انسحاب روسي من سوريا وهلع اسرائيلي.. ماذا في الكواليس؟

انسحاب روسي من سوريا وهلع اسرائيلي.. ماذا في الكواليس؟
الأربعاء ١١ مايو ٢٠٢٢ - ٠٥:٣٤ بتوقيت غرينتش

ذكرت تقارير إعلامية أن الجانب الروسي يجري عمليات إعادة تموضع قوات واسعة النطاق في سوريا، وفقا للمعطيات الميدانية، وزعمت أن إيران حلّت فصائل تابعة لها في العديد من المواقع التي أخلتها وحدات روسية أخيراً.

العالم-تقارير

وأفاد موقع "العربي الجديد" في تقرير له، بأن موسكو بصدد نقل وحدات قتالية من الجبهات الهادئة في سوريا إلى جبهات القتال الساخنة في أوكرانيا، مستشهدا بذلك إلى معلومات نشرتها صحيفة "موسكو تايمز" مؤخرا، وذكرت أن القوات الروسية انسحبت في الأيام الماضية من العديد من المواقع في سوريا، ومنها مستودعات مهين، جنوب شرقي حمص في وسط سوريا، ومن مطاري التيفور وتدمر العسكريين في ريف حمص، ومن مواقع في محافظة دير الزور، شرقي سوريا.

ووفقا لهذه المعلومات فإن القوات الروسية انسحبت من مواقع في ريف إدلب، شمال غربي سوريا، ومن أخرى في جنوب العاصمة السورية دمشق، إذ من المتوقع أن تنقل روسيا هذه القوات للزج بها في عملياتها العسكرية في أوكرانيا، في ظل معطيات تشير إلى طول أمد الحرب هناك.

وفي السياق، نقل "العربي الجديد" عن مصادر سورية دون تسميتها، أن فصائل تابعة لحرس الثورة الإسلامية "سحبت، أول من أمس الاثنين، قواتها بالكامل من مواقع تابعة لها في ريف محافظة الحسكة نحو مدينة القامشلي، تمهيداً لنقلها إلى مطار دير الزور العسكري".

وأشار إلى أن الرئيس السوري بشار الأسد زار العاصمة الإيرانية طهران بشكل مفاجئ يوم الأحد الماضي، وادعى أن الزيارة جاءت "للتنسيق كما يبدو مع القيادة الإيرانية في ضوء الانسحاب الروسي المتوقع من العديد من المواقع خلال الفترة المقبلة".

واعتبر أن الاهتمام الروسي بسوريا قد خفت منذ أواخر شهر فبراير/شباط الماضي، حين بدأ الجيش الروسي عملية عسكرية في أوكرانيا.

كما نقل الموقع في تقريره عن قيادي في التنظيمات المسلحة في شمال غربي سوريا، يدعى "مصطفى البكور"، أن الشرطة العسكرية التابعة للجيش الروسي "تنتشر في المدن"، مشيراً إلى أنه "تم رصد إقلاع عدة طائرات شحن وإنذار مبكر من قاعدة حميميم الروسية على الساحل السوري، قبيل إغلاق المجال الجوي التركي بوجه الطيران الروسي". واستدرك أنه "لم نلاحظ تغييراً في عدد الطائرات الحربية الروسية في سوريا".

من جانبه، أشار الباحث في العلاقات الدولية طه عودة في حديث مع "العربي الجديد"، إلى أن "انسحاب وحدات من القوات الروسية من مواقع لها في سوريا، مرتبط بشكل كبير بتطورات الحرب الروسية الأوكرانية"، مرجحاً "مشاركة الوحدات المنسحبة في العمليات العسكرية في أوكرانيا".

وأضاف أن الخطوة الروسية بتقليل عدد القوات في سوريا كانت متوقعة بعد خسائرها في أوكرانيا، كما أنها تأتي في سياق الهدف الذي رسمه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين منذ بداية العملية العسكرية وهو الانتصار بالحرب.

وأبدى اعتقاده بأن روسيا "لن تنسحب من سوريا بشكل كامل بعدما سنحت لها الفرصة بالوجود العسكري في المنطقة، وهذا كان هدفاً روسياً بعيداً".

وادعى أن الانسحاب الراهن "مؤقت" استفادت منه القوات الإيرانية، مضيفاً أن "الوجود الروسي استراتيجي بالدرجة الأولى ويخدم دولاً أخرى، مثل الكيان الصهيوني المنزعج من التمدد الإيراني في سوريا"، حسب وصفه.

يشار إلى أن المعلومات التي نشرتها صحيفة "موسكو تايمز"، اثارت سريعا تعليقات من الاعلام الإسرائيلي، حيث اشارت صحيفة "تايمز اوف اسرائيل" ان مخاوف لدى تل ابيب ارتفعت وسط تحذيرات خبراء في كيان الاحتلال من انسحاب القوات الروسية من سوريا لما يمثله ذلك من مشكلة للكيان، حيث يمكن لإيران إرسال وحداتها إلى سوريا بسهولة، وسيكون لديها سيطرة أكبر في البلاد.

وأضاف الموقع في تقريره أن التنظيمات المسلحة انسحبت من ريف دمشق ودرعا والقنيطرة، ومن ريف حمص الشمالي وحماة الشمالي وريفي حلب الجنوبي والغربي، بعد تدخل روسيا العسكري في سوريا في 30 سبتمبر/أيلول 2015 لصالح الحكومة السورية.

كما تحدث عن قيام وزارة الدفاع الروسية بإنشاء العديد من المواقع والقواعد في سوريا، أبرزها قاعدة حميميم التي تضم قيادة القوات الروسية في عموم سوريا. وتضمّ حميميم طائرات سوخوي من أنواع 34 و24 و30، ومروحيات هجوم وطائرات تجسّس، إضافة إلى طائرات هجومية أخرى ومنظومة صواريخ "أس ـ 400". مشيرا إلى مشاركة الجيش الروسي في محاربة تنظيم "داعش" في البادية السورية، لمساعدة الجيش السوري وفصائل المقاومة في استعادة مدينة تدمر من التنظيم الإرهابي مرتين، الأولى في مارس/ آذار 2016، والثانية في مارس 2017.

ولاحقاً أقام الجيش الروسي قاعدة في مطار القامشلي ملحقة بقاعدة حميميم، إضافة إلى الانتشار في العديد من المواقع والمقرات في ريف دمشق وفي ريف حلب ودير الزور ، بحسب تقرير "العربي الجديد".

وأكد أنه ليس هناك أرقام معلنة عن عدد الجنود الروس في سوريا، إلا أنه من المرجح أن العدد لا يصل إلى 100 ألف جندي. مشيرا ألى تقارير إعلامية غربية كشفت أن الرئيس الروسي فيلاديمير بوتين أمر بنقل عدد كبير من جنوده في سوريا لرفد القوات الروسية في أوكرانيا.

وفي الختام ادعى التقرير بأن روسيا تتحكم بالقرار العسكري في سوريا، وترتبط بتفاهمات مع تركيا حيال الأوضاع في شمال غربي سوريا. معتبرا أنه من المرجح أن تتطرق الجولة المقبلة من مسار أستانة، المقررة أواخر الشهر الحالي، بين الثلاثي الضامن في سوريا (إيران، تركيا، روسيا) إلى مسألة إعادة التموضع التي يجريها الجيش الروسي في سوريا.