلوماسية مع سوريا، لافتا إلى تعيين اليونان موفدًا خاصًا لملف سوريا في شهر أيار/مايو عام ٢٠٢٠، وقيام قبرص باستئجار عقار من أجل تحويله إلى سفارة جديدة لها في دمشق”.
كما قال إن جمهورية التشيك لم تقم بسحب سفيرها من سوريا طوال الازمة، فيما ألمحت دول مثل المجر وبولندا والنمسا وإيطاليا إلى انها راغبة في تبني سياسة جديدة دون ان تعيد تطبيع العلاقات بالكامل مع سوريا.
وشدد الكاتب على ضرورة إقامة علاقات دبلوماسية مع دمشق، إذا ما ارادت الأسرة الدولية معالجة التحديات الكبرى التي تواجهها منطقة شرق المتوسط، مضيفًا أن وجود السفراء على الأرض يمكن ان يشكل فارقا كبيرا في ملفات عدة، مثل عودة اللاجئين وحملات التلقيح وضمان استقرار لبنان ومحاربة الإرهاب.
في المقابل، قال هابتوم إن الغياب الأوروبي في دمشق أدى إلى تقليص النفوذ والمعلومات الاستخباراتية وصولا إلى التهميش، مؤكدا أن إعادة فتح السفارات يجب ان لا يكون هدفًا بحد ذاته، بل خطوة أولى نحو المساهمة في انماء سوريا بعد الازمة، وأشار إلى أن ذلك يعد في غاية الأهمية ليس فقط للمواطنين السوريين المتضررين بل ايضاً للشرق الأوسط وأوروبا.
وتابع الكاتب أن سوريا قد تشكل ساحة اختبار هامة لنوع جديد من إعادة الاعمار، موضحًا ان أي دولة لا تستطيع وحدها تحمل تكلفة هذه المهمة، وبالتالي فإن سوريا تشكل فرصة للمسعى الدولي الذي قد يجمع مختلف الدول التي دعمت الجماعات.
وشدد الكاتب على أن الحكومات الأوروبية ستضطر إلى مواجهة انتقادات من واشنطن إذا ما قامت بإعادة فتح سفاراتها في دمشق، مشيرا إلى أن تحمل الانتقادات لبضعة أيام هو أفضل من تكرار الفشل الدموي.