هل يملك إبن سلمان الجرأة على قول "لا" لبايدن؟!

هل يملك إبن سلمان الجرأة على قول
السبت ١٢ مارس ٢٠٢٢ - ٠٣:٢٩ بتوقيت غرينتش

كل العارفين بطبيعة العلاقة التي تربط الانظمة العربية في الخليج الفارسي، بأمريكا، لم يأخذوا ما جاء في صحيفة "وول ستريت جورنال" الامريكية، من أن البيت الأبيض حاول دون جدوى ترتيب مكالمات بين الرئيس الامريكي جو بايدن وبين وليي عهد السعودية والإمارات لبناء دعم دولي لأوكرانيا واحتواء ارتفاع أسعار النفط، على محمل الجد، فلا ال سعود ولا ال زايد بإمكانهما التمرد على واشنطن، فسر ديمومة النظامين يكمن في الدعم الامريكي حصرا.

العالم كشكول

هؤلاء العارفون ما كانوا بحاجة ليكشف الرئيس الامريكي السابق دونالد ترامب عن هذه الحقيقة وبشكل علني عندما قال ان السعودية لن تقاوم اسبوعين دون امريكا، كما ان هؤلاء يدركون ان ما جاء في الصحيفة يندرج في اطار الهجمات التي يشنها صقور الحزب الجمهوري من اليمن المتطرف على الديمقراطيين والرئيس الامريكي جو بايدن، لاظهاره بمظهر الرئيس الضعيف، عكس سلفه ترامب .

فلم يمر سوى يومين على خبر الصحيفة الامريكية، حتى نفت المتحدثة باسم البيت الأبيض جين ساكي صحة ما تم ترويجه بأن ابن سلمان رفض استقبال مكالمة من الرئيس جو بايدن، مؤكدة مرة أخرى بأن نظير الرئيس هو الملك، وبذلك تكون ساكي قد وجهت صفعة اخرى لابن سلمان. واضافت ساكي في مؤتمر صحفي، أنه "لا يوجد مكالمة من الرئيس بايدن رفضها ولي العهد السعودي محمد بن سلمان". موضحة أن "تقرير وول ستريت جورنال عن طلب بايدن من ولي عهد السعودية اتصالا هاتفيا غير صحيح".

نفي خبر "وول ستريت جورنال" لم ينحصر بساكي، فقد نفت المتحدثة باسم المجلس القومي الأمريكي إيميلي هورن صحة الادعاءات الواردة في الصحيفة جملة وتفصيلا. مؤكدة بأن الرئيس بايدن لم يطلب نهائيا محادثة ولي العهد محمد بن سلمان.

من الواضح ان الخبر كان صناعة امريكية، جاء في سياق الصراع الدائر بين الجمهوريين وادارة الديمقراطي بايدن، قبل ان يكون "حقيقة" سعودية واماراتية، ولكن هذا لا ينفي ان هناك إستياء مكتوما لدى النظامين السعودي والاماراتي، وخاصة السعودي، يعود الى الانتخابات الرئاسية الامريكية لعام 2020، حين تعهد المرشح الديمقراطي بايدن بمعاملة السعودية كدولة "منبوذة"، بعد أن قتل فريق اغتيال الصحفي السعودي جمال خاشقجي في عام 2018 بإسطنبول. كما يعود الى سماح بايدن، بعد توليه منصبه، بنشر تقرير للاستخبارات الأميركية خلص إلى أن إبن سلمان وافق على خطة القبض على خاشقجي أو قتله.

ويبدو ان ابن سلمان يحاول استغلال الازمة الاوكرانية وما نجم عنها من اختلال في سوق الطاقة، لاجل حصد مكاسب شخصية أهمها استعادة مكانته لدى الامريكيين والاعتراف به أمريكيا!!، وتحصين نفسه قانونيا في ظل مواجهته عدة دعاوى قضائية في الولايات المتحدة بما في ذلك قضية مقتل الصحفي جمال خاشقجي.

كما يطالب ابن سلمان وابن زايد دعما امريكيا أكبر لعدوانهما على اليمن، ويصفان الرد الأميركي، على الضربات الصاروخية الأخيرة التي شنتها القوات اليمنية واللجان الشعبية في اليمن ضد الإمارات والسعودية، بالباهت.

الايام القليلة القادمة، ستكشف مدى تأثير السعوديين والاماراتيين على قرارات بايدن، وفيما اذا كانوا يملكون الجرأة على قول "لا" لامريكا، وعندها فقط سيتضح كذب وصدق خبر صحيفة "وول ستريت جورنال" الامريكية.