الوفاء لشهداء الخميس الدامي – 2013

الجمعة ١٨ فبراير ٢٠٢٢ - ٠٤:٤١ بتوقيت غرينتش

في الـ17 شباط فبراير من عام 2011 ارتكب النظام البحريني مجزرة بحق المعتصمين في دوار اللؤلؤة وسط المنامة واطلق البحرينيون على يوم هذه المجزرة"يوم الخميس الدامي"، الذي تحول الى ذكرى سنوية يحييها البحرينيون في مختلف مناطقهم وذلك تعبيرا عن الوفاء للشهداء الذين سقطوا في ذلك اليوم.

العالم - لن ننسى

في الساعة 3 من فجر يوم الخميس في الـ17 من فبراير شباط من عام 2011 أو "يوم الخميس الدامي" كما يسميه البحرينيون سقط 4 شهداء هم محمود أحمد أبو تاكي وعلي خضير وعيسى عبد الحسن وعلي المؤمن فيما جرح نحو 250 شخصا وذلك بعد أن دهمت قوات النظام جموع المعتصمين في دوار اللؤلؤة في العاصمة المنامة، وكان المعتصمون قد بدأو مبيتهم في ليلتهم الثانية في الدوار بعد ان انسحبت قوات النظام منه في الـ5 من فبراير شباط اثر سقوط شهيدين

لم تعش البحرين من قبل يوماً كيوم الخميس الدامي فقد تحول يوم الخميس ليوم دامٍ سالت فيه دماء البحرينيين على أرصفة دوار اللؤلؤة ونواحيها، بعد اقتحام كبير نفذته قوات النظام البحريني فجر يوم الخميس على المحتجين في التجمع السلمي في الدوار والذي وصفه الكثيرون "المفاجئ"

وأسفر اقتحام قوات الأمن عن سقوط شهيدين تعرضا بشكل مباشر للقذائف الانشطارية «الشوزن» في الساعة الثالثة فجراً، وعندما كان المحتجون نائمين، وهما محمود أحمد مكي (23 عاماً)، وعلي منصور خضير (53 عاماً)، وكلاهما من جزيرة سترة، وعشرات الجرحى من رجال ونساء وشباب وأطفال، إذ اختلفت درجات إصابتهم بين المتوسطة والخطيرة.

فيما سقط الشهيد الثالث عيسى عبدالحسن من سكنة كرزكان ويبلغ من العمر 60 عاماً إثر تعرضه المباشر لطلقة رصاص انشطارية بالقرب من مجمع السلمانية الطبي وجهت له بشكل مباشر وعن قرب أدت إلى إحداث انفجار في جمجمة الرأس وتناثر مخه، في منظر لم يشهده الشارع البحريني من قبل. كما أعلن مساء أمس عن رحيل الضحية الرابعة وهو الشاب علي أحمد عبدالله المؤمن (22عاماً) من سترة الخارجية.

وبحسب شهود عيان فإن التحركات التي قامت بها قوات النظام الخليفي جاءت مفاجئة للمحتجين، إذ تفاجأ المحتجون بقوات أمنية مدنية تقتحم المخيمات، ومن ثم وابل من طلقات الغاز المسيل للدموع من قبل حشود كبيرة من المرتزقة اتخذت من الجسر المحاذي للدوار موقع ارتكاز لها، فيما اتخذ فريق آخر من الشارع المؤدي إلى الدوار من اتجاه منطقة النعيم مساراً لهم لإحكام السيطرة على المحتجين، واستخدمت خلال هجومها الرصاص المطاطي والقذائف الانشطارية.

وقال شهود العيان إن عملية الهجوم لم يسبقها أي إنذار، إذ إن معظم المحتجين من شباب ونساء وأطفال كانوا نائمين، وتفاجأوا بعملية الاقتحام الذي أوقع ضحايا بين قتلى ومصابين.

أحد المصابين روى قصته وأكد انه تفاجأ بعملية الاقتحام بينما كان نائماً وتم الاعتداء عليه بالضرب وسحبه بحبال ومن ثم أخذ كل ما لديه من مقتنيات (محفظة، كاميرا، وهاتف نقال)، مشيراً إلى أن المحتجين كانوا يرددون أثناء الهجوم الذي تعرضوا لها «سلمية… سلمية» للتأكيد على أن احتجاجهم سلمي لا يستدعي استخدام القوة ضدهم.

