لبنان يشهد أسوء هجرة في تاريخه

لبنان يشهد أسوء هجرة في تاريخه
الأربعاء ٠٨ سبتمبر ٢٠٢١ - ٠٢:٢٧ بتوقيت غرينتش

تدفع الأزمة السياسية والإقتصادية التي تعصف بلبنانَ كثيراً من اللبنانيينَ للمغادرةِ الى الخارج والبحث عن فرص عمل واستقرار.

العالم - كشكول

الهجرة العبثية المحفوفة بالمخاطر والمرتكزة على العنصر البشري الشاب والمؤهل علميا ومهنيا قد يكون أخطر من الحرب الأهلية التي خلف في كل أسرة لبنانية كابوس.

واقع لبنان وازماته، جعل أكثرية اللبنانيين يرغبون في الخروج منه وفق ما يقول بعض مراكز الدراسات. فالبحث عن اي فرصة متاحة في أي مكان، بات الشغل الشاغل لكل مواطن لبناني بسبب الحصار المفروض على وطنهم، وصار حزم الحقائب جزءاً من حياة اللبناني حتى لا يفوته قطار المغادرة إن أتى.

الرغبة هذه دفعت بالآلاف نحو السعي للحصول على جوازات السفر، حيث فاق عدد الطلبات المقدمة في مراكز الامن العام الاثنين والثلاثين الفاً في حين لم تتجاوز السبعة عشر الفاً في السنوات الماضية، يضاف إلى ذلك تكديس الطلبات في السفارات للحصول على تاشيرات هجرة أو عمل أو تعليم أو حتى زيارة.

وفيما يخسر لبنان ابناءه وكفاءاته، فان دولا تتعامل معهم احيانا كصيد ثمين يجب ان لا يفلت من يدها، ولهذا فانها تفتح مجالات منح الإقامة واحيانا الجنسية لمن يستثمر فيها ويتملك العقارات.

ومن بين الدول التي رحبت باللبنانيين المهاجرين من بلادهم، هي دول الخليج الفارسي وتركيا واليونان وقبرص التي تعدل قوانينها لجذب رجال الاعمال والشركات اللبنانية اليها.

لم تكن الهجرة يوماً حكراً على الفئات غير الميسورة، واليوم لم يتغير الأمر، وبكل الحالات فان الامر يزيد لبنان استنزافا بشرياً ومادياً.

يقول محللون سياسيون ان الدول الغربية تبذل جهدا لزعزعة أمن وإستقرار لبنان وتحاصر اقتصاده وفي نفس الوقت قررت تسهيل استقبال الشباب اللبنانيين بشكل علني وسط ذرف دموع التماسيح على معاناة بلدهم اللاانسانية !

في المقابل، يتسائل بعض اللبنانيين، ترى هل استفاقت ضمائر مسؤولي الدول الغربية فجأة؟ أم أنها شعرت باقتراب تشكيل الحكومة برئاسة نجيب ميقاتي وحل أزمة الوقود على يد إيران وبدأت بسيناريو جديد لا يحمد عقباه.

يضيف اللبنانيون ان الغرب هو من حاصر البلد ودمرها والآن يفرغها من شبابها ونخبها وبذلك يضربون عصفورين بحجر.