و قال السيد فضل الله في خطبة الجمعة التي ألقاها في مسجد الإمامين الحسنين (عليهما السلام) بالضاحية الجنوبية لبيروت: نستعيد في هذه الأيام الذكري الخامسة لحرب تموز، والتي، بمشيئة الله وتسديده وتأييده، أسقطت عنفوان العدو الصهيوني، وألحقت أضراراً كبيرة بمشروعه العدواني الهادف إلي فرض الهيمنة علي لبنان، ومن خلاله علي المنطقة .
ورأي: إن هذه الحرب أظهرت مدي الضّعف الذي يعاني منه الكيان الصهيوني، رغم كل ما يمتلك من أسلحة، وجعلته يفكر طويلاً قبل أن يقدم علي أي عدوان جديد أو مغامرة عسكرّة إضافية، كي يتجنب أية مواجهة خاسرة، وخصوصاً بعد فقدان ثقته بجنوده الذين أثبتوا عجزهم، وأكدوا مخاوفهم ورعبهم في المواجهة المباشرة مع المجاهدين والمقاومين .
وقال: إننا في الوقت الذي نحيي المجاهدين والمقاومين بهذه المناسبة المجيدة، ونشد علي أيديهم ندعو اللبنانيّين جميعاً إلي التنبّه والحذر الشديد من هذا العدو الماكر والخادع، فهو لطبيعته العدوانيّة، ولحرصه علي إعادة الاعتبار إلي قوته التي ظهرت هشاشتها في حرب تموز، قد يقدم علي حرب غادرة لا يتواني عن التحضير لها بكل الإمكانات، بدءاً بإجراء المناورات العسكرية المتواصلة.. مروراً بالحصول علي أحدث الأسلحة الأميركية، وصولاً إلي تهيئة الداخل الصهيوني لتحمل مغبة أية حروب قادمة .
وأضاف: إن علي اللبنانيين أن يثبتوا الأرض التي يقفون عليها، كي يكونوا قادرين علي مواجهة كل التحديات القادمة، إذ لا يمكن مواجهة هذا العدو علي أرض مهتزة أو بمجتمع منقسم علي ذاته .
ولفت السيد فضل الله إلي أن العدو الاسرائيلي دخل في حرب جديدة علي لبنان، تهدف إلي منعه من الاستفادة من ثروته النفطيّة البحرية، وقد بدأ ذلك بالاستيلاء علي حوالى ألف كيلومتر مربع من المساحة التي تحتوي هذه الثروة ، معتبراً أن هذا الأمر يستدعي استنفاراً حكومياً، ومن ورائه استنفار شعبي مدعوم بكل عناصر القوة التي يملكها اللبنانيون من جيش ومقاومة وعلاقات دبلوماسية، من أجل إثبات الحق اللبناني، ومنع الكيان الصهيوني من تحقيق مشروعه الاستيطاني علي الثروة الاقتصادية لهذا البلد . مطالباً بعض اللبنانيين بالكف عن حديث نزع سلاح المقاومة ، مؤكداً أن المقاومة هي حاجة للبنان، أمام عدوٍّ لا يبالي بالقوانين الدّوليّة، بل يعمل علي تأكيد منطق القوّة .
وختم السيد فضل الله داعياً اللبنانيين جميعاً لمواجهة الأخطار الصهيونية المحدقة بلبنان وثرواته، وتجميد كل خلافاتهم لحساب قوة لبنان وسيادته وحريته التي يتحدث الجميع عنها ويدعون إليها، وذلك بما يشعر العدو بوحدة الموقف اللبناني، ويقطع أمله باستغلال أي انقسام علي هذا الصعيد .