المفتي قبلان: نعم لحكومة تضحيات وطنية لإنقاذ وطن يتناهشه الإفلاس

المفتي قبلان: نعم لحكومة تضحيات وطنية لإنقاذ وطن يتناهشه الإفلاس
الجمعة ٣٠ يوليو ٢٠٢١ - ١١:٢١ بتوقيت غرينتش

قال المفتي الجعفري الشيخ احمد قبلان ان المطلوب حكومة تضحيات وطنية لإنقاذ وطن يتناهشه الإفلاس

العالم_لبنان

اعتبر الشيخ أحمد قبلان أن "مكمن أزماتنا في هذا البلد، ومصدر مصائبنا، أن العام اختلط بالخاص، والسلطة بالعائلة، والصفقات بالتلزيمات، الأمر الذي جعل هذا البلد مزرعة تجار وسماسرة على قاعدة "هذا لي وهذا لك"، لينكشف لبنان عن أسوأ كارثة مالية معيشية، وسط مديونية وفقر وإفلاس وسقوط عامودي، رتّب لبنان بين أكبر ثلاث أزمات عالمية منذ القرن التاسع عشر، والآن البلد مكشوف، والانفجار بين الفينة والفينة".

وشدّد سماحته في خطبة الجمعة التي ألقاها مسجد الإمام الحسين(ع) في برج البراجنة، أن "المطلوب حكومة تضحيات وطنية لإنقاذ وطن يتناهشه الإفلاس، ويتكالب عليه الاحتكار والدولار والجوع والتضخم والبطالة والجريمة والفلتان. وبصراحة أكثر، المطلوب من الجميع أن يتنازلوا لمصلحة البلد المهدد بوجوده ولقمة عيش أبنائه وقدرتهم على الصمود"... مشيراً أنه "لحفظ البلد والحؤول دون سقوطه وارتطامه، يجب وقف الفساد ومحاسبة الفاسدين وحماية المواد الغذائية والنفطية والدوائية من حيتان الاحتكار ولعبة الأسعار، لأن بقية الاقتصاد والأمن المعيشي يؤشران إلى الانفجار القريب، الذي لا يوقفه إلا قيام حكومة بأسرع وقت، حكومة قادرة، كفوءة، تعمل على نزع الألغام والعوائق من أمام عودة الدولة ومؤسساتها بالحد الأدنى. فالوقت كحد السيف، والإنقاذ يبدأ من خبز الفقراء، لا خبز الوزراء، والإصلاح يبدأ من أولويات الأكواخ، لا أولويات ال10% من ذوي السلطة وأصحاب المال".

ولفت إلى أن "الخروج مما يشهده البلد ويعشيه اللبنانيون صعب جداً، ولكنه غير مستحيل إذا ما توفّرت الإرادة، وعادت العقول إلى الرؤوس، واعترف الجميع بأن كل ما نحن فيه ما كان ليحصل لولا فساد وفشل هذه الطبقة السياسية وسوء إدارتها وقلّة درايتها. صحيح أن مشكلة البلد معقدة ومتشعبة، بسبب تعدد الولاءات، وتشابك الداخل بالخارج، ولكن هذا لا يعفي هذه الطبقة السياسية من مسؤولياتها، ولا يبرّئها من جريمة تدمير الوطن وقتل ناسه، فالكل مشارك والكل متهم، حتى تثبت براءته، فلا يزايدنّ أحد على أحد، فالكل مسؤول وإن بنسب مختلفة، والكل عليه واجب التكفير عما ارتكب، أقله بتقديم كل التسهيلات وإزاحة كل العراقيل من أمام ولادة الحكومة، بعيداً عن كل السفارات والشروطات التي لم يعد لها أي معنى بعد هذا الذل الكبير الذي يعيشه المواطن يومياً، وعلى كل المستويات، النفسية والصحية والمعيشية، هذا ذلّ ليس من بعده ذل، وإهانة ليس للمواطن فحسب، بل هو ذلّ ومهانة لهذه الطبقة ولهذه السلطة التي فقدت كل إحساس بالمسؤولية ولا تزال تحاضر بالعفة، وتدّعي الحرص على حقوق هذه الطائفة وصلاحيات هذا الرئيس".