مشاكل لبلدان المنطقة يثيرها بناء سدود تركيا دون انضباط

مشاكل لبلدان المنطقة يثيرها بناء سدود تركيا دون انضباط
الثلاثاء ١٠ مايو ٢٠٢٢ - ٠٥:٣٦ بتوقيت غرينتش

أعلنت ايران رفضها لإجراءات تركيا في مجال بناء السدود على الحدود بين البلدين وتحديدا على انهار "آراس" و"دجلة" و"الفرات" حيث ينبع الاخيران من الاراضي التركية.

العالم - يقال ان

الاجراءات التي تقوم بها تركيا في مجال بناء السدود تؤثر مباشرة وبصورة سلبية على حجم المياه الداخلة الى ايران وتكون نتيجتها مشاكل للشعب الايراني والمنطقة.

وزير خارجية ايران حسين امير عبداللهيان أكد اليوم الثلاثاء، انه ليس من المقبول لايران ان تقوم تركيا باجراءات في مجال بناء السدود دون انضباط تكون نتيجتها مشاكل للشعب الايراني وشعوب المنطقة.

ان السبب في عدم رفع ايران شكوى ضد تركيا على الصعيد الدولي لان تركيا ليست عضوا في معاهدة نيويورك 1997، ولو كانت كذلك كان بامكان ايران المضي بهذه القضية عن طريقها الا ان المتاح اليوم هو متابعة القضية عن طريق لجنة حدودية مشتركة وفي اطار العلاقات الدبلوماسية.

اما على مستووى العلاقات الدبلوماسية قال عبداللهيان لقد طرحت هذا الموضوع 3 مرات مع وزير الخارجية التركي خلال لقاءات حضورية في نيويورك وفي طهران لبذل اهتمام جاد من منطلق الجيرة بمسالة بناء السدود على نهر ارس، في وقت لا يوجد فيه اي اتفاق ثنائي بين ايران وتركيا في مجال بناء السدود، فيما مزاعم المسؤولين الاتراك تشير الى ان بناء السدود يجري في المناطق الجبلية من اجل توليد الطاقة الكهرومائية.

رحلتي "الشتاء والصيف"..

تركيا ليست بحاجة للمياه (تخزنها شتاءا وتطلقها صيفا!!!!)

اثر اعلان ايران احتجاجها لتركيا، أعلن وزير خارجية تركيا بان بلاده ليست بحاجة الى هذه المياه حيث تقوم بتخزينها في الشتاء واطلاقها في الصيف،

وعن السبب في عدم رفع ايران شكوى ضد تركيا على الصعيد الدولي قال: لو كانت تركيا عضوا في معاهدة نيويورك 1997 لكان بامكاننا المضي بهذه القضية عن طريقها الا ان المتاح اليوم هو متابعة القضية عن طريق اللجنة الحدودية المشتركة وكذلك في اطار العلاقات الدبلوماسية.

واشار الى الاتفاق على تشكيل لجنة حدودية مشتركة في مجال المياه للمرة الاولى في تاريخ العلاقات بين البلدين وقال: ان فريقا من خبراء وزارة الخارجية ووزارة الطاقة الايرانية قام بزيارة الى تركيا ومن المقرر ان يزور وفد من تركيا ايران قريبا.

واوضح وزير الخارجية بان جميع الاجراءات القانونية والسياسية بين ايران وتركيا قد انجزت بهذا الصدد وقال: ان محادثات مسهبة قد اجريت مع الجانبين العراقي والتركي حول قضية بناء السدود، مشيرا الى انه لا ينبغي ان نسمح لبعض الدول ومنها تركيا باستغلال عدم وجود آلية دولية في سياق تغيير الظروف البيئية سواء في ايران او العراق، ونحن على اتصال مستمر مع الحكومة العراقية لان مسالة بناء السدود من قبل تركيا تضر ايران وكذلك العراق.

أما بالنسبة للعراق، فمن المقرر ان تجري مفاوضات بينه وبين تركيا بشأن السدود لمعالجة أزمة المياه بحسب ما اعلنت بغداد في وقت شيدت فيه تركيا وضمن مشروع سمي بـ "غاب"، 22 سدا و19محطة كهرومائية على نهري دجلة والفرات اللذين يمثلان شريان الحياة لسوريا والعراق، ما ادى الى خفض تدفق المياه الى العراق وسوريا وتسبب بأزمات بيئية آخرها العواصف الترابية التي ضربت العراق والدول المجاورة خلال الايام الماضية.

اكبر السدود التي شيدتها تركيا ضمن مشاريع "غاب" هو سد إليسو الذي يعد ثالث أكبر مشروع من نوعه في العالم ويشكل تهديدا عمليا لمستقبل العراق، ومنذ بدء عملية ملء خزانه قبل 4 اعوام بدأت المخاوف تتحول إلى واقع وكارثة.

