من قبرص الى أفريقيا.. الموساد والإنتصارات الدونكيشوتية  

من قبرص الى أفريقيا.. الموساد والإنتصارات الدونكيشوتية  
الإثنين ٠٨ نوفمبر ٢٠٢١ - ٠٤:٤٩ بتوقيت غرينتش

"ان الموساد احبط هجمات إستهدفت سياحا ورجال اعمال اسرائيليين في تنزانيا وغانا والسنغال، نفذها فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني دون جدوى"، هذا الخبر ذكرته الصحافة و وسائل اعلام في الكيان الاسرائيلي يوم امس الاحد، ومنها صحيفة "تايمز أوف إسرائيل"، و"القناة 12" الخاصة، اللتان اضافتا، ان منفذي هذه المحاولات تلقوا تدريبات في لبنان وجُندوا من قبل فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني".

العالم يقال ان

يمكن ان نتفهم "ضرورة" ذكر اسم ايران وحزب الله في كل تصريح او تلميح "إسرائيلي"، كما في هذا الخبر، فهذه "الضرورة" املتها قوة محور المقاومة الذي اسقط خرافة "الجيش الذي لا يقهر" والى الابد، حتى بات يحسب الف حساب قبل الدخول في اي معركة مع هذا المحور، بينما كان قبل اربعة عقود يصول ويجول في المنطقة دون رادع او مانع، فكان هو من يطلق الطلقة الاولى والاخيرة في كل معركة.

كما نتفهم ان يبحث هذا الكيان المأزوم والمهزوم، كم في هذا الخبر عن انتصارات وهمية تعوضه عن هزائمه امام محور المقاومة والتي كان اخرها هزيمته في معركة "سيف االقدس" مع غزة المحاصرة، التي بدأت وانهت المعركة بقرار منها ، بعد أن إستجدى الجيش الذي كان يوما لايقهر، وقف اطلاق النار بعد توسله الى مصر.

اخيرا نتفهم محاولات هذا الكيان، الاساءة الى محور المقاومة ولاسيما ايران وحزب الله، عبر عملية إسقاط واضحة، حيث يحاول اتهام محور المقاومة بجرائم، باتت تمثل عنوانا لهذا الكيان كاللجوء لقتل الناس العزل والنساء والاطفال ووصف هذه الجرائم بالانتصارات.

ولكن الشيء الذي لا نفهمه ولا ندركه في هذا الخبر الملفق والمفبرك، ماذا تجني ايران وحزب الله، سياسيا، من قتل اناس عاديين كالسياح والتجار؟، ولماذا يقوم فيلق القدس وحزب الله بكل هذه التريبات من اجل اغتيال اناس عاديين، يمكن النيل منهم بسهولة دون ان تكون هناك ضرورة لتدريب وما الى ذلك؟ لماذا تورط ايران نفسها في اعمال لا نتائج لها سوى الاساءة الى سمعتها في العالم، مثل قتل سياح وتجار؟.

هذا الخبر السخيف يذكرنا بخبر أسخف منه، طبلت له "اسرائيل" قبل فترة بشكل لافت، حتى ان رئيس وزرائها نفتالي بينيت، تدخل شخصيا في عملية التطبيل لهذا الخبر، عندما اعلن مكتبه ان "اسرائيل احبطت محاولة لاغتيال الملياردير "الإسرائيلي"، تيدي ساغي، في قبرص، تقف وراءها ايران". ولكن لم تمر سوى ساعات وليس ايام، حتى كشفت تقارير، منها تقارير "اسرائيلية"، ان ساغي المعروف بـ"رجل القمار"،" ، تعرض قبل شهر لمحاولة تصفيته، على خلفية ديونه لشركائه التجاريين في روسيا.

المعروف ان ساغي هو مؤسس شركتي المقامرات في الإنترنت "بلايتيك" و"سيف تشارج"، وله شركاء تجاريين من روسيا الذين يعملون في هذا المجال. ونشأ نزاع بين الجانبين، في السنتين الأخيرتين، في أعقاب اتهام رجال الأعمال الروس لساغي بأنه مدين لهم بمبالغ مالية كبيرة.

وذكرت مصادر مقربة من جهاز إنفاذ القانون في روسيا أن شركاء ساغي الروس "باعوا" ديون ساغي إلى المافيا الروسية. وخلال الأشهر الأخيرة حاول ساغي، الذي قضى عقوبة سجن بعد إدانته بمخالفات رشوة واحتيال قبل 25 عاما، التوصل لتسوية مع المافيا الروسية، دون أن ينجح بذلك، ويرجح أن ذلك أدى إلى محاولة تصفيته.

وسائل إعلام قبرصية ذكرت ان الشرطة القبرصية اعتقلت مواطنا روسيا ينحدر من جمهورية اذربيجان، عُثر بحوزته على مسدس وكاتم صوت. واشتبهت أجهزة الأمن القبرصية بداية بأن هذا الشخص يعمل لصالح ايران، وأنه يعتزم استهداف إسرائيليين، لكن الحقيقة انكشفت لاحقا بأن هذا الشخص الذي كان يحمل جواز سفر روسي، ليس سوى قاتل مأجور حاول تصفية ساغي، وبذلك تكشفت "انتصارات" الموساد في قبرص، ولاحقا في افريقيا، بانها ليست سوى انتصارات دونكيشوتية.