العالم - اليمن
أطلق على العملية التي عرضت مشاهدها للمرة الأولى “عملية العاشر من رمضان” كأول مشاركة للقوات الجوية بطائراتها المأهولة منذ بدء العدوان، لتنفيذ عملية إنسانية بحتة لإغاثة المحاصرين في المدينة.
العملية جاءت بعد اشتداد الحصار على المرابطين والمواطنين في المدينة ووصل بهم الحال إلى أكل أوراق الأشجار بعد مضي 568 يوما على حصار المدينة، حينها قررت القيادة استخدام سلاح جديد في المعركة لم يكن في حسبان أحد، يتمثل في طائرة هيلوكوبتر، لتنفيذ العملية الإغاثية التي تكللت بالنجاح.
صدرت التوجيهات بأن تكون أولى مهمات القوات الجوية والدفاع الجوي إنسانية بحتة، لإدخال أدوية وغذاء للمحاصرين في الدريهمي.
ووثق الجزء الثالث من السلسلة الوثائقية، عملية تجهيز طائرة الهليكوبتر من طراز 171 لتنفيذ تلك المهمة، على الرغم من أنها كانت خارج الجاهزية، وكذا مرحلة التخطيط للعملية وتجهيز الطائرة، وغيرها من الجوانب المتصلة بحالة الطقس والمسارات المناسبة وحركة طيران العدوان وانتشار القوات والدفاعات الجوية للعدو في الميدان.
وبحسب الفيلم الوثائقي، فقد تم شحن الطائرة بثلاثة أطنان من المواد الغذائية خلال ساعة وإجراء الاختبار الأخير للتأكد من جاهزيتها وسلامة أنظمتها التشغيلية.
وفي الساعة الخامسة و13 دقيقة من فجر العاشر من رمضان 1441 هـ أقلعت الطائرة لتنفيذ مهمتها الإنسانية، وتزامن وصولها إلى سماء مديرية الدريهمي مع أجواء غائمة وأمطار، وهي المرة الأولى التي تحلق فيها طائرة من هذا النوع فوق المحاصرين لغرض إغاثتهم وليس قصفهم.
كما وثقت المشاهد، لحظة إنزال الطائرة للمواد الغذائية التي تعد أكبر شحنة إغاثية منذ بدء الحصار على المدينة قبل حوالي عامين.
نجحت الطائرة في تنفيذ مهمتها الإنسانية، بعد أن رفعت معنويات المرابطين أكثر من فرحتهم بما كانت تحمله من مؤن غذائية، في موقف بطولي شجاع ومنقطع النظير.
عادت الطائرة إلى مربضها المخصص، بعد رحلة محفوفة بالمخاطر استمرت 31 دقيقة لكنها كانت محفوفة برعاية إلهية.
الجزء الثالث من الفيلم وثق أيضا جانبا من جرائم العدوان الوحشية بحق المواطنين في المدينة إلى جانب عمليات لأبطال الجيش واللجان الشعبية على مواقع العدوان ومرتزقته وتكبيدهم خسائر في الأرواح والعتاد، والتي تزامنت إحداها مع عاصفة ترابية أربكت العدو وزادت من خسائره.
وتضمن الفيلم شهادات ميدانية حول استهداف العدوان لقافلة الأمم المتحدة الثانية التي جاءت بعد ستة أشهر من القافلة الأولى، لتتظاهر أمام العالم أنها حققت إنجازا إنسانيا، إضافة إلى ما تعرضت له تلك القافلة من احتجاز ونهب من قبل مرتزقة العدوان، وصولا إلى استهدافها وإتلافها من قبل قوى العدوان بعد وصولها إلى المدينة.