ما أسباب انهيار حكومة نفتالي بينيت؟

ما أسباب انهيار حكومة نفتالي بينيت؟
الثلاثاء ٢١ يونيو ٢٠٢٢ - ٠٨:٥٢ بتوقيت غرينتش

مازالت تداعيات عمليات المقاومة في عمق الاحتلال الإسرائيلي تلقي بظلالها على جبهته الداخلية وحكومته المتفككة من أول أيامها، لتكون اليوم أمام محطة جديدة من سقوطها المدوي.

العالم - الاحتلال

ذاك السقوط أعلن عنه رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، نفتالي بينيت، ونائبه وزير الخارجية، يائير لبيد، عبر حل الكنيست، والذهاب إلى انتخابات مبكرة، في ظل الأزمات المتواصلة التي تقيد الائتلاف الحكومي، الذي فقد الأغلبية بعد انشقاق أعضاء في "الكنيست" عن حزب "يمينا".

وتبعاً لذلك القرار، الذي يظهر العجز "الإسرائيلي" الداخلي، أعلن بينيت ولبيد في بيان مشترك، أنهما "قررا طرح مشروع قانون لحل الكنيست لتصويت الهيئة العامة، خلال الأسبوع المقبل، وتنفيذ اتفاق التناوب على منصب رئيس الحكومة بين الاثنين، بحيث يوكل المنصب لوزير الخارجية، لبيد، خلال الفترة الانتقالية".

وبتلك الخطوة، تكون حكومة الائتلاف الإسرائيلي فقدت آخر أوراقها التي سعت للحفاظ عليها، لتكون حكومة الاحتلال أم محطة جديدة من محطات سقوطها الذي يصل بها إلى نهايتها القادمة.

خطوة متوقعة

الكاتب والمختص في الشأن الإسرائيلي عصمت منصور، أوضح أن قرار حكومة الاحتلال كان متوقعا، قائلاً: "هذه الحكومة فاقدة للأغلبية منذ فترة، وغير قادرة على سن قوانين ولا على تمرير قرارات".

وأضاف في حديثه لـ"المركز الفلسطيني للإعلام: "الحكومة كانت تتأرجح، والآن جاء سقوطها بشكل متوقع بعيداً عن رمزيتها".

وذكر أن دولة الاحتلال ستعود لخطاب المزايدات السياسية وخطاب التسابق على اليمين وأصواته، والأحزاب والجهات المتعددة تتجهز للانتخابات والعودة إلى الحكم في مقدمتها بنيامين نتنياهو بعد تجربة لمدة سنة في المعارضة.

وحول أبرز أسباب السقوط أوضح أن حكومة بينيت تلقت ضربات كبيرة متعددة الجهات، في أولها ما تلقته من المقاومة الفلسطينية من عمليات نوعية وما يحدث في جنين والعمليات في الداخل المحتل.

وبين أن من الأسباب القوية في سقوطها هو عدم قدرتها على إدارة الأحزاب المنطوية تحت الائتلاف الحكومي في ظل تباينها الشاسع.

وفيما يتعلق بالتوقعات للمرحلة القادمة، رأى منصور في حديثه لـ"المركز الفلسطيني للإعلام" أن اليمين الإسرائيلي وفي مقدمته بنيامين نتنياهو ربما ينجح في الوصول إلى الحكم، مع وجود صعوبة ترافقه في ذلك.

وقال: "قد ينجح نتنياهو هذه المرة في الحصول على واحد وستين مقعد واستقطاب الأحزاب، وتشكيل حكومي من اليمين، وربما لا يوجد أي فرصة لتشكيل الحكومة إلا من اليمين الإسرائيلي".

من جهته، علق الخبير في شؤون الاحتلال سعيد بشارات على قرارات بينت بالقول: خائن.. جكر بنتنياهو ؛ بينت يسلم "الدولة" لليسار".

وأضاف بشارات فق متابعة المركز الفلسطيني للإعلام: "يقرر بالتوافق مع لبيد على حل الكنيست و تسليم الوزارة للبيد كفترة انتقالية، بعد 90 يوم من حله ستجري الانتخابات بعد الاتفاق على موعد مناسب".

خطاب وأجندة

أما الباحث السياسي إبراهيم خطيب، فقد قال: "سيكون خطاب نتنياهو الشعبوي محط اختبار في المجتمع الإسرائيلي ويبدو أنه متقدم في دعايته.. وفي فرض أجندة خطاب في المجتمع الإسرائيلي".

وأوضح خطيب أن نتنياهو سيستفيد من حل الحكومة لتعزيز حظوظه، "فيما سيكون اختبار لليسار والمركز ومدى إيمانه بضم الموحدة وسينعكس ذلك على تعاملهم مع هذا الملف خلال الانتخابات وما بعدها".

ووفقاً لمتابعة المركز الفلسطيني للإعلام، ذكر أن "الخطاب حول نتنياهو من عدمه سيستمر، ولكن سيضعف بعض الشيء".

وأردف بالقول: "حالة عدم الاستقرار السياسي يجب أن يتم تجاوزها، وأعتقد أنها ستكون أكثر ملحة في القرار السياسي في الائتلافات ما بعد الانتخابات أكثر من جزئية دور نتنياهو في السلطة.. (هذا إذا لم يتقدم شركاء نتنياهو بشكل كبير)".

وذكر أن هذه "الانتخابات أتت والأحزاب العربية المشاركة في الكنيست في حالة ضعف وانقسام واستقطاب، ويبدو أن حالة عدم الثقة في الأحزاب المشاركة في الكنيست ستستمر وتتُرجم بنسب التصويت، وخصوصاً اذا ما بقيت هذه الحالة القائمة الآن".

المركز الفلسطيني للإعلام