هل ستكون قمة رئيسي-بوتين نقطة تحول لإتفاق استرتيجي طويل الامد بين بلديهما؟

هل ستكون قمة رئيسي-بوتين نقطة تحول لإتفاق استرتيجي طويل الامد بين بلديهما؟
الخميس ٢٠ يناير ٢٠٢٢ - ١٠:٤٠ بتوقيت غرينتش

زار الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي العاصمة الروسية موسكو، تلبية لدعوة نظيره الروسي فلاديمير بوتين، وقال رئيسي إن الجمهورية الأسلامية لديها تجربة جيدة في التعاون مع روسيا في سوريا لمكافحة الارهاب، مشيرا الى انها يمكن أن تكون أساسا للعلاقات بين البلدين. واكد بوتين أن دعم موسكو وطهران أصبح عاملا حاسما ساعد سوريا في تجاوز التهديدات الإرهابية في أراضيها.

العالم - ما رأيكم

محللون سياسيون رأوا أن العلاقات بين روسيا وايران هي حاجة متبادلة بين البلدين، لما للبلدين من تحديات ومنافع مشتركة ولمواجهة عدوانية الغرب واحادية الولايات المتحدة الاميركية.

ويشير المحللون الى ان التعدد الروسي في التحالف الاستراتيجي مع الجمهورية الإسلامية، ليس ناتجا فقط عن السياسات الروسية التي اتبعت منذ ان تسلم الرئيس بوتين الرئاسة، ولكن ايضا ناتج عن العدوانية الصارخة في سياسات الغرب تجاه البلدين، مضيفين ان هناك دفع بإتجاه التحالف بسبب هذه العدوانية التي تعبر عن فقدان الامل في امكانية بناء علاقات عقلانية متوازنة سواء مع اوروبا او مع اميركا، والمفاجأة الكبرى كانت السياسات الاوروبية، فقد مان متوقعا منذ فترة ان تسعى اوروبا بعد الضربات الاميركية التي اصابتها الى نوع من الاستقلال، لكنها بالعكس عبرت في الفترة الاخيرة خاصة في الازمة الاوكرانية عن تبعية كاملة للنفوذ الاميركي.

كما ان الملفات المعقدة التي تزداد تعقيدا مع تدخل الغربيين والاميركيين في فضاء آسيا الوسطى والتي هي منطقة النفوذين الايراني والروسي، ومنطقة الحركة التي تسمح لهذين البلدين بتشكيل نوع من الفضاء الحيوي الذي يغنيهم بشكل او بآخر عن علاقات مع الغربيين على المدى الاستراتيجي البعيد، هي امور تدفع البلدين ايضا الى تمتين علاقاتهما.

ولذلك فإن المحللين يرون وجود حاجة متبادلة لتقوية العلاقات بين البلدين، فروسيا مقابل عدوانية الغرب تحتاج الى توطيد العلاقات مع ايران، وايران مع خطتها الجديدة في التعامل مع النفوذ الغربي والحصار تحتاج الى فض بعض الخلافات مع روسيا.

فيما يرى خبراء استراتيجيون ان زيارة الرئيس الايراني ابراهيم رئيسي لموسكو تكتسب اهمية خاصة اتضحت من خلال طريقة استقباله هناك، وان هذه الزيارة تعتبر زيارة ناجحة وعلى مستوى عال ومنعطف جديد في تطورات العلاقات الايرانية الروسية ومع الشرق، من خلال العلاقات مع الصين وروسيا والعلاقات مع جيران ايران اقتصاديا وسياسيا وفي ملفات اخرى.

خبراء في الشأن الروسي اشاروا الى نقطة مهمة وهي ان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين نادرا ما يعقد لقاءات مباشرة في ازمة الكورونا التي اجتاحت العالم، وهذا امر ملفت اضافة الى الاستقبال الحار الذي تم للرئيس الايراني، كذلك البرنامج الواسع في زيارة الرئيس رئيسي، ابتداء من زيارة المسجد الاساسي في موسكو ومن ثم القاء كلمة في الدوما الروسي.

ويقول هؤلاء إن صلاة الرئيس الايراني في الكرملين لها معان كثيرة، خاصة ان الرئيس بوتين هو الذي ذكر بموعد الصلاة وقال انه ينتظر، إذن بالشكل هناك ايجابيات كثيرة ورسائل واضحة تماما في كل الاتجاهات، ويبدو ان البلدين ينتقلان الى علاقات مهمة تفرضها ايضا اجراءات الحظر واللهجة والموقف العدائي من قبل الولايات المتحدة ضد روسيا وايران وتركيا.

وقبل سنوات تم ضم ايران الى منظمة شنغهاي وبدعم وطلب من روسيا، لان منظمة شنغهاي هي تعني كل الدول المحيطة بافغانستان بالاضافة الى الصين وروسيا، وهذا الموقف من قبل روسيا يعطي دورا مهما لايران بالمساعدة في حل ازمة افغانستان بعدما تركتها الولايات المتحدة كبؤرة توتر في تلك المنطقة.

وفيما يخص مفاوضات فيينا فإن الرئيس رئيسي وكل المحللين يقولون ان الموقف الروسي موقف داعم جدا لما تطلبه ايران، وان روسيا مستعدة للدفاع عما تقوله ايران في هذه المفاوضات، اذن هناك تعاون سياسي واضح تماما من اجل انجاز هذا الاتفاق للانتقال لمرحلة متقدمة في العلاقة بين الدولتين.

فما رأيكم:

  • ما أهمية زيارة الرئيس الايراني لروسيا في هذا التوقيت وملفات القمة متعددة بينهما؟
  • هل الهدف منها تعميق التعاون اكثر بين البلدين في المواضيع الاقليمية والدولية؟
  • ماذا عن تطوير العلاقات مع موسكو كما بكين لمنع الهيمنة الاحادية الاميركية؟
  • كيف ستحدث نتائج القمة نقطة تحول لإتفاق استرتيجي طويل الامد بين البلدين بحسب وصف الرئيس رئيسي؟