قمة أردوغان-بوتين.. اتفاق جديد حول إدلب أم لقاء مرتقب بين الأسد وأردوغان؟

قمة أردوغان-بوتين.. اتفاق جديد حول إدلب أم لقاء مرتقب بين الأسد وأردوغان؟
الخميس ٣٠ سبتمبر ٢٠٢١ - ٠٦:١٩ بتوقيت غرينتش

زادت التكهنات حول القمة التي جرت بين الرئيسين التركي والروسي في سوتشي حول ما اتفق عليه الزعيمان خاصة وان القمة جرت خلف أبواب مغلقة ولم تشمل حضور أي مسؤولين اضافيين من الطرفين رغم ان رئيس المخابرات التركية هاكان فيدان كان ضمن الوفد المرافق للرئيس اردوغان، لكن ما هو مؤكد ان سوريا وعلى الأخص إدلب كانت على طاولة المباحثات بين الطرفين.

العالم - كشكول

نوقن تماما ان العلاقات بين تركيا وروسيا هي أعقد بكثير من ملف إدلب، الذي يحمل تعقيداته الخاصة بدوره، وندرك ان الطرفين اي روسيا وتركيا لديهم قائمة من الملفات التي تشمل مساومات متشابكة احيانا ومنفصلة أحيانا أخرى، اضافة الى مصالح مشتركة أحيانا ومتباعدة أحيانا اخرى تتذبذب بتذبذب العلاقات التركية مع أوروبا وامريكا من جهة والعداوة الغربية لروسيا من جهة أخرى، لكننا هنا سنحاول فصل موضوع إدلب وسنناقش حول ما ستؤول إليه الأوضاع في إدلب تحت عنوان "أضعف الايمان"، آخذين بعين الاعتبار عدة أحداث مهمة.

بداية نشير الى قمة الرئيسين بوتين – الاسد التي جرت مؤخرا وسبقت قمة بوتين – اردوغان والتي حملت في طياتها تأكيدا محكما حول الاستياء من الوضع في إدلب وضرورة خروج القوات الاجنبية (في إشارة الى القوات الامريكية والتركية) من سوريا وإشارة بوتين المباشرة لهذا الامر الذي يقف عائقا أمام نجاح الدولة السورية في إدارة اقتصاد البلاد.

ثانيا: التصريحات الروسية التي سبقت قمة بوتين – اردوغان حيث أكد المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف أن استمرار الوجود الإرهابي في منطقة إدلب وشمال غرب سوريا “أمر خطير وغير مقبول” ويؤثر على تقدم الحل السياسي في البلاد، أضف الى ذلك تصاعد الضربات الجوية المشتركة الروسية السورية على الجماعات المسلحة في إدلب وهو دليل على ان الاجتماع بين بوتين واردوغان شمل طلبا تركيا بتخفيف هذه الضربات وبالتالي ستطلب روسيا تنفيذ اتفاقات سوتشي 2018 حول طريق حلب اللاذقية الدولي.

ثالثا: تسير أغلب التكهنات الى خروج أمريكي قريب من سوريا ونشهد تسريبات صحفية يومية عن توافق محتمل بين الدولة السورية والاكراد بأصناف تنظيماتهم ونقاشا حول إدارة ذاتية في المناطق التي تسيطر عليها قسد، وهذا لابد ان يكون من أهم المهمات لتركيا وإلا ستدخل في حرب ضارية تُخرج الامور عن سيطرتها في تلك المناطق المجاورة لنقاطها العسكرية وجماعاتها المسلحة، وهنا من الافضل لتركيا ان تحصل على توافقات مع الدولة السورية بوساطة روسية حول هذا الموضوع على الاقل.

رابعا: الانباء التي سربتها الصحافة التركية عن طلب رئيس المخابرات التركية فيدان هاكان لقاء الرئيس الاسد ورفض الاخير، واللقاء الذي قد يحصل بين هاكان ونظيره السوري "علي مملوك" في الاردن، وهو ما اذا ثبتت صحته فإنه تأكيد على هواجس انقرة حول الانسحاب الامريكي المحتمل والمصالحة الكردية مع الدولة السورية المحتملة أيضا.

خامسا: غيرت تركيا مؤخرا خارطة التحالفات وفضلت حتى إغلاق مكاتب الاخوان المسلمين في البلاد لإعادة العلاقات مع الدول الخليجية "السعودية والامارات" في مقدمتها، وإعادة العلاقات مع مصر، ومن غير المستبعد ان تتدحرج هذه السياسة على الوضع مع سوريا مقابل امور أخرى.

سادسا: ما يخمنه المحللون ان لقاء الرئيس الاسد مع الرئيس أردوغان يتطلب انسحابا تركيا كاملا من إدلب وشمال سوريا، وهذا يتطلب بدوره خطة لتسليم المسلحين في إدلب لأسلحتهم الثقيلة والخفيفة، وإخلاء إدلب من الجماعات الارهابية وتسوية أوضاع المسلحين كما حدث في مناطق مشابهة كدرعا واقرار مصالحة وطنية شاملة، وتركيا الى الآن لا تلعب دورا ايجابيا في هذا المنحى، مع العلم ان رفع تركيا يدها عن حماية ودعم المسلحين في ادلب وشمال سوريا هو نصف الحل في هذه المناطق.

ومن هنا اذا عدنا الى اقل ما هو مطلوب في إدلب "كبداية" فهو إعادة فتح طريق حلب اللاذقية ووقف اعتداءات المسلحين على مناطق سيطرة الدولة السورية، وانسحابهم الى النقاط المتفق عليها في سوتشي سابقا، والانخراط في عملية سياسية بدل سياسة القتل والتدمير التي تتبعها جميع الجماعات المسلحة في شمال سوريا "سواء المرتبطة بالقاعدة منها او المرتبطة بتركيا".

ما هو مؤكد ان سوريا قيادة وشعبا تامل بعودة إدلب الى حضن الوطن وانهاء القتال ووضع ابناء الوطن الواحد أيديهم بأيدي بعض لبدء مرحلة البناء، وان كان لدى البعض مطالب فليدخل الى العملية السياسية بدل القتل والتدمير.