ما مدى فاعلية مناورات "عربات النار" العسكرية الإسرائيلية؟

ما مدى فاعلية مناورات
الثلاثاء ١٠ مايو ٢٠٢٢ - ٠٤:٣٠ بتوقيت غرينتش

الخبر وإعرابه

الخبر:
مناورات عربات النار والتی تعد أكبر مناورة عسكرية في إسرائيل، من المقرر أن تقام على مدى شهر واحد أرضاً وجواً وبحراً، وبمشاركة جميع الوحدات العسكرية إلى جانب هيئة الأركان المشتركة في كيان الاحتلال.
إعرابه:
- في الواقع إن إجراء أي مناورات العسكرية يعد أساساً إرسال رسائل إلى الطرف الآخر من جانب، وزيادة في القوة وعرضاً للعضلات أمام الأطراف الأخرى من جانب آخر. وفي الظروف الحالية إن إجراء الكيان هذه المناورات العسكرية وبمدة شهر واحد إنما يعد تحذيراً للمقاومة الفلسطينية لتجنّب تكرار معركة كـ"سيف القدس"، المعركة التي بات تذكرها وبعد مرور عام، يقضّ مضاجع كيان الاحتلال الإسرائيلي.
- بعد مرور عام وتحت تأثير عمليات سيف القدس للمقاومة الفلسطينية، قد لم تكن الأراضي المحتلة سواء على مستوى المستوطنين أو السلطات الإسرائيلية أيضاً، أن جربت يوماً واحداً من السكون والسكينة الكافية لمواصلة حياة اعتيادية. في حين أن أثناء معركة سيف القدس شهدنا الصوت والعمل الموحد في المواجهة مع الكيان المحتل سواء من غزة أو من الأراضي المحتلة في عام 48 أو الضفة الغربية أو المخيمات، وبعد هذه المعركة، توسع نطاق الحرب وتكرر في قلب الاحتلال وحتى داخل تل أبيب. لكن مجموع هذه التطورات دفع قادة الاحتلال إلى إجراء مناورات عربات النار، لتكرار الأسطوانة المشروخة بتهديد المقاومة، وبأشد أشكال التهديد، كوصفة وقائية للكيان المحتل.
- بالإضافة إلى ما يدور داخل الأراضي المحتلة، فإن تداول أنباء عن إجلاء للقوات الروسية من سوريا وإيفادها إلى أوكرانيا، وهو ما تناقلته وسائل إعلام روسية وإسرائيلية، وإمكانية استبدال قوات محور المقاومة مكانها، بالإضافة إلى زيارة الأسد لطهران، وكذلك تحذيرات السيدحسن نصرالله الجدية لإسرائيل، وأخيراً تفعيل المحرك التدميري للحكومة الإسرائيلية الائتلافية بسبب عدم كفائتها في الأراضي المحتلة، كلها مؤشر على تراكم الفجوات والضغوط الجوهرية والعرضية على الكيان في الوضع الراهن.. واللافت أن القيادة الإسرائيلية الحالية باتت في حالة ارتباك جوهري في مواجهة هذه الأزمة، ومن مؤشرات ذلك يمكن الإشارة إلى تشكيل الحرس الوطني من جهة، والانسحاب من التهديد باغتيال قادة المقاومة من جهة أخرى، إلى جانب تكثيف الوعود بتوسعة الاستيطان وتدمير القرى الفلسطينية في منطقة "مسافر يطا" من جهة ثالثة.
- حجم الهجمات على حكومة بينيت ازدادت اليوم بشكل غير مسبوق، وهذا في حين باتت إسرائيل ترزح من ثلاث اتجاهات حدودية تحت مديات صواريخ المقاومة، فيما لم يبق عامل يضمن أمن المستوطنين في الداخل الإسرائيلي، وفي الوقت ذاته إن الارتباك الرئيسي لكيان الاحتلال في الظروف الراهنة إنما بات الدافع القوي ومعنويات الشعب الفلسطيني في مواجهة الكيان المحتل، إذ تجري الأمور هذه الأيام وكأن روح المقاومة وبعد مرور 74 عاما لم تنضب فحسب، بل تعززت بشكل كبير وتتعاظم يوما بعد يوم.
- بات الواقع الفلسطيني اليوم وعشية ذكرى يوم النكبة هو وجود حالة من انعدام الأمن الشديد على حدود إسرائيل، إلى جانب صواريخ أرض - جو عالية التصويب مستقرة على هذه الحدود ومصوبة نحو اتجاهات مختلفة، إلى جانب تفاقم الامتعاض وتزايد روح المعارضة في الداخل الإسرائيلي، وأخيراً الصواريخ والطائرات بدون طيار التي لا تعرف وجهة لنفسها سوى الانطلاق نحو القبلة الأولى للمسلمين بهدف تحريرها. ففي ظل هذا الوضع.. ما هو التهديد أو الردع الذي يمكن أن تشكله مناورات عربات النار ضد أعداء إسرائيل اللدودين في داخل الأراضي المحتلة وخارجها؟ علينا أن ننتظر لنرى.