رئيسي في روسيا..  هل بدأت النزعة الأحادية الأمريكية تحتضر؟

رئيسي في روسيا..  هل بدأت النزعة الأحادية الأمريكية تحتضر؟
الأربعاء ١٩ يناير ٢٠٢٢ - ٠٧:٢٧ بتوقيت غرينتش

بعد ستة ايام فقط من الزيارة التي قام بها وزير الخارجية لايراني حسين اميرعبداللهيان الى الصين ودخول اتفاقية التعاون الاستراتيجي للاعوام الـ 25 القادمة بين طهران وبكين حيز التنفيذ، يقوم الرئيس الايراني ابراهيم رئيسي اليوم بزيارة الى روسيا، تلبية لدعوة رسمية من نظيره الروسي فلاديمير بوتين، يرافقه فيها وفد سياسي واقتصادي رفيع المستوى، يضم وزراء الخارجية والنفط والاقتصاد والمالية.

العالم كشكول

من تركيبة الوفد الايراني الذي يرافق رئيسي، يبدو ان الاقتصاد هو العنوان الاكبر للزيارة، نظر الى ان ايران وروسيا تتعرضان لحظر اقتصادي وتهديدات وضغوط امريكية، بسبب مواقفهما الرافضة للنزعة الاحادية التي تنتهجها امريكا في المنطقة والعالم، وهو ما يتطلب من طهران وموسكو ان ينسقا مواقفهما لمواجهة الحظر والتهديدات والضغوط الامريكية.

زيارة رئيسي الى روسيا تأتي في إطار السياسة الايرانية القائمة على التوجه نحو الشرق، بعد التجربة المرة التي عاشتها ايران خلال العقود الاربعة الماضية مع الغرب وعلى رأسه امريكا، وهي تجربة اكدت تمسك الغرب بنزعة الهيمنة والاستعلاء، الرافضة لاستقلال وسيادة الدول الاخرى، ولإي حلول وسط ازاء مجمل القضايا، وتجاهل سافر لمصالح الشعوب، وما تجربة الاتفاق النووي بين ايران والغرب الا جانبا يسيرا من هذه السياسة الغربية المتغطرسة.

زيارة رئيسي لروسيا، تأتي كذلك في سياق السياسة المبدئية لايران، والرافضة للنزعة الاحادية الامريكية، وهي سياسة تلتقي في جوانب منها مع سياسة روسيا والصين، والرافضة ايضا، للاحادية الامريكية، وإلتقاء هذه الدول الثلاث، على رفض الاحادية الامريكية، شكل اكبر تحد للسياسة الامريكية، ومحاولاتها فرض ارادتها على العالم، والاستفراد بالقرار الدولي.

هذه الحقيقة اشار اليها امين المجلس الاعلى للامن القومي الايراني علي شمخاني، في تغريدة كتبها على حسابه الشخصي في موقع تويتر يوم أمس اليوم الثلاثاء، قال فيها:" إن تعزيز التعاون بين ايران وروسيا في المواضيع الاقليمية والدولية الهامة دفع بالسياسة الاميركية ذات النزعة الاحادية الى الافول". وهذا التغريدة جاءت بعد يوم واحد فقط من تغريدة كتبها شمخاني ايضا ، اشار فيها الى اهمية تنفيذ الاتفاقية الاسترتيجية بين ايران والصين حيث قال :"ان بدء تنفيذ الاتفاقية التي مدتها 25 عاما بين إيران والصين، التي تعتبر ثاني أكبر اقتصاد في العالم، في وقت لاتزال أمريكا تسعى من خلال الاحادية ومواصلة الضغوط القصوى، لحرمان إيران من التفاعلات الاقتصادية مع العالم، يعتبر نجاحا استراتيجيا لطهران".

وفي ذات السياق، سياق تصريحات المسؤولين الايرانيين المؤكدة على سياسة التوجه نحو الشرق، يمكن الاشارة ايضا الى تصريحات مهمة ادلى بها على اكبر ولايتي، مستشار قائد الثورة السيد علي الخامنئي، والتي جاءت عشية زيارة رئيسي لموسكو، حيث اكد على ان :"الولايات المتحدة لم تستطع إثبات أنها جديرة بعلاقة مثل العلاقة التي تجمعنا بروسيا.. علاقتنا مع روسيا مبنية على الاحترام المتبادل والاعتراف بحقوق الجانب الآخر بصورة متساوية وعدم التدخل في شؤون الآخر، وحلف الشمال الأطلسي يعتبر عدوا مشتركا بالنسبة إلى إيران وروسيا والصين".

يبدو ان ايران وروسيا والصين، قررت ان تطور تعاونهما الثلاثي، ليشمل مجالات اخرى غير الاقتصاد والسياسة، مثل المجالات الامنية والعسكرية، على ضوء محاولات امريكا، خلق الفتن والاضطرابات بين بلدان منطقة الخليج الفارسي عبر تدخلها العسكري المباشر، وعلى ضوء محاولات امريكا توسيع نفوذ حلف الناتو حتى حدود روسيا مع اوكرانيا، وكذلك على ضوء تدخلها العسكري في بحر الصين الجنوبي وتهديد الامن القومي الصيني، فمن المقرر ان تجري ايران و روسيا والصين، مناورات بحرية مشتركة في الخليج الفارسي، في اجراء، وان جاء رمزيا، الا انه يؤكد عزم هذه الدول على منع امريكا من الاندفاع الهستيري في نزعتها الاحادية الجانب في المنطقة والعالم.