محاولات تركية للتنصل عن جفاف نهري دجلة والفرات

في 5 حزيران 2018 كشف السفير التركي في العراق "فاتح يلدز"، خلال مؤتمر صحفي عقده في بغداد، حقيقة ملء سد "إليسو" وأسباب جفاف نهر دجلة زاعما أن بلاده "تصرفت بكرم وقامت بتأجيل خزن المياه في سد "إليسو" وأن التأجيل كلف تركيا الكثير"، وانهخ "عند زيارة العبادي لنا عام 2017 أبلغناه أننا أكملنا السد وأننا نستعد لملئه "، لافتا إلى أن " خزانات السد ستمتلئ في اقل من سنة وليست كما يروج في بعض وسائل الإعلام أن الملء سيتجاوز الخمس سنوات".

واوعز يلدز ان سبب جفاف نهر دجلة هو جفاف منابع النهر، وحول "ما تناقلته مواقع التواصل الاجتماعي من جفاف نهر دجلة وربطها بملء السد زعم ان ذلك غير صحيح على اعتبار "وحسب قناعته" أن يومين من أغلاق الماء والبدء بملء السد من غير المعقول أن يجعل نهر دجلة جافا في بغداد بهذه السرعة ".

يلدز اوضح في حينها "بشأن ما تم تداوله على مواقع التواصل حول تخصيص نسبة 75% من المياه لنهر دجلة و 25% للسد، فان هذا الأمر لا صحة له ولم نتفق لحد الآن مع الجانب العراقي على إطلاقات النسب بل تم الاتفاق على إطلاق كميات من المياه حسب الحاجة المطلوبة" وأن "السد هو لتوليد الطاقة الكهربائية وليس للسقي والارواء، وبعد خزن المياه سنبدأ بتوليد الطاقة وستطلق المياه أوتوماتيكيا بعدها"، فما قال وزير الموارد المائية العراقي، حسن الجنابي، في حينها إن تركيا خالفت اتفاقات التنسيق المشترك بين البلدين بخصوص تخزين المياه في سد "إليسو" الذي أقامته على مجرى نهر دجلة.

وشدد الجنابي في جلسة بالبرلمان العراقي، دعي إليها لمناقشة أزمة نقص منسوب المياه بنهر دجلة جراء السد، إن اتفاقات بين العراق وتركيا والتنسيق المسبق لتأجيل ملء السدود إلا بعد التشاور والاتفاق مع العراق، لكن الجانب التركي بدء بملء السدود في 1 مارس/آذار الماضي دون التقيد بالاتفاق السالف.

ازمات بيئية تداهم العراق وايران وعموم المنطقة

الازمات البيئية تراكمت على العراق بتكرار موجات من العواصف الترابية التي ضربت هذا البلد وتسببت بانعدام تام للرؤية في أغلب المناطق، واسفرت عن سقوط وفيات وعشرات حالات الاختناق خاصة في كركوك شمالي البلاد.

العواصف الترابية وانعدام تام للرؤية لم تقتصر تداعياتها على العراق فحسب بل امتدت لتضرب ايضا الدول المجاورة كإيران.

ورغم مذكرات التفاهم التي اجراها العراق مع دول الجوار لمكافحة هذه الظاهرة الا انه لم يجر العمل بها لنقضها من قبل بعض الاطراف.

خبراء بيئيون حذروا من زيادة في هذه العواصف بالعراق بسبب الجفاف وظهور التصحر الناجم بشكل اساس عن بناء السدود التركية على نهري دجلة والفرات.

خبراء: الكارثة ستحل على العراق في 2040

التقارير والإحصاءات تنذر بجفاف النهرين بحلول عام 2040 كما تحذر من أن السد التركي الاخير سيؤدي إلى خفض المياه الواردة إلى العراق عبر نهر دجلة إلى 47% من الإيراد السنوي الطبيعي، الأمر الذي سيهدد مساحات شاسعة من الأراضي الزراعية إضافة إلى تصحرها، فيما يعتبره الكثير من الخبراء تهديدا للأمن القومي العراقي، ما دفع بغداد إلى طلب إجراء مباحثات مع انقرة لحسم ملف المياه من المقرر ان تبدأ قريبا.

الدولتان "العراق وتركيا" تؤكدان أن هذه السدود وراء الجفاف في كلا البلدين بعدما أدى إنشاء السدود التركية وتوليد الطاقة الكهرومائية على النهرين إلى خفض تدفق المياه إلى العراق بنسبة 80% وإلى سوريا بنسبة 40% بحسب تقرير نشرتها صحيفة الغارديان البريطانية.

السيد ابو ايمان