حتى الميت لايسلم من إجرام الصهاينة!

جثمان الشهيدة ابو عاقلة یدق مسمارا عريضا في نعش الاحتلال

السبت ١٤ مايو ٢٠٢٢ - ٠٦:١٢ بتوقيت غرينتش

ما اقرب الامس باليوم، تكرر قبل أيام مشهد الشهيد محمد الدرة والقناص الاسرائيلي يتصيده ووالده يخفيه خلف ظهره كي لاتصيبه طلقات الغدر، فالشهيدة الصحفية شيرين أبو عاقلة سقطت برصاصة غدر (متفجرة ومحرمة دوليا) مشابهة، ولم يسلم حتى جثمانها الطاهر عند تشييعه فشرطة الاحتلال انهالت ضربا على مشيعييها في مشهد يعري الاحتلال تماما ويؤذن بسقوطه القريب.

العالم -كشكول

اعتدنا ان يدمر الاحتلال بيوت ومدن العرب والمسلمين ومن ثم يخرج بعيون الاعلام العالمي بطلا يدافع عن نفسه، لكنه اليوم خسر تماما في المواجهة الإعلامية، فما كان منه إلا ان تصيد مراسلة أمام اعين جميع العالم ليعود ويستهدف جسدها المشيع، وهذا ان دل على شيء فإنه يدل على قمة الهزيمة، أي ان الاحتلال يخشى حتى من تشييع أبو عاقلة امام أعين العالم وهو مرتبك لدرجة أنه بدلا من تدارك الأمر انهال بالضرب على مشييعها امام العالم ليظهر عريه القبيح.

العالم اليوم رأى بأم عينه كيف ان العدو الإسرائيلي يقتل المسيحيين والمسلمين، ويعتدي على مقدساتهم، ويهدم بيوتهم، وأن الجميع في خطر من سياسات الكيان الإسرائيلي العنصري واللاإنساني، والذي لن يتبدل مهما فعل المطبعون، فدماء أبو عاقلة ستكون وصمة عار ليست على الكيان المحتل وحده بل على وجوه ونواصي وأيدي المطبعين أيضا.
يعيش الاحتلال الاسرائيلي اليوم أصعب مراحله، ويقترب من السقوط رويدا رويدا، وعلى هذا دلالات واضحة، اولا: خسر الاحتلال قوة ردعه أمام تطور سلاح المقاومة ولم يعد قادرا على شن حروب متى شاء خاصة الاجتياحات البرية عندما كان جنوده يدخلون الى اراضي العرب وكأنهم في نزهة فهو اليوم يعجز حتى عن اجتياح مخيم جنين.

ثانيا: خسر الاحتلال أمنه وتصاعدت العمليات البطولية والفدائية في الداخل الفلسطيني وأصبح الاحتلال في كل عملية يستدعي كافة قواته ويستنفر على اعلى المستويات للامساك بمنفذي العمليات، عدا عن ان مستوطنيه خسروا ثقتهم في قدرة حكوماتهم على تأمينهم، فالعمليات الخمس الاخيرة أسقطت 19 اسرائيليا خلال 45 يوما فقط.

ثالثا: الازمة السياسية وترنح حكومة الاحتلال الحالية والسابقة، مع تصاعد العنف والعنصرية داخل جمهور الاحتلال بسبب سيطرة اليمين المتطرف، والعنصر “غير الأشكنازي” وحدوث خلل وعدم توازن في تركيبة المستوطنين وغياب الامن، وبالتالي تصاعد الهجرة العكسية حيث تشير دراسات نشرتها صحف اسرائيلية ان أكثر من 41 بالمئة من من اليهود الروس عادوا إلى روسيا في الأعوام الأخيرة، في وقت يسير فيه يهود “الفلاشا” على الطريق نفسه، سواء بالهجرة إلى أوروبا وأمريكا وكندا، أو العودة إلى إثيوبيا.

رابعا: الحرب الروسية في أوكرانيا كشفت الخداع الاسرائيلي وتلاعبه على الحبال بين روسيا وامريكا واوكرانيا وبالتالي أصبح الكيان الاسرائيلي مكشوفا ومنبوذا أكثر من قبل شعوب هذه البلدان ولم يعد الإعلام قادرا على تغطية عُريّه، فحتى وزير الخارجية الروسي الدبلوماسي المعتّق سيرغي لافروف خرج عن صمته، وهذا دليل على ان العامة لديهم آراء أكثر حدة، كذلك في امريكا ا ضطرت إدارة بايدن الى إدانة اغتيال الاحتلال للمراسلة شيرين أبو عاقلة وقبلها ادانت ايضا نية الاحتلال بناء 4500 وحدة استيطانية جديدة في الضفة، حتى ان تجنب بايدن يوم أمس لإدانة اعتداءات الاحتلال العنيفة على المشاركين في مراسم جنازة أبو عاقلة في مدينة القدس المحتلة، لقي استياء واسعا في أوساط الصحفيين الامريكيين.

خامسا: قد يرى البعض في المناورات التي تجري حاليا وتشارك فيها جميع الأسلحة البرية والبحرية والجوية الإسرائيلية وستستمر شهرا، عرض عضلات كفيل بطمأنة المستوطنين لكنها حقيقة أكبر دليل على عجز الاحتلال وتقهقره ومحاولته الهروب بمشاكله الى الأمام، والجمهور الاسرائيلي يفهم هذا أكثر من غيره فقادة الاحتلال (عسكريون وسياسيون) عادة ما اعتمدوا في حل مشاكلهم الامنية والسياسية على ورقة شن الحروب لإعادة كسب الثقة لكنهم اليوم عاجزون حتى امام جنازة صحفية، فكيف لهم بفتح حرب، بل وخوفا من نتائج أي حرب اتجهوا نحو القيام بمناورات.

الرصاصة التي اطلقها القناص الاسرائيلي على وجه الصحافية ابو عاقلة التي كانت لسنوات شاهدة على جرائم الاحتلال لسنوات فضحت هذا الاحتلال ودقت مسمارا عريضا في نعشه الذي سيدخله قريبا بإذن الله.