شاهد.. اتفاق "أوكوس" يجبر فرنسا على إجراء مراجعة حول وضع أوروبا العسكري

الثلاثاء ٢٨ سبتمبر ٢٠٢١ - ٠٥:٣٣ بتوقيت غرينتش

دعا الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الاوروبيين الى اظهار احترامهم لانفسهم والتخلي عن السذاجة وايصال رسالة للعالم بانهم قادرون على الدفاع عن انفسهم. ياتي ذلك في اطار الرد على اتفاق اوكوس الذي نتج عنه انسحاب استراليا من صفقة لشراء غواصات فرنسية بقيمة تسعين مليار دولار، فيما يعتبر المراقبون ان دعوة ماكرون لاستراتيجية اوروبية دفاعية لا تستطيع التخلص من الاطار الاميركي

العالم - أوروبا


لم يجد الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون في نظيره الأميركي جو بايدن ضالته التي فقدها في عهد دونالد ترامب. فعلى ما يبدو لم تتغير النظرة الاميركية للحليف الفرنسي والتي لا تخلو من استعلاء ظهر جليا في الطعنة بالظهر التي وجهتها واشنطن لباريس من خلال اتفاق اوكوس.

وللرد على الطعنة الاميركية، سارع ماكرون الى اعلان صفقة لبيع غواصات الى اليونان بقيمة تقترب من اربعة مليارات دولار. فيما حرص على توجيه رسائل الى الحلفاء اللدودين لاسيما واشنطن من خلال حديثه مجددا عن استراتيجية دفاعية اوروبية تظهر الاوروبيين بأنهم يحترمون انفسهم بحسب ماكرون، الذي دعا حلفاءه في الاتحاد الاوروبي الى التخلي عن السذاجة.

وقال ماكرون:يجب على الأوروبيين أن يتوقفوا عن كونهم ساذجين. عندما نتعرض لضغوط من القوى التي في بعض الأحيان تتشدد في موقفها، فإننا نحتاج إلى الرد وإظهار أننا أيضا لدينا القوة والقدرة على الدفاع عن أنفسنا. لا يجب أن نستسلم للتصعيد، الأمر ببساطة يتعلق باحترام أنفسنا".


وعلى الرغم من حديث ماكرون عن علاقات متينة مع الاميركيين والاستراليين، الا ان كلامه حول شروط اعادة الالتزام مع وشنطن، يشير الى امتعاض وانزاعج كبيرين لدى باريس، خاصة وان اتفاق اوكوس كبدها خسارة صفقة الغواصات التي كانت مقررة لاستراليا بقيمة تسعين مليار دولار، ما دفعها الى استدعاء سفيريها لدى واشنطن وكانبره.


ومع ان الاتفاق المتعلق بالتعاون الدفاعي بين بريطانيا والولايات المتحدة واستراليا، يبدو موجها أكثر ضد الصين خاصة فيما يتعلق بمساعدة استراليا لنشر غواصات تعمل بالطاقة النووية في منطقة الباسيفيك، الا ان فرنسا وجدت فيه تخليا عن اوروبا ما يستدعي تفعيل الرؤية الهادفة لانشاء قوة عسكرية اوروبية مستقلة تسمح باتخاذ خطوات احادية للدفاع عن مصالح اوروبا كما يعتبر ماكرون.


لكن الرؤية الفرنسية لاوروبا مستقلة عسكريا ودفاعيا قد لا تتخطى حدود الكلام، خاصة اذا ما سارت باتجاه تقارب مع الصين او روسيا، اضافة الى ان حلف الناتو سيكون لاعبا اساسيا في اي مواجهة باردة بين فرنسا والولايات المتحدة بحيث لن يستطيع ماكرون تحديد مسار خطوته التالية بعيدا عن الاتجاه الذي يحدده الناتو ومن خلفه واشنطن

كلمات دليلية :