فيما روى آخر وهو يبكي في حالة هستيرية عندما وصل إلى قسم الطوارئ بمجمع السلمانية الطبي على نساء خرجن من خيامهن فزعات، وأطفال مرتعبين «ركضت في كل اتجاه لتفادي وابل الطلقات والقذائف التي كانت تلقيها عليهم قوات المرتزقة. وفر الكثير من المحتجين إلى القرى المحاذية للدوار فيما تمت عملية ملاحقتهم داخل تلك المناطق، وروى شهود عيان قيام قوات النظام بتفتيش كل السيارات الموجودة بالقرب من الدوار، فيما تم تكسير بعضها بحثاً عن محتجين.

وبعد أن أحكمت قوات النظام سيطرتها على الدوار وتفريق المحتجين، أعلن تلفزيون البحرين خلال الشريط الإخباري بأن المتحدث باسم وزارة الداخلية أعلن بأن قوات الأمن العامة قامت خلال فترة الصباح بإخلاء منطقة دوار اللؤلؤة من المتجمهرين، وذلك بعد استنفاد كافة فرص الحوار معهم، إذ استجاب البعض منهم وغادر بهدوء، بينما رفض آخرون الامتثال للقانون، الأمر الذي استدعى التدخل لتفريقهم.

وفي الـ17 من شباط فبراير 2013 شارك الاف البحرينيون في تابين الشهداء الأربعة في مسيرات في بلدات سترة ومهزة وواديان قمعتها قوات النظام البحريني بالشوزن.

و كانت طريقة استشهاد الشهيد الرابع وهو الحاج عيسى عبدالحسن بهم مع مجيئه في وقت لاحق للمنطقة للاحتجاج على منع الاسعاف من الدخول لمحيط الدوار لانقاذ الجرحى والمصابين، حينها فجّر شرطي بحريني رأسه بدم بارد، ليكون رابع شهداء ذلك اليوم الأسود.

القوات التي دخلت إلى الدوار بقوة الحديد والنار، منعت الاسعاف وأعتدت على 4 مسعفين بالضرب، فيما خلفت دماراً شاملاً في كل ما وجدته أمامها هناك، بعدما بدأت هجومها من أعلى كوبرى الشارع السريع، وذلك بعد يوم واحد من تعزية السلطة للمواطنين بإستشهاد الشهيد علي مشيمع والشهيد فاضل عباس اللذان قضيا في أحداث 14 و15 فبراير، كما يأتي الهجوم بعد يوم من تشكيل السلطة للجنة تحقيق في وفاة الأخيرين، وهو ما جاء وكأنه استدراج للمزيد من البطش الذي جرى في 17 فبراير 2011م.

كما خرجت مسيرة سلمية مساء يوم الخميس (14 فبراير 2013) إنطلاقاً من شارع "الثورة" بالقطيف شرقي السعودية تضامناً مع ثورة الشعب البحريني.

ورفع المتظاهرون من الرجال والشباب والنساء الأعلام البحرينية بالإضافة إلى صور «سماحة آية الله الشيخ نمر باقر آل نمر».

ويتزامن الحراك التضامني مع حراك ذكرى إنطلاق الحركة الإحتجاجية المطلبية التي شهدتها المنطقة الشرقية السعودية منذ 17 فبراير 2011م.

وفي العوامية زينت حركة "شباب الأحرار" دوار "الكرامة" بالإعلام البحرينية والشموع بالإضافة إلى جنازة رمزية لشهيد ذكرى 14 فبراير 2013م «حسين الجزيري".

فيما علق أحرار تاروت أعلاماً بحرينية على إحدى الدوارات تعبيراً عن تضامنهم مع ثورة الشعب البحريني ومطالبه العادلة.

ويستضيف برنامج" لن ننسى":

- الناشط الحقوقي البحريني من جنيف ابراهيم الدمستاني

التفاصيل في الفيديو المرفق ...