احتجاجات في تركيا إثر تدهور الليرة .. ودعوات لإجراء انتخابات مبكرة + فيديو

الأربعاء ٢٤ نوفمبر ٢٠٢١ - ٠٣:٣٩ بتوقيت غرينتش

خرجت مساء امس احتجاجات في  العاصمة التركية أنقرة ومدينة إسطنبول، احتجاجاً على تدهور الليرة التي انخفضت لمستوى قياسي وغير مسبوق، بعدما فقدت أكثر من 65% من قيمتها منذ بداية العام أمام الدولار الأميركي، فيما دعا سياسيون بارزون لإجراء انتخابات مبكرة، متهمين الحكومة بـ"التمسك بالسلطة، مقابل إفلاس الدولة".

العالم - تركيا

وبحسب وسائل إعلام تركية، خرج مئات المواطنين إلى الشوارع للتظاهر في قضاء "جنقايا" بالعاصمة، مرددين شعار "ليستقيل حزب العدالة والتنمية" الحاكم، و"لترحل الحكومة الحالية"، مطالبين بإجراء انتخابات مبكرة في أسرع وقت ممكن.

وفي إسطنبول، تظاهر العديد من الأتراك في منطقة شيشلي بالطرف الأوروبي من المدينة، لتتوسع رقعة الاحتجاج إلى منطقة قاضي كوي الواقعة في الشطر الآسيوي من المدينة.

وحمل المتظاهرون لافتات مكتوب عليها "ستحاسبون، لتستقيل الحكومة الحالية، لقد أفلستم البلاد"، و"حكمتم علينا بالجوع والفقر".

وبحسب موقع "دوفيز" التركي لتداول العملات، هبطت الليرة في تداولات صباح الثلاثاء، لأكثر من 12 ليرة مقابل الدولار.

وأدى تدهور قيمة الليرة إلى ارتفاع طال أسعار معظم البضائع والمنتجات والسلع الغذائية الأساسية، كالخبز والسكر والزيت، فضلاً عن زيادات في الإيجارات، تراوحت في المدن الكبرى، كإسطنبول وإزمير وأنقرة، من 30٪ إلى 100٪ وأحياناً بلغت 200 ٪، تبعاً لاختلاف المنطقة، وذلك بحسب مختصين في مجال العقارات.

كما ارتفعت تكاليف خدمات الماء والكهرباء والغاز الطبيعي، فلم تثقل كاهل المواطن التركي فحسب، بل ألقت بظلالها أيضاً على التجار والمنتجين.

تركيا

خفض الفائدة

بلغت نسبة ما فقدته الليرة التركية من قيمتها أكثر من 60% منذ بداية العام، بتراجع بلغ 17% منذ بداية الأسبوع الماضي فقط، وذلك عقب قرار البنك المركزي التركي، الخميس الماضي، خفض سعر الفائدة 100 نقطة أساس على عمليات إعادة الشراء، فيما بلغ معدل التضخم نحو 20% أكتوبر الماضي، على أساس سنوي، وهو معدل لم يسجل منذ 2019، وفق إحصاءات رسمية.

وجاء قرار المركزي جاء بعد تصريحات للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، شدد فيها على عدم تراجع حكومته عن تقليل نسبة سعر الفائدة، وأكد تصميمه على إزالة "آفة الفائدة" المرتفعة وفق وصفه، معتبراً أن الفائدة المرتفعة هي سبب ارتفاع معدل التضخّم.

وتعهد الرئيس أردوغان، الاثنين، عقب اجتماع للحكومة في أنقرة، أن تخرج تركيا منتصرة مما أطلق عليه "حرب الاستقلال الاقتصادي"، التي تخوضها في الفترة الحالية، على حد تعبيره، مضيفاً أنه يفضل الاستثمار والنمو على سعر الفائدة المرتفع.

تركيا

"انتخابات مبكرة"

وعقب تصريحات الرئيس أردوغان، وهبوط الليرة الحاد، تصاعدت الانتقادات وردود أفعال سياسية وشعبية واسعة، وشهدت مواقع التواصل الاجتماعي تفاعلاً كبيراً، تحت وسوم عدة، تنتقد الأوضاع الاقتصادية الراهنة.

ودعا سياسيون بارزون لإجراء انتخابات مبكرة، متهمين الحكومة بـ"التمسك بالسلطة مقابل إفلاس الدولة".

واعتبر أحمد داوود أوغلو، رئيس حزب "المستقبل" التركي المعارض، ورئيس الوزراء السابق المنشق عن حزب "العدالة والتنمية" الحاكم، أنه لا يمكن وصف محاولات أردوغان للبقاء في السلطة رغم إفلاس الدولة بحرب "الاستقلال الاقتصادية".

وأضاف داوود أوغلو في سلسلة تغريدات على تويتر، أن "كل تصريح يدلي به أردوغان يدمر من خلاله اقتصاد البلاد، ولوبي الجهل هذا أصبح مشكلة أمن قومي"، متابعاً: "تجاوزت الليرة التركية عتبة الـ12، وأنتم مازلتم تشاهدون".

واتهم داوود أوغلو الحكومة التركية بأنها السبب الرئيسي في الأزمة الاقتصادية، مطالباً بإجراء انتخابات مبكرة على الفور.

بدوره، قال رئيس حزب "الديمقراطية والتقدم" المعارض، علي باباجان، وهو وزير الاقتصاد الأسبق، والملقب بمهندس الاقتصاد التركي، في مقطع فيديو بثه الموقع الرسمي للحزب، إن تركيا "ليست مختبراً حيث يمكنكم تجربة كل ما يخطر ببالكم! إن المواطنين الأتراك ليسوا فئران تجارب... يكفي هذا.. اقتصاد البلاد ليس لعبة".

وتابع باباجان "في الوقت الحالي لا توجد حرب الاستقلال الاقتصادية في بلادنا، بل توجد ليرة تركية فقدت قيمتها، ودولة تركية فقدت مصداقيتها بسبب الإدارة السيئة".

تركيا