غضب عارم من صحيفة سعودية تشرعن جرائم الاحتلال ضد الفلسطينيين

غضب عارم من صحيفة سعودية تشرعن جرائم الاحتلال ضد الفلسطينيين
الخميس ٢٣ يونيو ٢٠٢٢ - ٠٤:٣٩ بتوقيت غرينتش

استشاط ناشطون غضبا من صحيفة سعودية، اتهموها بأنها تخدم جيش الاحتلال الإسرائيلي وتنطق بلسانه، وتحتفي باستعدادته لقتل الفلسطينيين.

العالم- السعودية

صحيفة “الشرق الأوسط” السعودية نشرت تقريرا عما أسمتها تدريبات لعناصر إسرائيلية في بلدة يُطلق عليها ميني غزة، في استعداد لما تُسمى حرب المدن.

واستخدمت الصحيفة مصطلحات تقف في صف جيش الاحتلال بينها مصطلح “الحكم الإسرائيلي” بدلا من الاحتلال، و”مسلحين” فلسطينيين بدلا من مقاومين.

وقالت الصحيفة في نص تقريرها: “يتردد صدى الأذان في بلدة نائية جنوبي الكيان الإسرائيلي لم تعرف سوى الحرب منذ تأسيسها، مبانيها البالغ عددها 500 جميعها مهجورة، إسرائيليون يتدربون في بلدة أشباح يُطلق عليها ميني غزة أو غزة الصغيرة”.

وأضافت الصحيفة: “بدأ الجيش في بناء المنشأة التي بلغت 45 مليون دولار في قاعدة زيليم العسكرية عام 2005 مع نهاية الانتفاضة الإسرائيلية الثانية ضد الحكم الإسرائيلي وكانت قواته قبلها قد اشتبكت على مدى خمس سنوات مع مسلحين فلسطينيين في مدن وبلدان الضفة العربية المحتلة وقطاع غزة”.

كما لوحظ أن الصحيفة استخدمت مصطلح الحرب على حماس وليس العدوان على غزة كما يقع على الأرض، وسلطت الضوء على مزاعم جيش الاحتلال بتجنبه قتل المدنيين وذلك على غير الحقيقة، وتجنبت وصف الفلسطينيين الذين يرتقون بأنهم “شهداء”، ولم تتطرق إلى الحديث وحشية الاحتلال ولطّفت الأمر عبر استخدام مصطلح “قوة غير متناسبة”.

فقالت الصحيفة: “منذ ذلك الحين، خاضت تل ابيب أربع حروب في غزة ضد حركة المقاومة الإسلامية حماس، واندلعت بعض المعارك في المدن المكتظة بالسكان ومخيمات اللاجئين، ولقي أكثر من 4000 فلسطيني حتفهم، أكثر من نصفهم من المدنيين، ووفقاً لمسؤولين إسرائيليين في الأمم المتحدة أفادوا أيضاً بأن 106 إسرائيليين لقوا حتفهم أيضاً في المعارك ذاتها، بمن فيهم مدنيون وجنود وسكان أجانب”.

وأضافت: “في جميع تلك الحروب، اتُهمت إسرائيل باستخدام قوة غير متناسبة في مناطق سكنية مزدحمة؛ مما ساهم في ارتفاع حصيلة القتلى المدنيين. ويقول الجيش، إنه يبذل قصارى جهده لتجنب المدنيين، واتهم النشطاء الفلسطينيين باستخدامهم دروعاً بشرية”.

أثار تقرير الصحيفة السعودية غضبا عارما بين نشطاء موقع التدوين المصغر، إذ قال الناشط “أحمد بن راشد بن سعيّد”:”احتفت الشرق الأوسط ببلدة يتدرب فيها جيش الاحتلال على قتل الفلسطينيين، وتبنّت فيها روايته”.

الحكم: الاحتلال.
مسلّحين: مقاومين.
الحرب على #حماس: العدوان على #غزة.
“قوة غير متناسبة”: وحشية العدوان.

تقرير الصحيفة السعودية ينسجم مع حرص النظام في المملكة على التقارب مع الإسرائيليين، وهي سياسات يقودها حاكم المملكة الفعلي محمد بن سلمان ولي العهد.

وكان الرئيس الأمريكي جو بايدن قد تحدث مؤخرا عن زيارته إلى الرياض المقررة في منتصف يوليو / تموز، قائلًا إنها ليست من أجل النفط فقط لكن من أجل حماية الأمن القومي الإسرائيلي أيضًا.

وسئل بايدن عما يعرقل قرار زيارته للرياض في هذه المرحلة وما إذا كانت التزامات بشأن النفط من السعوديين أم المفاوضات، إذ قال: “التزامات السعوديين لا تتعلق مع الطاقة بل يتعلق باجتماع كبير تستضيفه السعودية وهذا سبب الذهاب ويتعلق بالأمن القومي لإسرائيل“.

بايدن قصد أن هناك ترتيبات تجرى مع السعودية تخص حماية الأمن الإسرائيلي ضمن مباحثات هذه الزيارة، وقد تنحني السلطات السعودية بالموافقة على ذلك إذا ما تمت مساومتها على الجريمة المتورط فيها محمد بن سلمان وهي اغتيال الصحفي السعودي جمال خاشقجي.

وفي وقت سابق، قالت الأكاديمية والمعارضة السعودية مضاوي الرشيد، إنّ التطبيع مع الكيان الإسرائيلي هو جائزة الرئيس الأمريكي جو بايدن لمقابلة محمد بن سلمان ولي العهد السعودي.

وأضافت في مقالٍ نشره موقع “ميدل ايست آي” البريطاني: "تستخدم السعودية التطبيع مع إسرائيل كورقة مساومة لاستعادة موقعها المتميز في واشنطن".

ويعرف بن سلمان أنه يمكن استخدام النفط كسلاح للضغط على إدارة بايدن لإعادة تأهيل صورته وعكس سياسة المشاركة الانتقائية ، دون منحه الاعتراف الكامل في واشنطن.

وبحسب الصحيفة، يمكن أن يكون تطبيع السعودية مع الكيان الإسرائيلي بمثابة جائزة لاسترضاء الأصوات الأمريكية المنتقدة التي ضغطت على بايدن لمقاطعة ولي العهد كعقاب على سياساته المتهورة وانتهاكاته لحقوق الإنسان، بما في ذلك الحرب على اليمن والإذن بقتل الصحفي جمال خاشقجي.

ولا يفوت بن سلمان فرصة أبدًا لتذكير جمهوره المحلي والدولي بأنه لا يعترض على التطبيع، مع التحذير من أن هذا لا ينبغي أن يقوض حقوق الفلسطينيين.