هل ستدخل الولايات المتحدة من شباك افغانستان بعد خروجها من بابها؟

هل ستدخل الولايات المتحدة من شباك افغانستان بعد خروجها من بابها؟
الثلاثاء ٣١ أغسطس ٢٠٢١ - ١٠:٢٠ بتوقيت غرينتش

بعد اقلاع آخر طائرة عسكرية اميركية من مطار كابول تحمل الدبلوماسيين والجنود الأميركيين بدأ مقاتلو طالبان يطلقون النار في الهواء احتفالا بانسحاب القوات الأميركية. أما في واشنطن فقد شن أعضاء في الحزب الجمهوري هجوما عنيفا على الرئيس جو بايدن، معتبرين ما حصل في افغانستان إذلالا للولايات المتحدة.

العالم - ما رأيكم

وقبل 48 ساعة على انتهاء مهلة الخروج الاميركي من افغانستان تعرض محيط مطار كابل الواقع تحت سيطرة الجيش الاميركي لهجوم صاروخي، ما يعمق جراح ادارة بايدن التي نزفت عبر جنودها الذين قتلوا بالعملية الانتحارية قبل أيام.

محللون سياسيون أكدوا أن وجود القوات الاميركية في افغانستان لم يؤثر بسياسة افغانستان ولا بالقتال فيها ولم يترك اثرا ايجابيا في البلاد، كما ان الحضور الاميركي في افغانستان وخاصة في مطار كابل هو خطر شديد وقد يحدث بسببه عمليات انتحارية وتفجيرات، وخروج الجيش الاميركي وخروج المتعاقدين معه من الافغان يمنع خطر الهجمات الانتحارية في منطقة المطار وغيرها من مدن افغانستان.

ويرى مراقبون للاوضاع في افغانستان أن جماعة داعش الارهابية متوافقة مع اميركا وتعمل بأمرها، وان اميركا كانت تبرر وجودها بأنها تريد قتال داعش، ولكن داعش متوافقة مع اميركا، والعملية الانتحارية في مطار كابل سبقتها تحذيرات من قبل السفارة الاميركية في افغانستان من هجمات كهذه، وهذا يعني ان هذه العملية مقررة مسبقا ومتفق عليها.

من جهتهم اعتبر خبراء ان ما حصل للولايات المتحدة الاميركية في افغانستان هو امر اكبر بكثير من مجرد اخطاء بسيطة، بل انه فضيحة كبيرة بالنسبة لدولة عظمى، كما اعتبر ان تصرف اميركا كان غير اخلاقيا مع حلفائها ومن تعاون معها.

فمن المفاجئ ان يكون لجيش بحجم الجيش الاميركي وخبرة احتلال في افغانستان على الاقل 20 سنة وخبرة احتلال في دول اخرى كثيرة كفيتنام والعراق ومناطق اخرى، ان يعيش هذا الجيش حالة من التخبط وعدم التنظيم في اخراج قواته من افغانستان وهو يعلم انه سيخرج منها قبل اشهر، وكيف يمكن ان يحصل هذا الامر والتدافع والارتباك، فهذه الامور تحصل مع دول ضعيفة ومفككة وجيوش لا تعرف كيف تتصرف، وهذا هو المشهد الاميركي في الانسحاب، هذا فعلا امر غريب ومحير، الى هذه الدرجة يحصل هذا الارتباك في التعامل مع عملية دقيقة وحساسة وامنية ولها علاقة بصورة الولايات المتحدة ونفوذها، كل هذا انهار وتراجع.

ورأى هؤلاء أن هناك صورة قاتمة للولايات المتحدة الاميركية عبرت عنها الاصوات من داخلها من الديمقراطيين والجمهوريين والكونغرس والاعلام والصحافة ودعوات لاقالة بايدن لان القرار كان كارثيا على الولايات المتحدة، يؤشر بشكل قوي الى هذا التراجع والهبوط في مسار النفوذ الدولي للولايات المتحدة لان التراجع له مؤشرات ومحطات تدل عليه، والمشهد في المطار كان تكثيف لهذه المؤشرات، فهم لم يستطيعوا ان يحموا العملاء الذين تعاونوا معهم ولم يستطيعوا ان يحموا جنودهم.

واشار الخبراء الى ان الفشل الكبير فيما حصل ايضا هو تصريح الرئيس الاميركي بأنه تم انجاز المهمة في افغانستان وان اميركا ذهبت الى هناك لمحاربة الارهاب فقط ولم تذهب لتبني دولة او بناء الديمقراطية، لكن بايدن لم ينه كلامه حتى ردت داعش بعملية اثبتت ان كل ما حصل لم يؤد الى اي نتيجة، اذن 20 عاما من الاحتلال فشل كامل وطريقة خروج مذلة ومهينة للولايات المتحدة الاميركية.

واعتبر المحللون ان ما حصل في افغانستان اكبر بكثير من مجرد اخطاء بسيطة، وان هناك تعامل غير اخلاقي مع الذين تعاونوا مع الجيش الاميركي طوال 20 عاما، كما ان الاميركيين لم يبلغوا حلفائهم، وبدا ذلك من خلال انزعاج الالمان والفرنسيين من التصرف الاميركي المنفرد.

لكن هناك من يدافع عن قرار ادارة بايدن بالقول إن الخروج الاميركي من افغانستان هو مطلب شعبي امريكي، وهذه المطالبات ليست في فترة بايدن فقط بل ان هناك اتفاق ابرم في عهد ترامب الذي جلس مع قادة طالبان في سابقة تاريخية وتم التنسيق مع هذه الجماعة بناء على الضغوط الداخلية الاميركية، وان ما حدث من مشاكل هي اخطاء طبيعية تحدث في أي عملية معقدة وانه يجب الاشارة الى انه تم اخراج اكثر من 100 الف شخص خلال ايام وهذه عملية كبيرة، وان مسألة 20 عاما لا يمكن ان تنتهي بيوم وليلة، بحسب رأيهم.

فما رأيكم؟

  • هل سينتهي مأزق الولايات المتحدة بإخراج قواتها من افغانستان؟
  • هل ستنتهي تدخلات الولايات المتحدة في افغانستان ام انها خرجت من الباب وستدخل من الشباك؟
  • هل هناك تنسيق بين داعش والولايات المتحدة؟
  • الى اي مدى هو التنسيق بين جماعة طالبان والادارة الاميركية؟