لقاء غانتس ابو مازن.. لقاء الفرصة الاخيرة ام الوقت المهدور 

لقاء غانتس ابو مازن.. لقاء الفرصة الاخيرة ام الوقت المهدور 
الخميس ٣٠ ديسمبر ٢٠٢١ - ٠٦:٤٣ بتوقيت غرينتش

اللقاء الذي جمع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس ببيني غانتس وزير الامن الاسرائيلي لم يتجاوز لقاءات عقدت في السابق بين مسؤولين امنيين فلسطينيين واسرائيليين في النتائج، لكن وجود ابو مازن في اللقاء طرح اسئلة كبيرة حول فحوى اللقاء اذا كان بالامكان اقتصاره على حسين الشيخ وغسان عليان منسق اعمال الحكومة الاسرائيلية في مناطق الضفة الغربية .

العالم - قضية اليوم

واضح تماما ان رئيس السلطة الفلسطينية مازال يأمل بان يجد في داخل الحكومة الاسرائيلية من يرفع سقف التوقعات والنقاشات من الامنية والخدماتية الى السياسية لاسيما وان استمرار حالة اللاحرب واللاسلم تعني خسارة السلطة الفلسطينية على كافة المستويات وبما ان جانتس يحاول ان يطرح نفسه كخليفة لاسحق رابين فقد يكون هو العنوان لاطلاق عملية تسوية في المستقبل اذا ما استطاع في المرحلة المقبلة ان يكون رقما صعبا في اي انتخابات اسرائيلية مستقبلية اوان يفرض على الحكومة الحالية ان تذهب الى مفاوضات سياسية تريدها الولايات المتحدة الامريكية ولا يريدها نفتالي بينت الذي يدرك انه ان سار في هذا المسار سيفقد ما تبقى له من تاييد في الشارع الاسرائيلي، وبين السطور يظهر تصريح حسين الشيخ الذي قال فيه ان اللقاء كان لقاء الفرصة الاخيرة قبل الانفجار الذي سيؤدي الى الطريق المسدود ، هذه الرسالة تحمل الكثير من المعاني اهمها ان الطرفين لا يريدان الانفجار الكبير -والذي يراه الكثيرون راي العين - وبأن الحل لذلك اطلاق عملية تسوية تمنع الانزلاق الى الصدام المباشر ، في الفترة الاخيرة عملت السلطة الفلسطينية مع بعض الاطراف العربية على اقناع الادارة الامريكية على ضرورة العودة الى مسار التسوية او على الاقل الدفع بالامور الى اللقاءات الثنائية ، لكن رغم قناعة الادارة الامريكية المنشغلة في هذه المرحلة بالملف النووي الايراني والذي تراه الاهم لترتيب امور الشرق الاوسط قبل التفرغ لبحر الصين الا انها حتى اللحظة غير قادرة على اقناع حكومة نفتالي بينت بهذه الخطوة .
لكن الحكومة الاسرائيلية الحالية تسير على خطى بنيامين نتنياهو الذي كان يعتقد بضرورة العمل على فصل الملفات مع الفلسطينيين حسب الجغرافيا ، وفصل الملفات حسب الجغرافيا يعني فصل العلاقة بين الاحتلال وقطاع غزة عن العلاقه مع الضفة الغربية بناء على احتياجات الامن الاسرائيلي والاستيطان الاسرائيلي ، فالعلاقة مع قطاع غزة يجب ان تكون علاقة مرتبطة بتوفير الامن لمستوطنات الغلاف عبر هدنة طويلة يحصل من خلالها الفلسطينيون هناك على امتيازات تجعلهم يخافون عليها مستقبلا ،مع عدم اسقاط الرعاية المصرية لقطاع غزة خاصة ان مصلحة مصر تكمن في الحفاظ على عمقها الاستراتيجي من الاختراق من قبل القطاع وعليه فان المصلحة المشتركة لـ(اسرائيل ) ومصر ان لا ينفجر قطاع غزة ، اما الضفة فالعلاقة يجب تظل قائمة على امرين اولا : الخضوع الكلي للامن الاسرائيلي بوصفه صاحب السيادة وهذا يعني تحويل السلطة الفلسطينية الى سلطة خدماتية لا اكثر وثانيا : السيطرة على الارض الفلسطينية المصنفة (ج) وخاصة منطقة الاغوار التي تعتبرخزانا مائيا وغذائيا للفلسطينيين، اما سياسيا فرؤية هذه الحكومة تقوم على ان اي حديث سياسي مع الفلسطينيين يعني الاعتراف الضمني بحقهم في دولة فلسطينية على ارض الضفة الغربية وهو ما يرفضه غالبية اعضاء الائتلاف الحالي الا من تبقى من فلول اليسار الاسرائيلي والذين لا يشكلون شيئا في هذه الحكومة ومجرد اللقاء في منزل جانتس هو للدلاله على عدم الرسمية في اللقاء وعدم اتجاهه نحو الشأن السياسي ، وقد يكون لزاما على السلطة الفلسطينية ان تفهم بان هذه الحكومة لن تغيير في اتجاهاتها التي ورثتها عن الحكومة السابقة اتجاه الفلسطينيين الا في بعض التفاصيل الحياتية وبان هذه اللقاءات تحقق مصلحة اسرائيلية ولا تحقق مصلحة فلسطينية .

فارس الصرفندي