تسليح المستوطنين.. محاولة انقاذ اصطناعي لحلم 'اسرائيل الكبرى'

تسليح المستوطنين.. محاولة انقاذ اصطناعي لحلم 'اسرائيل الكبرى'
الخميس ٢٤ مارس ٢٠٢٢ - ٠٧:٠٦ بتوقيت غرينتش

يقال ان عصابة اجرامية مسلحة جديدة للاحتلال الاسرائيلي قد تم فعلا تشكيلها على يد عضو الكنيست الصهيوني "ايتمار بن غفير" تحت إسم "وحدة بارئيل" في النقب المحتل، الامر الذي ينم عن نوايا خطيرة وإجرامية يخطط لها المستوطنون.

العالم - يقال ان

التشكيل الارهابي الصهيوني المسلح الجديد يعتبر محاولة يائسة للتصعيد في الاراضي الفلسطينية المحتلة إذ تتكون هذه الوحدة الإجرامية من قطعان مستوطنين يرتدون قبعات الشرطة الصهيونية الخاصة، لملاحقة الفلسطينيين في منطقة النقب.

الهدف الاول من هذا التشكيل الارهابي المسلح الجديد ترهيب الفلسطينيين اصحاب الارض من خلال مواصلة الاعتداء عليهم وإرهابهم لثنيهم عن الدفاع عن حقهم ووجودهم على أرض النقب المحتل.

"وحدة بارئيل" امتداد طبيعي لعصابات الهاغانا

يبدو ان الاسرائيليين وقطعانهم الارهابية اصبحوا اليوم اكثر قلقا على كيانهم الاسرائيلي العنصري الفاقدى لاي اسس شرعية وقانونية وجودية منذ سني احتلالهم لفلسطين وتحديدا منذ بدايات تكوين عصابات "الهاغانا" الاجرامية التي كانت النواة الاولى لجيش الاحتلال الاسرائيلي واحتلال فلسطين.

القلق السرائيلي يأتي خصوصا في هذا الظرف الاستثنائي الطارئ مع اشتداد الازمة الاوكرانية والتغيرات العالمية المصاحبة لبدايات تخلي الاميركان عن المنطقة ومغادرتها وشعور المحتلين بالانهيار التام بفقدانهم السند الاكبر (الولايات المتحدة الاميركية) بعد سندهم الاصلي المملكة المتحدة، الامر الذي دفعهم للتصرف بوحشية مسعورة تسعى للانتقام من اصحاب الارض المطالبين بحقوقهمم المبخوسة المغتصبة.

نبذة مختصرة على تكوين الهاغانا

بعد ان وقعت فلسطين تحت الاحتلال البريطاني عام 1920، بدأت في هذه الأثناء الهجرات اليهودية إلى فلسطين، جرياً وراء تأسيس الكيان الاسرائيلي على أنقاض حياة الفلسطينيين.

لم تمانع الدول الأوروبية في حينها من هجرة اليهود إلى فلسطين، بل بالعكس فهي التي شجّعت ذلك لان الوجود اليهودي في أوروبا كان يشكل عامل ضغط ومشكلةً للدول الأوروبية، وكانت هناك "دائماً خطط أوروبية لإنشاء وطن قومي يجمع كل اليهود"، واقتراحات أن يكون هذا الوطن القومي في أمريكا اللاتينية أو في إفريقيا، لكن وقع اختيار الأمر في النهاية على فلسطين، بعد وعد بلفور "وزير خارجية بريطانيا" 1917 لليهود بتأسيس وطن قومي لليهود.

خلال فترة الحرب العالمية الأولى كان اليهود قد أسسوا "الفيلق اليهودي"، الذي حارب إلى جانب بريطانيا في بلاد البلقان عامي 1917 و1918، وما إن انتهت الحرب العالمية الاولى حتّى حلّته بريطانيا، وما إن حلّته بريطانيا حتّى انضمّ الكثير من أعضاء هذا الفيلق إلى عصابات الهاغاناه.

ومع هذه الهجرة، التي اجتذبت اليهود من كل أنحاء العالم، من فرنسا والمملكة المتحدة وبولندا وأوكرانيا وروسيا، فقد كوّن هؤلاء المهاجرون الذين يسعون لتأسيس "وطن قومي لليهود" جناحاً عسكريّاً، ستكون مهمّته في السنين اللاحقة ارتكاب مجازر بحق الفلسطينيين.

وهكذا جاء تأسيس عصابات الهاغاناه والتي تعني في اللغة العربية "الدفاع"، حيث كان من بين اهدافها الدفاع عن حياة اليهود وممتلكاتهم بعيدا عن سلطة قوات الانتداب البريطاني. وتدريب الأفراد المنضمين إليها من الفتيان والفتيات اليهود ما بين 15 و18 عاماً، على عمليات الاغتيالات والدفاع عن المستوطنات الإسرائيلية.

كما شملت أهدافها إنشاء نقاط عسكرية داخل الأراضي الفلسطينية لتجميع الذخيرة والسلاح والمؤن الغذائية، لاستخدامها في حربها على الفلسطينيين والعرب أثناء العمل على إنشاء الكيان الإسرائيلي، ثم باشرت هذه العصابات تهجير الفلسطينيين وارتكاب المجازر بحقهم لترهيبهم لترك اراضيهم..

"اسرائيل" الكبرى.. حلم من الماضي

من ذلك يتضح ان "وحدة بارئيل" الجديدة جاءت نتيجة تازم اوضاع المحتلين والمستوطنين الاسرائيليين في الاراضي المحتلة الذين يقفون اليوم بين المشروع الاساس "قيام كيان اسرائيل" على الاراضي الفلسطينية المغتصبة وبين طموحات "المشروع الحلم" بانشاء ما يسمى بـ"اسرائيل الكبرى" على اراضي اوسع من حدود فلسطين.

طموحاتهم تم بناؤها من خلال دفع الدول الاقليمية المحيطة بهذا الكيان المصطنع للانضواء تحت خيمة الذل والتطبيع المذل خصوصا بعد الانفراجة الصهيونية بتحطيم هذا الكيان حظر تجريم العلاقات معه من خلال تطبيع بعض الدول الدول العربية ومنها الامارات والبحرين والسودان والمغرب ومساعي الكيان المبطنة والعلنية لدفع بقية الدول العربية والاسلامية للتطبيع والالتحاق بركب الدول التي تتسابق في هذا المجال المذل الخائن.

العملية المزدوجة البطولية الاخيرة التي وقت بالامس في بئر السبع دليل واقعي وعملي على ان الفلسطينيين لن يركنوا للذل والخذلان كما وقفه بعض الاعراب الاشد كفرا ونفاقا وسعيهم للترويج لما يسمى بـ"صفقة القرن" المبتنية اساسا على التطبيع والتخاذل وبإسناد أموال "البترودولار" العربي.

السيد ابو ايمان