وقال اماني في تصريح لصحيفة "المصري اليوم" نشرته في عددها الصادر اليوم الاربعاء: كنا نتصور فى بداية الثورة أن التقارب المصرى - الإيرانى سيكون أسرع بكثير مما حدث، لكن في ظل ما تشهده الثورة المصرية حاليا من محاولة اجتياز هذه المرحلة، وقبل اقتلاع جذور النظام البائد، رأينا هناك مشاكل في ذلك لدى مصر، لكننا نترك لها الوقت كي تتخذ القرار المناسب فيما يتعلق بالعلاقات بين البلدين وأتصور أن العلاقات ستكون أفضل بكثير خلال الفترة المقبلة.
وبشان زيارة الوفد الشعبي المصري الى ايران اخيرا قال: لقد حرصنا بالفعل على أن يكون الوفد متوازنا من الناحية السياسية، بحيث يضم مجموعة من التيارات السياسية المختلفة، وهو أول وفد مصرى بهذا الحجم يزور طهران منذ عقود.
واضاف: رحبنا بالثورة المصرية قبل تنحي مبارك بأسبوع، وخرج الناس في طهران لمؤازرتها منذ أيامها الأولى، كما أن انتصار الثورة المصرية سيظل في ذاكرة الإيرانيين لسبب مهم، هو أن يوم تنحي مبارك واكب الاحتفال بذكرى الثورة الإيرانية في 11 شباط/ فبراير، وهذه صدفة مدهشة، توثق من الارتباط بين الشعبين اللذين يقدران بعضهما البعض.
واوضح بان هناك طلبات لزيارات، لكنها بحاجة لبعض الوقت لدراستها، متمنيا أن تكون هناك وفود متبادلة بين البلدين، "لكن حتى الآن لم تحدث ترتيبات في هذا الشأن، وبشكل عام نرحب بكل الوفود المصرية التي ترغب في زيارتنا".
وبشان عدم حدوث تقارب على أرض الواقع بين الدولتين لحد الان اعتبر أن الطرف المصري تشوبه بعض العوائق فى إقامة العلاقات مع إيران، لكنه اضاف: بعد انتصار الثورة رأينا استقلالية أكبر لمصر في اتخاذ القرارات، وأتوقع أن تساهم هذه القرارات في إعادة العلاقات مع إيران، وأرى أن بعض الأطراف الخارجية تريد التأثير على القرارات المصرية، لكن بعد نجاح الثورة سيكون هناك رفض قاطع لهذه التدخلات.
وعن تصوره لشكل المنطقة في حال تم توثيق العلاقات المصرية الإيرانية، قال اماني: بالتأكيد سيؤثر بشكل إيجابى على الاستقرار في المنطقة، وتجنب الحروب والإرهاب وسيكون فى مصلحة كل البلدان، خاصة أن هناك تنافساً في المنطقة، وهناك أيضا من لا يريدون إقامة علاقات قوية بين البلدين.
واعرب عن اعتقاده بان حجم التبادل التجاري بين البلدين والذي كان 130 مليون دولار عام 2010 سيرتفع بعد تطبيع العلاقات إلى 13 مليار دولار سنويا، في وقت وجيز نظرا للامكانيات الهائلة المتوفرة لدى الجانبين.
واوضح بان عدد السياح الايرانيين الذين سيزورون مصر سنويا سيصل الى مليون سائح باقل التقديرات وهو الامر الذي يعود على مصر بعوائد مالية كبيرة.
وبشان اوجه التعاون الاخرى قال: ان إيران بلد متقدم، وكل أعضاء الوفد المصرى انبهروا بها، ورغم الحصار الذي يتحدثون عنه فإننا وصلنا إلى المركز العاشر على المستوى العالمى في التقدم العلمي، والمركز الثالث في الاستنساخ، وهناك مجال السياحة العلاجية، ومجالات علمية عديدة أخرى مثل الأقمار الصناعية، والتكنولوجيا النووية، والمنتجات الحربية، وكل ذلك قد تستفيد منه مصر في التبادل العلمي بين الجانبين، كما أن الاقتصاد الإيراني مزدهر جدا، ويحتل المركز 26 عالميا، حسب إحصائيات 2010 وهي مرتبة جيدة بالنسبة للحصار الذي يتحدثون عنه.
وفيما يتعلق بالتأثير المتوقع على القضية الفلسطينية فى حال عودة العلاقات المصرية – الإيرانية، قال: ان القضية الفلسطينية الأولى عربيا، وبالنسبة لنا كدولة مسلمة، فنحن نعرف مدى اطماع الكيان الصهيونى، وفيما سبق كانت للبلدين رؤية مختلفة حول القضية، وأنا أتحدث عن النظام وليس الشعب المصرى المعروف بمواقفه الداعمة للقضية الفلسطينية، وحاليا أصبحت مصر حرة كي تتخذ قراراتها، لكن لدينا رؤية واضحة تجاه الكيان الصهيونى، وأرى أنه إذا حدث تعاون بين دول المنطقة، خاصة بعد الثورات الحالية، فلن تكون هناك فرصة للتدخل الخارجى فى شؤونها، وسيسهم ذلك في دعم الاستقرار.