الى غانتس.. من أين ستأتي بالجنود لإحتلال بيروت؟

الى غانتس.. من أين ستأتي بالجنود لإحتلال بيروت؟
السبت ٢٥ يونيو ٢٠٢٢ - ٠٣:٢٠ بتوقيت غرينتش

إستنجدت "إسرائيل" بكل جنرلات امريكا في القيادة المركزية الأمريكية في الشرق الاوسط، الذين انتقلوا الى فلسطين المحتلة، ومكثوا هناك ثلاثة ايام، وقاموا بجولة على الحدود مع لبنان، لتعزيز معنويات قوات الاحتلال الاسرائيلي، وأنهوا زيارتهم يوم الخميس الماضي وعادوا أدراجهم الى قاعدتهم في البحرين.

العالمكشكول

أما جنرالات "إسرائيل" الذين التقوا بنظرائهم الامريكيين، فكانوا رئيس الأركان أفيف كوخافي، ونائب رئيس الأركان هرتسي هاليفي، ورئيس هيئة العمليات عوديد بسيوك، وقائد هيئة الاستراتيجية والدائرة الثالثة، تال كالمان، وقائد سلاح الجو تومر بار، وقائد سلاح البحرية داود ساعر سلامة، بالاضاافة الى وزير الحرب بيني غانتس.

يبدو ان هذه الزيارة ضخت معنويات في عروق جنرالات "إسرائيل" المتكلسة، حيث خرج علينا وزير الحرب بيني غانتس يهدد لبنان بالاجتياح وتدميره بالكامل اذا ما منع حزب الله "إسرائيل" من التنقيب في حقل كاريش المتنازع عليه مع لبنان، اما كوخافي فقال في الحرب المقبلة سيكون حجم الهجمات في لبنان على مستوى غير مسبوق ومدمر.

لكن المضحك في تصريحات غانتس وكوخافي، هو أنهما قالا انهما سيطلبان من الشعب اللبناني بالمغادرة قبل ان تقوم "إسرائيل" بقصف لبنان، والمضحك اكثر هو ما قاله غانتس، نحن "على عكس أعدائنا الذين بالنسبة إليهم لا وجود للقانون الدوليّ، وهم يوجهون علنا نيرانهم نحو المواطنين الإسرائيليين، فإننا سنتجنب المس بالمواطنين اللبنانيين وسنسمح لهم بالمغادرة"!!.

احترام "اسرائيل" للقانون الدولي، واضح جدا من التاريخ الاسود لها ، الممتد على 70 عاما، فـ"اسرائيل" كيان غير قانوني، أقيم على اراضي الغير، ويحتل اراض لا ينسحب منها رغم القانون الدولي، ورغم مرور عقود طويلة على هذا الاحتلال. ولا يمر يوم الا ويعتدي على جيرانه يقتل ويدمر. ويفتخر انه كيان عنصري ويرفض وجود الاخر. اما تاريخه الاجرامي في قتل الاطفال والنساء فحدث ولا حرج ، وما جرائم كفر قاسم ودير ياسين وصبرا وشاتيلا و قانا واخواتها، الا بعض هذا الوجه الاسود لـ"اسرائيل"، دون ان تتجرأ منظمة دولية على انتقادها ، خوفا من العراب الامريكي.

يكفي ان يلقي اي متابع نظرة سريعة على عدد شهداء فلسطين ولبنان في اي معركة من المعارك مع الكيان الاسرائيلي، وكذلك عدد قتلى هذا الكيان، ليخرج بنتيجة لا لبس فيها، ان غانتس كذاب أشر، فاغلب شهداء لبنان وفلسطين من المدنيين وخاصة النساء والاطفال، وجل قتلى "إسرائيل" هم من العسكريين.

اما بشأن تهديدات غانتس بإحتلال بيروت، نتساءل: بإي قوات سيحتل غانتس بيروت؟، هل يعتقد ان جنوده سيبقون احياء اذا ما دخلوا الاراضي اللبنانية؟، هل سيبقى منهم احد ليصل بيروت؟، على غانتس ان يوفر أمن السفينة التي تحاول سرقة النفط في المنطقة المتنازع عليها، قبل ان يهدد باحتلال بيروت؟، فهذه السفينة لن تتمكن من التنقيب في حقل كاريش، بأمر من الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، ولا ينفع غانتس ولا كوخافي صراخهما، ولا مسرحية جنرالات امريكا الذين زاروا حدود فلسطين المحتلة مع لبنان، ولابد من حسم موضوع النزاع حول حقل باريش، بعيدا عن استعراض القوة، رغم انف غانتس وكوخافي، فقد ولى زمن تجاهل "اسرائيل" للقانون الدولي، اعتمادا على القوة، ودعم العراب الامريكي.

الكيان الاسرائيلي بات يدرك جيدا، ان الحرب القادمة حرب وجود، ولن تنفعه مسرحياته ومناوراته وصراخه، واذا ما وقعت الحرب ستكون آخر حروب "اسرائيل"، فاذا كان هناك من سيغادر المنطقة فهم المستوطنون القادمون من اصقاع الارض، وليس الشعب اللبناني، هذا اذا ما توفرت فرصة للمستوطنين للمغادرة.

زعماء "اسرائيل" فضحوا انفسهم بإطلاق مثل هذه التهديدات الصبيانية ضد لبنان، فهي دليل قاطع على العجز و الاحباط و اليأس الذى وصل إليه هؤلاء الزعماء، فالعالم بات يعلم، ان "اسرائيل" ستفتح على نفسها ابواب جهنم، من مختلف الجبهات، وسيتم عزلها عن العالم الخارجي في ساعات قليلة، فقد ولى زمن "إنتصارات" "اسرائيل"، التي بُنيت على ضعف و وهن الطرف العربي.