'تسوفكرا-1' .. قرية يسير كل سكانها على الحبال

'تسوفكرا-1' .. قرية يسير كل سكانها على الحبال
الأحد ١٤ نوفمبر ٢٠٢١ - ١١:٢٣ بتوقيت غرينتش

«السير على حبل مشدود» إحدى العروض الخطيرة التي يتم تقديمها في السيرك، ففي لحظة الإعلان عن بدء العرض تبدأ العيون في الغلق والقلوب تزداد حدة ضرباتها ومع موسيقى ذات تأثير تشعرك بالخطر الدائم.

العالم - منوعات

وكأن الشخص الذي يسير على الحبل المشدود وعلى هذا الارتفاع الكبير قد يتعرض للسقوط في أي لحظة، ومع كل هذا الخوف والقلق إلا أنه دائما ما يكون هناك وسائل للحماية حتى إذا تعرض للسقوط سيجد ما يمنع ذلك سواء عن طريق الحبل المربوط به أو حتى وجود ما يمنع اصطدامه بالأرض.

ولكن تخيل أن يتحول هذا العرض إلى روتين يومي وأسلوب أساسي لتنقل البشر ودون أي وسائل للحماية وعلى ارتفاعات اعلى بكثير.. قد يكون الأمر صعبا فمن يمكنه أن يكون وسيلة تنقله من قرية الى أخرى سيرا على الحبال المشدودة ولكن هذا هو واقع قرية «تسوفكرا- 1» حيث يكون كل شخص قادر جسديا وفي أي عمر مؤهل للسير على الحبال المشدودة.

تشتهر قرية «تسوفكرا-1» إحدى قرى جمهورية «داغستان» الواقعة في جنوب روسيا على هضاب ومرتفعات جبال القوقاز الكبرى بأنه المكان الوحيد في العالم الذي يستطيع جميع سكانه السير على الحبال المشدودة، فهو تقليد متبع منذ أكثر من قرن حيث يتم تعليم كل أبناء وأطفال القرية من الرجال والنساء كيفية السير على الحبال باعتبارها وسيلة للتنقل السريع ووظيفة للعمل في السيرك الروسي.

وشهدت القرية سنواتها الذهبية في السنوات التالية للحرب العالمية الثانية حيث شهد السيرك في الاتحاد السوفييتي تطورا كبيرا وزادت شعبيته وشهرته مما دفع سكان القرية بالتمسك تعليم أبنائهم لها، وعلى الرغم من أن القرية تعاني حاليا من انخفاض كبير في تعداد سكانها والذي بلغ 400 نسمة بعدما كان أكثر من 3 آلاف نسمة، وذلك بسبب هجرة الشباب للعيش في المراكز الحضرية والبحث عن وظائف أخرى إلا أن جميع الأطفال يتعلمون السير على الحبال المشدودة، وواظب الكبار على ممارستها في جميع أحوال الطقس التي تعيشها المنطقة.

ومع مرور أكثر من 100 عام على تعلم سكان «تسوفكرا-1» السير على الحبل ارتبطت الكثير من الأساطير حول سبب ارتباط القرية بهذا النشاط لتجد روايات متعددة بداية بالرواية الأكثر رومانسية وهي أن رجال القرية تعلموا هذا الفن المليء بالمخاطر كطريقة تواصل سريعة ومختصرة للوصول إلى من يحبون في القرى المجاورة، وفي رواية أخرى واقعية ترى أن هذا الفن هو مجرد وسيلة فعالة لعبور الأنهار والصدوع عندما تنهار الجسور للوصول إلى القرى المجاورة بين الجبال، فيما يرى آخرون أنها إحدى طرق كسب المال، وخاصة أن طبيعة أرض القرية لا يمكن الزراعة فيها.

وعلى الرغم من أنها لم تعد وسيلة لكسب المال إلا أن سكان القرية مازالوا يحافظون على انتقال هذا الفن إلى أبنائهم حتى لا يختفي مع استمرار ممارستهم له كهواية.