بعد الإعتراف بفشل سياسة الضغوط القصوى

مسؤولون أمريكيون سابقون يدعون بايدن الى "تخويف" إيران!!

مسؤولون أمريكيون سابقون يدعون بايدن الى
الإثنين ٢٠ ديسمبر ٢٠٢١ - ١١:١١ بتوقيت غرينتش

ذكر موقع "ذا إنترسبت" الامريكي، ان بيانا وقعه مسؤولون أمريكيون سابقون في المخابرات والامن القومي ووزارة الدفاع، وهم ليون بانيتا و ديفيد بترايوس وميشيل فلورنوي، دعا إدارة الرئيس الامريكي جو بايدن تهديد إيران عسكريا، لـ"تخويفها" بأن مسارها النووي الحالي من شأنه ان يؤدي إلى استخدام القوة من قبل الولايات المتحدة.

العالم كشكول

البيان الذي وقع عليه ايضا، الدبلوماسي السابق دينيس روس، والنائبة الديمقراطية السابقة جين هارمان، دعا ايضا الى اتخاذ خطوات تقود إيران الى الاعتقاد بأن "الإصرار على سلوكها الحالي ورفضها قرارا دبلوماسيا معقولا، سيعرض للخطر بنيتها التحتية النووية بالكامل".

طالب الموقعون على البيان ايضا ادارة بايدن بـ"تنظيم تدريبات عسكرية رفيعة المستوى من قبل القيادة المركزية الأمريكية، ربما بالتنسيق مع الحلفاء والشركاء، والتي تحاكي ما يمكن أن يكون على أرض الواقع، بما في ذلك التدرب على هجمات جو- أرض على أهداف محددة وتعطيل بطاريات الصواريخ الإيرانية".

المعروف ان الموقعين على البيان، هم مجموعة من اليمين الامريكي المتصهين المعروف بعدائه لايران ومحور المقاومة ومناصرته لـ"اسرائيل"، وكل واحد منهم يحمل سجلا اسود، متخما بالحروب والمؤامرت والحصارات، ضد بلدان المنطقة، بدءا بفلسطين والعراق، ومرورا بليبيا وسوريا، وانتهاء باليمن ولبنان، لذلك ليس مستغربا ان يوقعوا اليوم، على بيان يدعو الى استخدام القوة ضد ايران، لدفعها للتنازل عن حقوقها المشروعة في امتلاك برنامج نووي سلمي، والرضوخ امام العنجهية الامريكية.

اذا ما مررنا مرور الكرام من امام تهديدات "اسرائيل" التي لا تنتهي، بالهجوم على المنشآت النووية الايرانية، فهي تهديدات لا تتجاوز تأثيراتها حناجر مطلقيها، بعد ان اعترف الامريكي قبل الاسرائيلي، ان فكرة الهجوم على ايران اضحت حلما يراود الحالمين فقط، ولا امكانية لتنفيذه على ارض الوقع، نرى بانه حتى عتاة المتصهينين الذين وقعوا على البيان الذي اشرنا اليه، استخدموا عبارة "تخويف" ايران، عبر تهديدها ، فقط لزيادة الضغط على ايران، لمعرفتم ان زمن تهديد ايران، قد ولى.

اللافت ان البيان كان عبارة عن اعلان رسمي بفشل سياسة الضغوط القصوى التي مارستها امريكا ضد ايران، وكان الموقعون على البيان من اشد داعميها والمروجين لها، فهذ الفشل هو الذي دفعهم الى تحريض بايدن على "تخويف ايران عسكريا"، واللافت ايضا ان البيان فضح جماعة اليمين الامريكي المتصهين، فقد فات اصحاب ثقافة الكابوي، انه لو كان الخيار العسكري يمكن استخدامه ضد ايران، لما تأخرت امريكا ولا ذيلها "اسرائيل" لحظة واحدة في اللجوء اليه، ولما كلفت امريكا نفسها كل هذا العناء خلال الاعوام الماضية في تهديد العالم ومحاربة حتى الحلفاء المقربين منها، من اجل الالتزام بالعقوبات التي فرضتها على ايران، لدفعها الى الاستسلام والرضوخ لمطالب امريكا ومن ورائها "اسرائيل".

بيان هذه المجموعة المتطرفة والمتصهينة، كشف ايضا، عن حيرة من تحركهم الصهيونية العالمية داخل امريكا، فهي لا تملك القدرة على تحريض امريكا على مهاجمة ايران، وهو ما رفضه حتى المعتوه ترامب الذي اتهم رئيس وزراء الكيان الاسرائيلي بنيامين نتنياهو بانه يريد محاربة ايران بآخر جندي امريكي!!، كما انها فشلت في تجويع الشعب الايراني، عبر الضغوط القصوى، لذلك لا نرى من خيار امام هذه الشلة المتغطرسة، الا الانصياع لمنطق العقل، واحترام مصالح ايران المشروعة، والتعامل معها بندية، وكذلك ان تكف امريكا عن لعب دور شرطي العالم، فهذا الدور صار اكبر بكثير من امكانياتها.